ملخص
تكمن أهمية الجسور في العاصمة الخرطوم في أنها تعد ممراً رئيساً للإمداد سواء كان تمويناً وغذاء أو دعم القوات بالأفراد والأسلحة، فمن يسيطر عليها يتحكم بشكل كبير في سير المعارك
دُمر منتصف ليل الأحد جزء من جسر الحلفايا الذي يربط بين ضاحيتي العاصمة السودانية أم درمان وبحري، وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجار قوي من ناحية الجسر، تصاعدت على إثره أعمدة الدخان في سماء المنطقة، ولم يسبق الانفجار بحسب مواطنين، أية عمليات عسكرية أو تحليق للطيران.
وعلى رغم مرور أكثر من 13 شهراً على اندلاع الحرب في السودان إلا أن استهداف البنية التحتية لم يتوقف، وقد طاول التدمير عدداً من الأعيان المدنية الحيوية، ومنها قصف مصفاة الجيلي للبترول وتدمير جسر شمبات وجسر خزان جبل أولياء.
استهداف ممنهج
وقال الجيش السوداني في تعميم له اليوم الإثنين إن "ميليشيات آل دقلو الإرهابية أقدمت مساء أمس على تدمير جزء من جسر الحلفايا من الناحية الشرقية، مما تسبب في حدوث أضرار بالهياكل الخرسانية"، واصفاً التدمير بأنه يأتي في إطار استهداف هذه القوات "الممنهج للبنية التحتية ومقدرات البلاد".
واعتبر الجيش أن "الميليشيات درجت على محاولات تدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية لتغطية فشلها في تحقيق أهدافها، واعتقاداً منها أن ذلك من شأنه أن يمنع القوات المسلحة من أداء واجبها في تطهير الوطن منهم"، بيد أن "الدعم السريع" لم تصدر أي تعليق أو بيان حتى اللحظة على اتهام الجيش لها بتدمير هذا الجسر.
معارك ضارية
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023 شهد جسر الحلفايا معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تسيطر على الجانب الشرقي للجسر من مدينة بحري، فيما تحتل القوات المسلحة الجانب الغربي من مدينة أم درمان.
وفي مايو (أيار) 2023 تمكن الجيش من عبور الجسر خلال عملية كبرى شاركت فيها معظم وحداته المقاتلة بتغطية من الطيران الحربي، إذ كبدت قوات الدعم السريع خسائر في العتاد والأرواح، قبل أن تعود أدراجها لمناطق تمركزها في أم درمان، بحسب عسكريين.
أهمية إستراتيجية
ويعتبر جسر الحلفايا المفتتح عام 2011 أطول جسور العاصمة، وقد صمم لمرور الشاحنات الثقيلة، ويشمل ستة مسارات للمرور بطول 910 أمتار وعرض 27 متراً، ويربط بين مدينة بحري وأم درمان.
ويعد الجسر الأهم في المعارك الحالية بين طرفي الصراع، ولا سيما أنه يشرف من ناحية أم درمان على مجموعة وحدات منطقة وادي سيدنا العسكرية والمظلات والشرطة العسكرية، وكذلك معهد المدرعات ولواء الدفاع الجوي والإسناد الهندسي والمطبعة العسكرية، إلى جانب الكلية الحربية وكلية الهندسة في جامعة كرري وقاعدة وادي سيدنا الجوية.
ويرتبط هذا الجسر من ناحية مدينة بحري بشارعين، الأول شارع المعونة الذي يوصل إلى مصفاة الجيلي ويمر بمجمع الزرقاء التابع للتصنيع الحربي، أحد المرافق الإستراتيجية، أما الشارع الثاني فهو "الإنقاذ" الذي يمر قرب شركات الإنتاج الغذائي الرئيسة ومطاحن الدقيق ومصانع منتجاتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ممر إمداد
وتكمن أهمية جسور العاصمة الخرطوم في أنها تعد ممراً رئيساً للإمداد، سواء كان تمويناً وغذاء أو دعماً للقوات بالأفراد والمعدات والأسلحة والذخائر، فمن يسيطر عليها يتحكم بصورة كبيرة في سير المعارك.
وترتبط المدن الثلاث، الخرطوم وبحري وأم درمان بـ11 جسراً، إضافة إلى جسر الدباسين على نهر النيل الأبيض الذي لا يزال قيد الإنشاء منذ عام 2003، وتوجد ستة جسور على نهر النيل الأزرق وأربعة على النيل الأبيض وجسران على نهر النيل.
وتضم قائمة الجسور في الخرطوم كلاً من المنشية وشمبات والحلفايا وكوبر والمك نمر وتوتي، وكذلك الإنقاذ والنيل الأبيض وسوبا والنيل الأزرق وجبل أولياء والدباسين، وتمثل هذه الجسور أهمية بالغة في دعم مشاريع البنية التحتية وخدمة الأغراض التنموية والاقتصادية في البلاد.
اتهامات متبادلة
وفي الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دُمر جسر شمبات الذي يربط بين ضاحيتي العاصمة بحري وأم درمان، فيما تبادل كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بتدميره.
واشتق اسم جسر شمبات من الحي العريق بمدينة بحري وافتتح عام 1966، ويبلغ طوله 1050 متراً بعرض 23.6 متر، ويربط بين مدينة أم درمان والخرطوم بحري لتسهيل حركة المرور والحد من الاختناق في مدن العاصمة الثلاث.
وفي الـ18 من الشهر ذاته تعرض جسر خزان جبل أولياء الذي يربط أم درمان بالخرطوم للتدمير، وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بتدميره.
وشيد الجسر الواقع على النيل الأبيض عام 1937، وتقدر طاقته التخزينية بنحو 3.5 مليار متر مكعب، وطاقته الكهربائية بـ 30 ميغاوات، ويعد السد المائي الوحيد في العاصمة الخرطوم حيث يعمل على ضبط منسوب المياه أثناء الحبس والتفريغ في السد العالي جنوب دولة مصر.