في خطوة غير معتادة، فصلت وزارة التربية والتعليم المصرية أكثر من ألف معلم، بسبب ما قالت أنهم "ينتهجون أفكارا متطرفة وعليهم أحكام"، جاء ذلك في وقت تنتهج فيه السلطات استراتيجية جديدة للتعليم تهدف من خلالها تحسين القطاع الذي يواجه انتقادات منذ سنوات.
وفي مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، قال وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي إن "الوزارة قررت فصل 1070 معلما أصحاب أفكار متطرفة وعليهم أحكام. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية للتأكد من صحة الادعاءات"، معلناً أن الإجراء جاء لتطهير الوزارة من الأفكار الهدامة والاتجاهات السياسية المتطرفة.
وأعلن شوقي فتح باب التعاقد لـ120 ألف معلم لمدة عام تجدد لمدة 3 سنوات، مضيفًا "الـ120 ألف معلم سيتم تعيينهم بعيدا عن الموازنة العامة للدولة، لعدم وجود بند بها لتثبيت المعلمين"، وأوضح وزير التعليم أن "المتاح للوزارة 1.6 مليار جنيه (نحو 100 مليون دولار) للتعاقد مع 120 ألف معلم من إجمالي 320 ألف معلم هم حجم العجز الكامل بالوزارة".
وذكر شوقي أن المعلمين هم قلب عملية المشروع القومي لتطوير التعليم، الذي انطلق سبتمبر (أيلول) 2018 ووصل إلى الصف الثاني الابتدائي، معتبراً أن "فلسفة التطوير واحدة وتعمل الوزارة على حل المشكلات القائمة من الجذور بدءا من المناهج ونظم التقويم ومشكلات قطاع التعليم وصولا إلى نقص المعلمين وتقليل الاغتراب وتغيير المسمى الوظيفي وما لها من تاريخ طويل متشعب بالتفاصيل"، على حد وصفه.
وتابع شوقي أنه "يجب أن يكون هناك إجماع على تطوير وإصلاح التعليم"، مؤكدا أن شكاوى تطوير التعليم استمرت على مدار 70 سنة.
وأشار الوزير إلى إطلاق أكبر بوابة عربية إلكترونية للوظائف المؤهلة للعمل بالمدارس الحكومية والخاصة بمصر، قائلاً، "من يريد التعاون مع وزارة التعليم عليه التسجيل على البوابة وسيتم الاستعانة بهم وفق الحاجة".
ومنذ العام الماضي، تنتهج مصر خطة شاملة لتطوير التعليم. وأعلن الرئيس المصري في أكثر من مناسبة دعم الدولة لخطة التطوير الشاملة للتعليم في مصر، التي تتضمن إنشاء مسار للتعليم التكنولوجي، وهو مسار يختلف عن مسار التعليم الجامعي التقليدي. معتبرا أن ذلك يسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، وإحداث طفرة مستدامة في جودة الحياة ومستويات المعيشة للمواطنين المصريين.
ومع بداية العام الدراسي الجديد، تصاعدت أزمة عجز المعلمين بالمدارس بمختلف المراحل التعليمية، خصوصا المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، ما تسبب في حالة من الغضب بين المعلمين نتيجة زيادة نِصاب الحصص المدرسية، إلا أنه وقبل المؤتمر الصحافي لوزير التعليم طارق شوقي اليوم الاثنين أعلنت الوزارة أنه يحمل أخبارا سارة في هذا الشأن.
