Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة: 160 ألف نازح جراء الهجوم التركي في سوريا... قوات النظام تدخل إلى منبج

قال الكرملين إن العملية العسكرية التركية لا تتوافق مع وحدة الأراضي السورية

مع مواصلة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في الشمال السوري، ودخول قوات النظام السوري إلى مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الاثنين أن الهجوم التركي أدى إلى نزوح 160 ألف شخص، داعياً إلى "خفض فوري للتصعيد وحض كل الأطراف على حل خلافاتها بشكل سلمي"، مطالباً إياها كذلك بممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" وتجنيب المدنيين تداعيات الأعمال القتالية.

وأشار الأمين العام إلى مخاوفه من احتمال فرار مقاتلين من تنظيم "داعش"، مطالباً بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون أي عوائق.

وعلى الصعيد السياسي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تغريدة على "تويتر"، أن بلاده سترد على الهجوم التركي من خلال "عقوبات كبيرة".

وفي سلسلة تغريدات لاحقة، قال ترمب "بعد هزيمة داعش 100 في المئة، سحبت قواتنا من سوريا إلى حد كبير. فلتحمي سوريا والأسد الأكراد وليحاربوا تركيا للحفاظ على أرضهم"، متسائلاً "لماذا ينبغي علينا المحاربة من أجل سوريا والأسد لحماية أرض أعدائنا؟".

وأكّد الرئيس الأميركي ألا مشكلة لديه "مع أي طرف يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد، أكانت روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت". أضاف "يريد البعض من الولايات المتحدة أن تحمي حدود سوريا الواقعة على بعد 7000 ميل، والتي يرأسها بشار الأسد، عدوّنا"، مشيراً إلى أنه يفضّل التركيز على حماية الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

وفي السياق نفسه، قال يوري أوشاكوف المعاون في الكرملين إن توغل تركيا العسكري في شمال سوريا ليس متوافقاً "تماماً" مع وحدة الأراضي السورية. وأضاف أن روسيا تعتزم "القيام بشيء" من دون أن يحدده.

وجاء تعليق أوشاكوف على العملية التي بدأتها أنقرة الأسبوع الماضي خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرسمية إلى الرياض.

في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن بلاده لن تتراجع عن العملية "بغض النظر عما يقال"، مؤكداً أن العملية ستستمر حتى تحقيق "النصر الكامل".

وأضاف أردوغان، خلال كلمة له في باكو عاصمة أذربيجان، "نحن مصممون على مواصلة العملية حتى نهايتها من دون أن نعبأ بالتهديدات. وسنكمل قطعاً المهمة التي بدأناها".

وأعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان شرح لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أهداف العملية التركية، مشيراً إلى أنها ستسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

تل تمر

ميدانياً، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات السورية تنتشر على مشارف تل تمر جنوب بلدة رأس العين الحدودية حيث تدور المعارك، في حين أفادت "سانا" أن "وحدات من الجيش العربي السوري تدخل بلدة تل تمر" بريف الحسكة الشمالي الغربي.

يأتي ذلك بعد ساعات من اتفاق الإدارة الذاتية الكردية والنظام السوري على انتشار الجيش السوري على طول الحدود مع تركيا للتصدي لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها.

وبرّرت الإدارة الذاتية الاتفاق في بيان على صفحتها على فيسبوك. فكتبت "كي نمنع ونصد هذا الاعتداء، تم الاتفاق مع الحكومة السورية... كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية"، مضيفة أن "هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير بقية الأراضي والمدن السورية المحتلة من الجيش التركي".

وكشف "سياسي كردي كبير" أن مفاوضات النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" جرت في قاعدة روسية في سوريا، وقضى اتفاقهما ببحث القضايا السياسية في وقت لاحق.

وفيما تفتح عودة الجيش السوري إلى الحدود التركية في ظل هجوم الجيش التركي الأسئلة عن كيف سيكون لقاء الجيشين، كشفت مصادر أن الجيش السوري سيوسع انتشاره بعد إخلاء القوات الأميركية قاعدة جنوب شرقي عين العرب.

