أكّد "فيسبوك" أنّه حذف أربع شبكات منفصلة تتألف من حسابات مرتبطة بجهود ترمي إلى التدخّل الأجنبي في شؤون الولايات المتحدة، بما في ذلك حملة موجّهة لتعطيل التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية الأميركية 2020.
يبدو أن إحدى الشبكات مرتبطة بـ"وكالة أبحاث الإنترنت الروسية" التي توصف بـ"مزرعة المتصيدين"، وقد استخدمت الشبكة حيلاً على وسائل التواصل الاجتماعي تشبه تلك التي استعملتها الوكالة الروسية في إثارة الخلافات قبل انتخابات 2016 وأثنائها.
أُعلن الاكتشاف فيما بدأت "فيسبوك" أخيراً إدخال تغييرات على منصتها تهدف إلى مكافحة "حملات التصيّد" (تسمّى أيضاً "ترولنغ") وتضليل الآراء على وسائل التواصل الاجتماعيّ مماثلة لتلك التي برزت خلال 2016.
وفي مؤتمر صحفي عقده الاثنين الفائت، أوضح مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، أن المنصة ستبدأ في وسم محتويات تديرها وسائل إعلام تابعة لحكومات وكذلك تحديد بلدان المنشأ للتدوينات، فضلاً عن حظر الرسائل التي تشجّع قمع الناخبين.
في ذلك الصدد، كتب ناثانيل غليشر رئيس سياسة الأمن الإلكتروني في "فيسبوك"، أنّ الأخيرة حذفت حسابات، إضافة إلى صفحات ومجموعات فيسبوكية مرتبطة بها، بعدما تبيّنت الشركة من انخراط تلك الحسابات في "سلوك مزيف منسّق" على "فيسبوك" و"آنستاغرام" معاً. وأضاف أنّ الحملات أنشأت "شبكات من الحسابات بغية خداع الآخرين بشأن هويتها وطبيعة عملها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الواقع، تبيّن وجود ثلاث شبكات مقرها إيران وشبكة في روسيا، تستهدف كل منها مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وشمال إفريقيا وأميركا اللاتينية. وقد حذفت "فيسبوك" 50 حساباً على "آنستاغرام" وحساباً على "فيسبوك"، كانت كلها مرتبطة بـ"وكالة أبحاث الإنترنت" الروسيّة.
ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن "فيسبوك"، حظيت حسابات الوكالة بـ246 ألف متابع على واحد أو أكثر من تلك الحسابات على "آنستاغرام"، 60 في المئة منها من الولايات المتحدة، وقدرنشرت آلاف المنشورات التي تغطي الطيف السياسي والأيديولوجي للولايات المتحدة. استطراداً، أعادت تلك المنشورات غالباً ذكر الـ"مايمات" ("مايم" هو مصطلح يستخدم لوصف شعار أو فكرة أو تصرف ينتشر بسرعة من شخص إلى آخر)، وشعارات الجناح اليميني التي تستخدمها صفحات أخرى على غرار المجموعة المحافظة "تيرنينغ بوينت يو أس إيه" (= حرفيّاً "نقطة تحوّل الولايات المتحدة)، وذلك على الأرجح في محاولة لإخفاء هوية أصحاب المنشورات الأصليين. كذلك أنشأت الوكالة الروسية حسابات لترسيخ حضور "داخلي" في الولايات الأميركية المتأرجحة غير محسومة لأيّ طرف.
وكذلك ذكر غليشر إن الحملة التي تديرها الشبكة الروسية "كانت تحمل مواصفات عملية مجهزة باتقان، واتخذت تدابير أمنيّة متينة بغية إخفاء هويتها وموقعها". وفي ما يتعلّق بالشبكات الإيرانيّة، ضمّت إحداها 93 حساباً على "فيسبوك" و17 صفحة وأربعة حسابات على "آنستاغرام"، تركِّز على الولايات المتحدة والأجزاء الناطقة بالفرنسية في شمال إفريقيا.
واللافت أنّ حوالى سبعة آلاف و700 شخص كانوا يتابعون صفحة أو أكثر من تلك الصفحات، و145 شخصاً آخر تابعوا حساباً أو أكثر من حساباتها على "آنستاغرام".
كذلك أنشأت شبكة أخرى مقرها إيران 38 حساباً على "فيسبوك" فضلاً عن ست صفحات وأربع مجموعات و10 حسابات على "آنستاغرام" تركز جميعها على بلدان في أميركا اللاتينية مثل فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وبوليفيا وبيرو وإكوادور والمكسيك.
يُشار إلى أنّ غليشر أكّد أنّ الشركة أزالت الحسابات والصفحات والمجموعات بناءً على سلوكها وليس محتواها. وجاء في كلامه أيضاً، "في كل من تلك الحالات، نسّق الأشخاص الذين يقفون خلف ذلك النشاط مع بعضهم بعضاً واستخدموا حسابات مزيفة لإخفاء هويتهم الحقيقيّة وتقديم أنفسهم بشكل كاذب، وكان ذلك بمثابة الركيزة لعملنا". وشاركت "فيسبوك" تلك النتائج مع موظفي إنفاذ القانون وصانعي السياسات وقادة آخرين في شركات التكنولوجيا.
© The Independent