نزل آلاف المحتجين المناهضين للحكومة إلى شوارع هونغ كونغ اليوم الأحد بمشاركة كبار السن مرددين شعارات مثل "ثورة زماننا" و"حرروا هونغ كونغ" وذلك بعد أسابيع من الهدوء النسبي في المدينة. وخرجت التظاهرة في حي تسيم تسا تسوي التجاري بعد أن شارك المئات في مسيرة للقنصلية الأميركية لإظهار "الامتنان" للولايات المتحدة لدعمها الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي يشهدها المركز المالي الآسيوي منذ ما يقرب من ستة أشهر. ومر المحتجون وهم يلوحون بلافتات كتب عليها "لا تنسوا لماذا بدأتم" وبرايات سود عليها شعار يقول "الثورة الآن"، عبر منطقة ساحلية في كولون تضم فنادق فاخرة ومراكز للتسوق. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
غاز واعتقالات
وساد هدوء نسبي هونغ كونغ على مدى الأسبوع المنصرم، منذ إجراء انتخابات محلية الأحد الماضي أسفرت عن فوز ساحق للمرشحين الموالين للديمقراطية.
لكن نشطاء تعهدوا بالحفاظ على زخم حركة الاحتجاج بتنظيم ثلاث مسيرات اليوم الأحد.
وتهز الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستعمرة البريطانية السابقة منذ يونيو (حزيران) الماضي مجبرة أحياناً المكاتب الحكومية والشركات والمدارس وحتى المطار الدولي على الإغلاق.
وملأ الشبان الشوارع مع أسرهم وأطفالهم، بينما جاب العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب المنطقة في دوريات. واتجه محتجون بعضهم يرتدون أقنعة واقية من الغاز صوب منطقة هونغ هوم قرب حرم جامعة بوليتكنيك المحطم.
وكان هذا الحرم الجامعي قد تحول لساحة معركة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما تحصن محتجون داخله في مواجهة مع شرطة مكافحة الشغب، ما أدى لاندلاع اشتباكات باستخدام القنابل الحارقة ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع.
واعتقلت السلطات 1100 شخص تقريباً الأسبوع الماضي، بعضهم ممن حاولوا الفرار من الحرم الجامعي. وانسحبت الشرطة يوم الجمعة من الجامعة بعد جمع الأدلة وإزالة المواد الخطرة.
شكراً ترمب
في وقت سابق من اليوم الأحد لوح مشاركون في مسيرة بالعلم الأميركي وارتدى بعضهم قبعات وقمصاناً عليها شعارات مؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
كما رفع البعض لافتة كتب عليها "الرئيس ترمب... من فضلك حرر هونغ كونغ".
ووقع ترمب يوم الأربعاء تشريعاً أصدره الكونغرس يدعم المحتجين على الرغم من اعتراضات بكين الغاضبة.
وتدفق المحتجون عبر المنطقة التجارية بوسط المدينة حاملين بالونات صفراً وملوحين بلافتات كتب عليها "لا للغاز المسيل للدموع وانقذوا أولادنا". وقال وزير الأمن في المدينة جوون لي قبل أيام إن الشرطة أطلقت نحو عشرة آلاف قنبلة غاز مسيل للدموع منذ يونيو.
المزيد من الاحتجاجات
تأتي مسيرات اليوم الأحد بعد أن قال مسؤول كبير بهونغ كونغ إن الحكومة تبحث في إنشاء لجنة مستقلة لمراجعة أسلوب معالجة الأزمة التي يتزايد فيها عنف المظاهرات.
والمتظاهرون غاضبون مما يرونه من تدخل الصين في الحريات التي تعهدت بمنحها للمستعمرة البريطانية السابقة لدى عودتها إلى الحكم الصيني عام 1997.
وتنفي بكين التدخل وتؤكد التزامها بصيغة "دولة واحدة ونظامان" القائمة منذ ذلك الحين، وتنحي باللائمة على قوى خارجية في تأجيج العنف.
وأمس السبت 30-11-2019 شارك تلاميذ المدارس الثانوية ومتقاعدون في مسيرة للاحتجاج على ما وصفوه بوحشية الشرطة والاعتقالات غير القانونية.
واتسمت مسيرات أمس بالسلمية إلى حد كبير لكن محطة (آر.تي.إتش.كيه) العامة قالت إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق محتجين، بعد تجمع خارج محطة الأمير إدوارد لقطارات الأنفاق لتكريم بعض قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في ذلك الموقع على يد الشرطة قبل ثلاثة أشهر. وتنفي الشرطة تلك الرواية.