Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوندلاند غدر بترمب – وسط ذهول الجمهوريين

استحال تعبير الرضا المغرور على وجه ديفيد نونز نظرةَ فارغة

السفير الأميركي الى الاتحاد الاوروبي، غوردون سوندلاند، قبيل الادلاء بشهادته أمام لجنة الاستخبارات النيابية الاميركية (أ.ب.)

افتتح عضو لجنة الاستخبارات النيابية ديفين نونز جلسة الاستماع في إطار إجراءات المساءلة يوم الأربعاء بخطاب متبجّح كالعادة كرّر فيه زعمه بأنّ تحقيق الديمقراطيين في أمر دونالد ترمب هو الحلقة الأخيرة من حربهم المتواصلة على الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهزّ زملاء النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا برؤوسهم أثناء تلاوته لبيان جاهز ضمّنه "لائحة الإدعاءات الزائفة الطويلة " التي اتّهم النواب الجالسين في الجهة المقابلة بتوجيهها لترمب. ووصل الحال بنونز إلى مقارنة استخدام ترمب لمحاميه الخاص رودي جولياني باعتباره "قناة غير رسمية" للعلاقات مع أوكرانيا بقرار جورج واشنطن في العام 1794 بإرسال رئيس القضاة جون جاي للتفاوض على معاهدة مع بريطانيا العظمى.

وتحوّل التعبير الذي علا وجه نونز من الإعتداد والرضا إلى نظرة فارغة بينما شرح سوندلاند كيف عمل هو ووزير الطاقة ريك بيري والمبعوث الخاص كورت فولكر "مع رودي جولياني في مسائل تخص أوكرانيا تنفيذاً لتعليمات مباشرة من رئيس الولايات المتحدة."

وعندما تابع سوندلاند وقال للمشرّعين إن "(جولياني) طالب أوكرانيا بالإدلاء بتصريح علني تفصح فيه عن نتائج التحقيقات بشأن انتخابات العام 2016 وخادم الحاسب الآلي التابع للجنة الوطنية الديمقراطية وشركة بوريسما لإنتاج الغاز"، وإنه أقدم على هذا التصرّف "نزولاً عند رغبة رئيس الولايات المتحدة"، أسند النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو جيم جوردان ظهره إلى كرسيه فارغاً فاه.

وإذ ردّ سوندلاند بالإيجاب عندما سأل المشرّعون إن كان منح المساعدة العسكرية مشروطاً باستعداد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق في نظرية مؤامرة تحيط بانتخابات العام 2016 كما التحقيق في نائب الرئيس السابق جو بايدن، وضع النائب الجمهوري عن ولاية تكساس مايك كوناواي رأسه بين يديه وظلّ على هذا الحال.

وبدا أنّ الجمهوريين لم يعلموا إطلاقاً بأنّ سوندلاند- حليف ترمب الذي عُيّن ممثلاً عن الولايات المتحدة في بروكسيل بعد تبرّعه بمبلغ مليون دولار أميركي للّجنة الموكلة بتحضير حفل تنصيب ترمب- ينوي التضحية بترمب وبيري وجولياني ونائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو وكافة أعضاء فريق ترمب.

لكن هذا ما فعله سوندلاند بالضبط، وغدر بهم جميعاً.

وقال "علم الجميع بما يدور من أمور. ولم يخفَ الأمر على أحد”.

عند منتصف فترة الـ45 دقيقة المخصصة لآدم شيف ومحامي الديمقراطيين دانيال جولدمان كي يطرحا أسئلتهما على سوندلاند، أصبح جلياً أنّ نونز وزملاءه يواجهون مشكلة.

وفي إحدى اللحظات أثناء الفترة المخصصة للديمقراطيين، لم يبق في الجانب الجمهوري من المنصة سوى محامي الحزب الجمهوري ستيفن كاستور والسيد جوردان الذي أنصت إلى الأسئلة التي وجهها السيد جولدمان لسوندلاند حول تفاصيل خطة السيد ترمب باستخدام المنحة العسكرية البالغة 391 مليون دولار أميركي بهدف انتزاع الإعلان عن التحقيق من زيلينسكي.

