أعلنت وكالة الإعلام الروسية الخميس 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، انسحاب "قوات سوريا الديمقراطية" لمسافة 32 كيلومتراً من الحدود مع تركيا، ونقلت الوكالة عن مسؤول قوله إن "الأكراد في قسد مستعدون لبحث الانضمام للجيش السوري بمجرد تسوية الأزمة في سوريا سياسياً".
انتهاك وقف النار
واتهمت "قوات سوريا الديمقراطية" تركيا بانتهاك وقف النار، وقالت إن "أنقرة وحلفاءها شنوا الخميس 24 أكتوبر، هجوماً برياً كبيراً استهدف ثلاث قرى، على الرغم من وقف النار، وحثت الولايات المتحدة على التدخل على الفور لوقف الهجوم.
وقالت في بيان إن "الهجوم الذي نفذته القوات التركية على القرى الواقعة خارج منطقة وقف النار، أجبر آلاف المدنيين على الفرار"، مؤكدة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة هناك.
حق الدفاع عن النفس
وأضاف البيان "على الرغم من التزام قواتنا بقرار وقف النار وانسحاب قواتنا من كامل منطقة وقف النار، إلا أن الدولة التركية والفصائل المسلحة لا تزال تنتهك عملية وقف النار وهي مستمرة في حرب الإبادة ضد شعبنا وقرانا".
ورداً على الخرق التركي، قال مصطفى بالي المسؤول في "قوات سوريا الديمقراطية" على تويتر، إن قواته ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس.
"الاتجاه الخاطئ"
وعلى المقلب الآخر، حذّر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الخميس، تركيا من "السير في الاتجاه الخاطئ" من خلال توغلها العسكري في سوريا واتفاقها مع روسيا على تسيير دوريات مشتركة في "منطقة آمنة" هناك.
وقال إسبر خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، قبيل اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، إن "تركيا تضعنا جميعاً في وضع رهيب"، عبر عمليتها العسكرية في سوريا لمواجهة القوات الكردية التي تحالفت مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "داعش".
وأكد أنه يقع على عاتق الحلف الأطلسي حالياً "العمل معاً لتعزيز شراكتنا معهم وإعادتهم إلى الاتجاه الصحيح ليعودوا حلفاء الماضي الأقوياء والذي يمكن الاعتماد عليهم".
إسبر يدافع عن قرار الانسحاب
ويتوقع أن يهيمن ملف العملية العسكرية التركية في سوريا على اجتماع الحلف الأطلسي الذي سيستمر يومين، في وقت قال دبلوماسيون في المنظمة إنهم أجروا محادثات "صريحة" مع ممثلي أنقرة.
كذلك، دافع إسبر عن قرار الولايات المتحدة سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، ما ترك المجال مفتوحاً لتركيا لتنفيذ عمليتها.
وقال إن "القرار الأميركي بسحب أقل من 50 جندياً من منطقة الهجوم اتُّخذ بعدما بات جلياً بالنسبة لنا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرر تنفيذ العملية عبر الحدود"، مضيفاً أن واشنطن لا يمكنها "تعريض حياة هؤلاء الجنود للخطر" أو "بدء معركة مع حليف في الحلف الأطلسي".
وأقر الوزير الأميركي "بوجود بعض الانتقادات" للانسحاب الأميركي، لكنه أوضح "ألا أحد عرض بعد بديلاً أفضل لما قامت به الولايات المتحدة. نحاول الحفاظ على آفاق استراتيجية للغاية".