ونشرت وكالة الأنباء السورية أن الجيش السوري دخل مدينة الطبقة وريفها ومطارها العسكري في محافظة الرقة شمالي البلاد.

وبثت القنوات السورية ما قالت إنه نقل مباشر لوصول طلائع الجيش السوري إلى بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.

ونفت تركيا أن يكون هجومها قد سمح لمقاتلين في تنظيم "داعش" بالفرار من مخيمات اعتقال يحتجزون فيها، واتهمت المقاتلين الأكراد بـ"إفراغ" المخيمات عمداً.

وصرح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار للصحافيين "يوجد سجن واحد فقط لداعش في منطقة عملياتنا، وقد رأينا أن وحدات حماية الشعب الكردية قد أخلته". وأضاف "توجد صور وأفلام لذلك".

 

 

دونالد ترمب

قال الرئيس الأميركي إن القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا ربما تطلق سراح أسرى من تنظيم "داعش" لحمل القوات الأميركية على العودة إلى المنطقة، مضيفاً أنه سيكون من السهل للغاية أسرهم مرة أخرى.

وقال ترمب في سلسلة تغريدات "الأكراد ربما يفرجون عن البعض لحملنا على التدخل. من السهل للغاية أن تعيد تركيا أو الدول الأوروبية التي ينحدر منها الكثيرون أسرهم، لكن ينبغي لهم التحرك بسرعة".

 

 

الاتحاد الأوروبي

من جهتها، دانت دول الاتحاد الأوروبي، الاثنين، الهجوم التركي من دون إعلان حظر على تسليم الأسلحة إليها، لكنها تحرّكت باتجاه فرض عقوبات على أنقرة على خلفية عمليات التنقيب عن الغاز التي تجريها قبالة قبرص.

وأفاد بيان مشترك للتكتل صدر خلال اجتماع لوزراء خارجيته في لوكسمبورغ أن "الاتحاد الأوروبي يدين تحرّكات تركيا العسكرية التي تقوّض بشكل جدي الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها".

وأضاف البيان "تلتزم الدول الأعضاء باتخاذ مواقف وطنية قوية فيما يتعلق بسياساتها بشأن صادرات الأسلحة إلى تركيا".

ألمانيا

أوروبياً أيضاً قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن بلاده لا ترى أي مبرر قانوني لعمليات تركيا ضد الأكراد وأضاف المتحدث "في ظل الظروف الحالية لا يمكننا أن نرى كيف يمكن تبرير تدخل عسكري موجه ضد الجماعات الكردية".

وأعلنت الولايات المتحدة، الأحد، أنها ستبدأ سحب نحو ألف من قواتها من شمال سوريا في عملية قال مسؤولان أميركيان لـ "رويترز" إنها قد تستغرق أياماً عدة.

الكرملين

الموقف الروسي جاء في بيان من الكرملين صرّح فيه إنه "حذر بالفعل كل أطراف الصراع السوري لتجنب الأفعال التي يمكن أن تؤجج الوضع وتضر العملية السياسية"، وكشف البيان أن "روسيا وتركيا على اتصال بشكل منتظم بشأن الأحداث في سوريا بما فيها على المستوى العسكري".

حلف شمال الأطلسي

دافع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الاثنين، عن موقفه من الهجوم التركي، قائلاً إن الحلف يجب ألا يخسر وحدته في محاربة تنظيم "داعش".

وقال ستولتنبرغ خلال جلسة للجمعية البرلمانية للحلف في لندن، رداً على أسئلة من وفدي فرنسا وإيطاليا عما وصفوه بنهجه التصالحي حيال تركيا، "يجب ألا نخاطر بالمكاسب التي حققناها ضد عدونا المشترك... تركيا مهمة لحلف شمال الأطلسي... نواجه خطر تقويض الوحدة التي نحتاجها في الحرب ضد داعش".

أردوغان: موسكو إيجابية

وفيما تواصل تركيا هجومها على شمال سوريا، وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، قرار الولايات المتحدة سحب ألف جندي من شمال سوريا بـ"الخطوة الإيجابية".