وحسب شرح سوندلاند، لم يهتمّ ترمب فعلياً بالتحقيقات بقدر ما اهتم بإعلان السيد زيلينسكي المزعوم عنها.

وعاد الجمهوريون إلى مقاعدهم في النهاية لكن عندما حان دور نونز وكاستور، همس نونز شيئاً ما في أذن شيف فدعا الرئيس إلى استراحة غير مقررة مسبقاً.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إيلينوي مايك كويغلي للاندبندنت إنه من الجائز أن الجمهوريين كانوا مصعوقين ببساطة وغير مستعدّين للشهادة التي أدلى بها سوندلاند.

وتابع "لا أعتقد أنّ أي أحد علم بما حدث مسبقاً لكنني لا أظن أن (الجمهوريين) سيظهرون أي قلق علني إزاء ما حصل. فالحقائق أمور عنيدة ومستعصية لكن لا يبدو أنها تزعج الأصدقاء على الجانب الثاني."

كشفت شهادة سوندلاند ناحية من الإساءة الرئاسية لم يرها الأميركيون منذ صرّح محامي البيت الأبيض السابق أثناء ولاية ريتشارد نيسكون جون دين أمام أعضاء مجلس الشيوخ أنّه أخبر السيد نيكسون بوجود "سرطان على الرئاسة."

 حتى أنّ المقارنة بين دين وسوندلاند بدأت ما إن شرع الأخير بالكلام تقريباً.

وفي تمام الساعة 9.20 صباحاً غرّد المحامي المحافظ جورج كونواي –زوج مستشارة ترمب كيليان كونواي- "هذه لحظة تشبه جون دين. وستحفر للأبد في التاريخ السياسي الأميركي".

وتماماً كالسيد دين، الذي أدين بإعاقة سير العدالة لمساعدته السيد نيكسون على إخفاء علاقته باقتحام مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية، كان سوندلاند عرضة للاتهامات الجنائية عندما أدلى بشهادته للمرة الأولى وراء الأبواب المغلقة.

لكن النائب الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي توم ماليناوسكي أخبر الاندبندنت أنه يصدّق زعم السيد سوندلاند حين شرح أنه حاول حماية العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

"إستمعنا إلى نوعين من الشهود- أول مجموعة منهما شعرت بأنّ "صفقة المخدرات" عمل خاطئ ولم ترغب بالتورّط بها بأي شكل من الأشكال، والمجموعة الثانية التي انتمى إليها سوندلاند خططت لمجاراة الخطة كي يبقى الرئيس في موقعه وتحمي العلاقة مع أوكرانيا"، برأي ماليناوسكي الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل أثناء ولاية أوباما.

وأضاف "لا يمثل أيّ من هؤلاء مشكلة فنحن لا نحقق بشأن غوردون سوندلاند بل نحقق بشأن رئيس الولايات المتحدة".

واعتبرت النائبة الديمقراطية عن ولاية فلوريدا فال ديمينغز التي عملت سابقاً في سلك الشرطة الدليل الذي قدّمه سوندلاند "واضحاً ومقنعاً وعارماً".

وقالت "أيّد كل الشهود فعلياً نصّ المكالمة سيئة السمعة التي جرت بتاريخ 25 يوليو (تمّوز). وليس أمامنا سوى أن نقرر ما نريد أن نفعله حيال هذا الموضوع".

ولفت زميلها ديني هيك النائب الديمقراطي عن ولاية واشنطن للاندبندنت أنه لا يعرف كيف سيستجيب زملاؤه الجمهوريون على تصريحات سوندلاند.

وأضاف "يئست منذ بعض الوقت من محاولة تفهّم وجهة نظرهم...حاولت بجهد لفترة لكن من الصعب جداً الجلوس والإنصات إلى مقاربتهم لهذا الموضوع. سوف أموت قبل أن أتفهّم هذا الموضوع."

لكن أحد الأشخاص الذين فهموا خطورة تصريح سوندلاند هو المدير الإعلامي السابق للبيت الأبيض آنثوني سكاراموتشي.

وجاء ردّ سكاراموتشي على رسالة نصية أرسلناها له بسيطاً.

فقال "على ترمب الاستقالة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء