Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا... حرب باردة بين روسيا وأميركا

تمكنت "أفريكوم" من القضاء على 36 إرهابياً

التنافس الروسي الأميركي على ليبيا ولد من رحم الحرب السورية (أ.ف.ب)

كثفت القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم) غاراتها الجوية على التحركات الإرهابية جنوب الدولة الليبية.

ضربات عسكرية تمت على ثلاث مراحل خلال سبتمبر (أيلول) الحالي، في إطار مهمة "أفريكوم" الاستخبارية، التي تتواصل حتى نهاية عام 2019 مع حكومة الوفاق الوطني.

وتمكنت "أفريكوم" من القضاء على 36 إرهابياً عبر مواصلة استهداف الشبكات المتطرفة، التي تحاول زعزعة الأمن القومي الليبي.

تطورات عسكرية أميركية في الجنوب تقابلها تحركات روسية غرب ليبيا، حيث برزت قوات الفاغنر (مرتزقة روس) للمرة الأولى منذ اندلاع حرب العاصمة الليبية طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الماضي في قتالها إلى جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، جنوب العاصمة. ما فتح باب احتمال التمهيد لوجود عسكري أميركي على الأرض، بعدما سحبت القوات الأميركية جميع عناصرها مع اندلاع حرب طرابلس، مكتفية بمراقبة الأراضي الليبية جواً.

نقل "أفريكوم" إلى سرت

قالت إدارة "أفريكوم" في تصريحات سابقة لها، إنها قلقة من النشاط الروسي في ليبيا، مؤكدة أنه لا يمكن نفي العلاقة التي تربط حفتر بموسكو، التي تحاول التمدد في أماكن جديدة بخلاف الشرق الليبي من خلال تنويع أنشطتها العسكرية (صفقات السلاح) واقتصادية (عودة الشركات الروسية النفطية إلى ليبيا)، مشددة على أن ما يهم الولايات المتحدة هو مراقبة النفوذ الروسي في ليبيا.

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي إبراهيم الأصيفر أن الصراع الروسي الأميركي حول ليبيا ليس جديداً.

وقال "كانت لروسيا أطماع لتحويل الجفرة إلى قاعدة عسكرية، ما دفع بأميركا إلى الإسراع في إرسال قوات عسكرية إلى طرابلس، حيث تم تحويل معيتيقة (مطار في طرابلس دمر وتوقفت الملاحة الجوية فيه نتيجة الحرب في العاصمة) إلى قاعدة عسكرية أميركية تم تسليمها إلى ليبيا في السبعينيات".

وأوضح أن التنافس الروسي الأميركي على ليبيا ولد من رحم الحرب السورية، حيث تقدمت القوات الأميركية مقابل تقهقر روسيا. ما دفع موسكو للتوجه إلى ليبيا كرد فعل على الولايات المتحدة، لإظهار روسيا في صورة الدولة القوية التي يمكنها قلب موازين القوى انطلاقاً من ليبيا التي تزود الغرب بالنفط. وهو أمر أثار حفيظة واشنطن، التي تهتم بتتبع الشبكات الإرهابية لحماية أمنها القومي والحفاظ على مصالحها النفطية في بلد الذهب الأسود، وفق قوله.

وخلص الأصيفر إلى أن اجتماعات القيادة الأميركية في أفريقيا المتكررة برئيس حكومة الوفاق فائز السراج، في تونس، تأتي في إطار التمهيد لنقل إدارة "أفريكوم" من ألمانيا إلى سرت الليبية، بينما ستكون معيتيقة مجدداً قاعدة عسكرية للقوات الأميركية خوفاً من التمدد الروسي، خصوصاً بعد ظهور قوات روسية إلى جانب حفتر.

تنافس استخباراتي

ينفي عضو لجنة الأمن القومي في مجلس النواب (شرق ليبيا) علي التكبالي هذا الطرح، ويقول، لـ"اندبندنت عربية"، "لو كانت واشنطن تنوي إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا لفعلت ذلك منذ عام 2011".

وأضاف أن أميركا ليست في حاجة إلى إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، فهي تراقب الوضع جواً، بل ما يهمها هو عودة الاستقرار إلى البلد لضمان استمرار تدفق النفط.

وأشار إلى أن الحركات الاحتجاجية ضد حكم الإخوان المسلمين في كل من تونس ومصر فتحت عيون واشنطن على حقيقة أن الاستمرار في مساندتهم سينتهي بكارثة، وفق قوله. لذلك حاولت سحب نفسها من هذا الأمر بطريقة ذكية واكتفت بملاحقة التنظيمات الإرهابية فحسب.

وأوضح التكبالي أن هناك منافسة استخبارية بين مجموعة من الدول الفاعلة في المنطقة على الملف الليبي، من بينها روسيا وأميركا، وهو تنافس سينتهي فور وضع الحرب أوزارها وعودة مظاهر الدولة.

ويرى مراقبون أن ليبيا تقف على حافة السيناريو السوري، بسبب التسابق بين أميركا وروسيا للإمساك بورقة النفط، بينما تتواصل معاناة الشعب بسبب تتالي الأزمات الاقتصادية والأمنية وفشل المجتمع الدولي في فك شفرة الأزمة الليبية.

المزيد من العالم العربي