Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دومينيك كمينز يعتقد أنه بيسمارك لكنه في الواقع أشبه بـ فينتشي في مسلسل "ذي أوفيس"

في النهاية، تحرر ديفيد برنت من إعجابه الكبير ببطله الغبي. ومع اقتراب الانتخابات، يمكن للناخبين أن يفعلوا نفس الشيء

مستشار بوريس جونسون دومينيك كمينز (رويترز)

إن السؤال الحقيقي الوحيد المتبقي للإجابة عنه حول مستشار بوريس جونسون دومينيك كمينز، ذلك العبقري الاستراتيجي السابق الذي لم يعد ممكنا الوثوق في قدرته على شيء، والسؤال هو ما إذا أصبح بالنسبة لجونسون كما هو "فينتشي" بالنسبة  لديفيد برنت في مسلسل ذي أوفيس.

فبعد مشاهدة الدقائق الست الكاملة لمقابلته مع مراسل سكاي نيوز لويس غودال - والتي ظهر فيها ساخطا وهو يمشي - يصعب تحديد أيٍ من المشاهد الشهيرة من مسلسل ذي أوفيس تشبه تلك الدقائق بدقة.

ففي مطاردة حماسية لكمينز في جنح الظلام وتحت أمطار لندن مساء الخميس، أراد غودال معرفة ما يريد الجميع معرفته. هل سيقوم بوريس جونسون بعمل ما هو ملزَمٌ به قانونًا، ويطلب تمديد المادة 50 إذا لم  تتوصل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بحلول نهاية قمة الاتحاد الأوروبي في الشهر المقبل؟

لقد طرح عليه هذا السؤال عدة مرات، لكن بصراحة لم يأخذ في الاعتبار عبقرية الرجل أمامه الذي، وبدلا من الإجابة، بدأ بامتحان الصحافي غودال عن تاريخ قمة الاتحاد الأوروبي المشار إليها وعن تاريخ آخر أجل لطلب جونسون تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي. صرخ كمينز عدة مرات في اتجاه كودال سائلا: "هل هو تاريخ 17 أو 18؟"

لم يتذكر غودال في حينها ما إذا كان التاريخ هو 17 أو 18 أو19،  لأن هذا التاريخ لا يهم على الإطلاق. لكن عرفنا بعد ذلك أن كمينز وعلى وجه السرعة تخيّل نفسه - لكن داخل رأسه الصغير فقط - بأنه خرج منتصراً من ذلك اللقاء الغريب والمحيّر جدا.

لكن، دعونا نعود إلى السؤال الأصلي، لأنني شاهدت المقابلة ست مرات إلى الآن وأعجز حقا عن معرفة ما إذا كنا نشاهد في تلك اللحظة ديفيد برنت وهو يصرخ "هناك حادث اغتصاب!" في وجه منسق بناء روح العمل الجماعي داخل الشركة.

أم أننا نشاهد فينتشي وهو يلقي زوجا من الأحذية فوق مبنى المكتب، ثم يدّعي الفوز في لعبة حانة الموظفين التي خسرها أمام الجميع بشكل بائس؟

لكن من الذي أمازح؟ بالطبع إنه فينتشي. هذا واضح جدا. لقد شنّ كمينز هجوما لإثبات نفسه كرجل مثقف، تماما كما حدث في المسلسل عندما قيل إلى تيم "لا تلعب مع الكبار" بعد أن انتزعت من بين يديه زجاجة شمبانيا الفائزين.

ففي المقابلة قال كمينز "يجب أن يعرف الناس الذين يشاهدون من المنزل، لا تشاهدوا الأخبار، إنها تقريبا كلها هراء. يظهر إليهم على الشاشة أشخاص مثلك لا يعرفون حتى ما إذا كان تاريخ القمة هو يوم 17 أو 18 أكتوبر. ذلك هو عملك، يجب أن تعرفه، ألا تعرف ذلك؟"

أعترف، حتى أنا لم أكن أظن أن كمينز كان بهذا السوء. من كان يعرف أن الرجل الذي يحبس نفسه في خزانة ليستفرد بأفكاره، هو في الواقع من طينة العباقرة الذين يشُنون هجمات مُدمرة على مشاهير تويتر أصحاب العلامة الزرقاء بسبب أخطاء إملائية تافهة.

ومع ذلك، فمن الممكن أن يكون الرجل العظيم محقا في تلك الملاحظة، حيث أن أي شخص شاهد الأخبار على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية لن يقاوم الاتفاق مع فكرة أن الأخبار كلها هراء. والسبب الرئيسي لهذا هو أن الأخبار في المقام الأول تعرض هراء كمينز.

في مساء يوم الخميس، كان له ظهور نادر على شاشة تليفزيونية في حفل إصدار كتاب لمليونير كبير يقدم تبرعات لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق. وخلال الحفل قال كمينز بنوع من الحماسة إن البريكست ما هي إلا "نزهة في الحديقة."

وفي صباح يوم الجمعة، سأله المراسلين الصحافيين أنفسهم "هل كلها نزهة في الحديقة؟" وهو السؤال الذي أجاب عليه بالقول: "نزهة في الحديقة، من قال ذلك؟"

"أنت. لقد قلتها في حفل إصدار كتاب الليلة الماضية."

في تلك اللحظة، كان قد دخل سيارته الحكومية، فصرخ من داخلها بينما كان الباب يغلق قائلا "لااااا،" في حين أن الكلمة التي كان يبحث عنها هي "نعععععم" في الواقع.

كل هذا لم يترك لنا سوى القليل من الوقت الثمين للحديث عن حقيقة أنه لا يزال يلوم نواب البرلمان دون مبالاة على التهديدات التي تلقوها بالقتل لأنهم "لم ينفذوا البريكست،" ولا يزال لديه "كبار وزراء في الحكومة" يتحدثون للتايمز – دون الكشف عن هوياتهم – للتحذير من "أعمال شغب" في حال عدم تنفيذ البريكست.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من المؤسف أن نضطر للإشارة إلى أن الدور التقليدي للمسؤولين الذين يصنعون القوانين هو تشجيع الناس على عدم كسرها. فالحكومات، تقليديا، تطلب من الناس الابتعاد عن الشغب، بدلا من تهديد البلاد بالشغب.

ومع ذلك، فإن الكلمات الأخيرة لـدوم العتيق وما إلى ذلك كما يقولون، في حق الصحافي غودال كانت الأفضل عندما قال: "أنت لست صحافيًا جيدًا، يا صاحبي".

ويمكن الرد على هذا بسؤال مماثل وهو إلى أي حد تعتبر نفسك بارعا في التخطيط السياسي؟ علما أنه هو من كان وراء طرد كين كلارك من حزب المحافظين، وفشل في الحصول على انتخابات عامة، وخسر جميع جلسات التصويت في مجلس العموم وتعرض للإهانة على الصعيد العالمي وبإجماع قضاة المحكمة العليا الأحد عشر.

ستكون هناك انتخابات عامة في مرحلة ما، لا محالة، وسيكون على الجمهور أن يتخذوا قراراهم. وفي النهاية، سيتحرر برنت من إعجابه المفرط ببطله الغبي. وآخر ما رأيناه من فينشي كان هو ظهره، عندما كان في طريقه إلى حفلة عيد الميلاد، وثلاث كلمات هي "كريس، اغرب عني."

ربما يصل الناخبون إلى نتيجة مماثلة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء