أغلق مجموعة من الناشطين البيئيين، المندرجين تحت حركة "تمرد ضد الانقراض"، العديد من الشوارع في أنحاء لندن لمحاولة جذب المزيد من الانتباه والأنظار الدولية حول خطر التغير المناخي.
وتسببت هذه المظاهرات في اضطراب المناطق الرئيسة داخل العاصمة، بما في ذلك جسر وستمنستر، وساحة البرلمان، ولامبيث وساحة الطرف الأغر.
واختار المتظاهرون أسلوب الجلوس، الذي أصبح شائعا جداً لدى ناشطي البيئة. وأحضر الكثير منهم الخيام والطعام والماء، كما قال النشطاء إنهم يخططون للاحتجاج لمدة أسبوعين في الأقل. وتراوحت أعمار المتظاهرين اليوم بين 15 و85 عاما. ومع ذلك، فإن معظم المحتجين كانوا من الإنجليز والبيض. وقال المزارعان كاري وجيف، وهما زوجان مسنان من هيرتفوردشاير "نحن نفعل هذا لأحفادنا. وجود أحفاد يحدث فرقاً كبيراً عندما نفكر في المستقبل".
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن الحكومة تتوقع من الشرطة اتخاذ موقف حازم ضد المتظاهرين الذين "يعطلون حياة الآخرين بشكل كبير". وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء "للناس الحق في الاحتجاج بسلام، لكن يتعين عليهم القيام بذلك بموجب القانون. من الضروري أن يواصل الأشخاص الذهاب إلى أماكن عملهم، وزيارة أسرهم والحصول على الخدمات العامة الرئيسة، بما في ذلك خدمات الطوارئ والمستشفيات والمدارس."
ومع ذلك، كان المتظاهرون مراعين للغاية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمستشفيات، ومهّدوا الطريق كلما كان على سيارة الإسعاف المرور. "نحن نهتم بحياة الناس. يمكنك أن ترى أننا كنا نمهّد الطريق لخدمات الطوارئ وسيارات الإسعاف، كان يتعين علينا القيام بشيء جذري لجعل الحكومة تستمع"، كما يقول أحد المحتجين.
وذكرت شيريل، وهي من مقدمي الرعاية في مدينة برايتون، أنها أتت إلى لندن بسبب قلقها، حين قالت "غالباً ما يتم وضع الأهداف في المستقبل، ثم لا يحدث شيء حقيقي. نحن نحاول فقط أن نقول إن من المهم حقاً اتخاذ إجراء، وهذا هو السبب في أننا لا نذهب بعيداً".
في الأسبوع الماضي، رشّ عدد من الناشطين 1800 لتر من الدم المزيف أمام مبنى الخزانة البريطاني، تاركين الرصيف مغطى بالسائل الأحمر. وكانت خطتهم رشها على مبنى الخزانة، لكنهم فقدوا السيطرة على أنبوب الضخ، مما أدى إلى فشل الخطة. عندما سئل النشطاء عن الحادث، كان دفاعهم "صحيح أننا فشلنا، لكن نجحنا في جذب الانتباه. الجميع يتكلم عما حدث".
في حين قال العضو المحافظ في البرلمان، جيمس كليفرلي "الأشخاص الذين يقومون بأشياء غبية مثل هذا، يقوضون تماماً النقاش الذي طرحه أشخاص يريدون حقاً معالجة تغيّر المناخ".
وداهمت الشرطة العديد من المستودعات التي يوجد فيها قادة مجموعة الناشطين للتغير المناخي. وفي وقت سابق من هذا العام، اتضح أن جميع الأشخاص الذين قُبض عليهم خلال الاحتجاجات في أبريل (نيسان)، وعددهم نحو 1100 شخص، سيُحالون إلى المحكمة. وقد تم بالفعل محاكمة عشرات الحالات، ومن المتوقع أن تستمر المحاكمات في العام الجديد.
وفي وقت سابق من هذا العام، وضعت تشريعات من رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، إلى جانب البرلمان، نصت على أن تصبح المملكة المتحدة أول اقتصاد رئيس يحقق صافي انبعاثات بحلول عام 2050. ولكن هذا الحل لم يكن كافيا، وفق المتظاهرين. وقال جاك، وهو أحد المتظاهرين أن "2050 ليس بالسرعة الكافية. كلنا سنموت بحلول ذلك الوقت".
وتأسست مجموعة "تمرد ضد الانقراض" عام 2018. واعتمدت أسلوب المحاصرة في المدن في جميع أنحاء البلاد من أجل تسليط الضوء على الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ورداً على ذلك، أصدرت مؤسسة "تبادل السياسات"، وهي مؤسسة بحثية أنشأها ثلاثة نواب محافظين في عام 2002، تصريحات وصفت المجموعة بأنها "متطرفة" وتسعى "لكسر النظام المدني القائم والديمقراطية الليبرالية في المملكة المتحدة".
وفي حين أن هناك تعاطفًا واسع النطاق مع طموحات مجموعة الناشطين في إنقاذ الكوكب، فقد كان هناك رد فعل واضح. وتصاعدت مظاهرات التغير المناخي على مدار العام وازدادت وتيرتها.