وتوقع إردوغان انسحاب الفصائل الكردية من مدن أخرى رئيسية على غرار منبج.

وقال "عندما يتم إخلاء منبج، لن ندخلها نحن كتركيا. بل سيعود إليها (...) أشقاؤنا العرب - القبائل- هم أصحابها الحقيقيون. يتمثل نهجنا بضمان عودتهم وأمنهم هناك".

ورحب بموقف روسيا "الإيجابي"، قائلاً إنه يبدو أن موسكو لا تضع أي عقبات في طريق هجوم القوات التركية على كوباني (عين العرب).

وجدد الرئيس التركي انتقاده للقوى الغربية التي نددت بالعملية. وكانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا بين الدول الأوروبية التي علّقت تسليم الأسلحة لتركيا على خلفية الهجوم على سوريا.

وقال متوجهاً للدول الأوروبية "هل ستقفون إلى جانب حليفكم في حلف شمال الأطلسي أم الإرهابيين؟ لا يمكنهم الإجابة عن هذا السؤال. لا يمكن فهم الهدف مما يقومون به وأسبابه".

مغادرة أميركية

وسط هذا، غادر فريق دبلوماسي أميركي يعمل في مشروعات إرساء الاستقرار في شمال شرق سوريا، وذلك بعد يوم من إعلان واشنطن أنها تعتزم سحب ألف جندي من سوريا.

وأفاد مسؤول أميركي وكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، أن كافة القوات الأميركية في شمال سوريا، التي يبلغ عددها نحو ألف عنصر، تلقت أوامر بمغادرة البلاد في ظلّ الهجوم التركي.

وأكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، "نقوم بتنفيذ هذا الأمر"، مشيراً إلى أنه يطال "كلّ" العسكريين المنتشرين في سوريا "ما عدا الموجودين في قاعدة التنف"، العسكرية في جنوب البلاد، التي تضم نحو 150 عسكرياً أميركياً.

إجراءات فرنسية

في الأثناء، اتخذت فرنسا، الاثنين، إجراءات لضمان سلامة أفرادها العسكريين والمدنيين في شمال شرقي سوريا.

وفرنسا أحد الحلفاء الرئيسيين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، ودأبت طائراتها الحربية على قصف أهداف للمتشددين وتنسق قواتها الخاصة على الأرض مع المقاتلين الأكراد والعرب.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان بعد اجتماع طارئ للحكومة "سيتم اتخاذ إجراءات في الساعات المقبلة لضمان سلامة الأفراد العسكريين والمدنيين الفرنسيين الموجودين في المنطقة في إطار التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية والعمل الإنساني". ولم تقدم مزيداً من التفاصيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤولون فرنسيون في وقت سابق إن الانسحاب الأميركي سيجبرهم على الانسحاب أيضاً، نظراً لأنهم يعتمدون على الدعم اللوجيستي الأميركي.

وتخشى فرنسا أن يتمكن عناصر "داعش" من الفرار وسط الهجوم ويعودوا إلى بلادهم وينفذوا هجمات أو يسقطوا في أيدي حكومة دمشق التي قد تستخدمهم كأدوات للمساومة.

وقالت الرئاسة الفرنسية "يجب أن تكون الأولوية لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية من الظهور في المنطقة". أضافت أن خطر فرار "إرهابيي الدولة الإسلامية" يؤخذ في الاعتبار تماماً

ودعت فرنسا مراراً إلى ضرورة محاكمة المقاتلين الأجانب وسجنهم في مكان ارتكابهم الجرائم ورفضت أي احتمال لإعادتهم إلى بلادهم. ويقول محللون إن تطور الأوضاع يجعل هذا الموقف غير قابل للاستمرار.

وقال الإليزيه إن هناك إجراءات إضافية يجري اتخاذها لتعزيز الأمن على الأراضي الفرنسية.

وأضاف "ستزيد فرنسا جهودها الدبلوماسية... من أجل إنهاء الهجوم التركي على الفور".

وترد معلومات عن فرار مئات من عناصر "داعش" من السجون التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط