لنعد بالذاكرة إلى موسم 2017-18، بينما كان كيفين دي بروين يُنافس على العديد من الجوائز السنوية للعام، لنجده قد صنع 105 فرص في الدوري، ولعب جميع مباريات مانشستر سيتي الـ38 باستثناء واحدة ذلك العام، وكان اللاعب المتميز في أفضل فريق في تاريخ الدوري الممتاز. أما في الموسم الحالي، فصنع بالفعل 27 فرصة تسجيل لزملائه في الفريق، وبهذا المُعدل سيكون بإمكانه معادلة إجمالي أرقامه منذ عامين بحلول شهر يناير (كانون الثاني).
وبأي حال من الأحوال، فإن دي بروين حقق بداية فردية غير عادية للموسم الجديد، ويكفي المقارنة بينه وبين أرقام لاعب وسط مبدع آخر مثل كريستيان إريكسن أو بول بوغبا لتجد أنهما صنعا 10 و11 فرصة على التوالي، مع ظروف أقل تنافسية لصالحهما، أما جيمس ماديسون فقد صنع 11، وجواو موتينيو وماسون مونت صنع كل منهما 12 فرصة، أما جيلفي سيغوردسون ومانويل لانزيني وباسكال غروس وفضلاً عن ذلك رياض محرز في المركز الثاني في الترتيب برصيد 15 فرصة، بينما يتربع دي بروين على القمة بصناعة 27 فرصة.
وهناك ما هو أكثر من ذلك، فقد صنع سبعة أهداف بتمريراته الحاسمة للتخلص من أقرب ملاحقيه ديفيد سيلفا وإميليانو بونديا، ووفقاً للنماذج الأساسية، فإن إجمالي صناعته المتوقعة تقارب ضعف أفضل لاعب تالٍ، ففي مباراة سحق واتفورد بنتيجة 8-0 يوم السبت، سجل دي بروين هدفاً واحداً وصنع هدفين، وكان له تأثير كبير في هدفين آخرين، وقال بيب غوارديولا في مؤتمره الصحفي بعد المباراة "لقد كان جيداً جداً".
وكانت صناعته الأولى بعد 52 ثانية فقط، ليفتتح سيلفا التسجيل، وكانت هذه اللعبة مثالاً على طريقته في توجيه كرات إلى منافسيه يصعب التعامل معها، حيث شغل مساحة في الجهة اليمنى ثم مرر كرة عرضية أرضية خلف الخط الخلفي لفريق واتفورد من ذلك النوع الذي يغري المهاجمين ويمنع المدافعين من اتخاذ أي قرار بلمس الكرة كي لا تسكن الشباك عن طريق الخطأ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويجعل دي بروين الكرة في متناول المدافعين وعلى مسافة كافية لاعتراضها، ولكن هي كذلك على مسافة كافية للارتداد في أي لحظة قاتلة، وهذا بالكاد مفهوم جديد، إنه يجعل الكرة تسير في ممر عدم اليقين، لكن دي بروين يجد الآن هذه المنطقة بانتظام، أما صناعته الثانية في نفس اليوم للهدف السابع لسيتي وكلا صناعتيه ضد توتنهام في الشهر الماضي فكانوا يسببون نفس المشكلات.
ليس فقط طريقة تسليمه للكرة بل تحركاته بين الخطوط ووسط الملعب، فمن يجرؤ أن يضغط عليه يجعله في موقف التسديد أو ربما تنزلق الكرة إلى الداخل، وإذا لم يفعلوا ذلك، فيمكنه التمرير مثلما فعل مع سيلفا أو رحيم ستيرلنغ ضد توتنهام، وما يهم أن دي بروين يجعلك تختار وتختار بشكل سيئ، والخيار الوحيد الجيد هو عدم اللعب ضده على الإطلاق.
وقال غوارديولا مساء السبت "اسمع، كيفن أحياناً ما يكون لاعبا خاصا، ففي بعض الأحيان يرى شيئاً لا يمكن أن يراه اللاعبون الآخرون على أرض الملعب ولا حتى من هم خارجه". ويبدو أن دي بروين الآن بات أكثر رؤية وقوة من ذي قبل، وربما هم مصمم أيضاً على تعويض الوقت الضائع بعد فقده الكثير من الموسم الماضي بسبب الإصابة.
ومن الغريب أن غوارديولا يعتقد أن دي بروين يكون أفضل عندما لا يخرج هذا الإحباط لدى المنافسين "فقط الشيء الذي يحكم دي بروين هو مزاجه، فأحياناً يكون غاضباً بعض الشيء أو غير سعيد"، ولكن بغض النظر عن حالته ومهما كان سيتي ناجحاً، يفضل غوارديولا وضع دي بروين في الملعب بدلاً من الدكة، وقال "كنا نعرف أننا نفتقده كثيراً، لقد حققنا موسماً رائعاً وفزنا بأربعة ألقاب، لكننا كنا نفتقده كثيراً في الموسم الماضي لأنه لاعب فريد".
وعلى الرغم من بقاء الأبطال على بعد خمس نقاط عن ليفربول، إلا أن عودة دي بروين، وتحسنه الواضح، يجب أن يكون مصدر قلق للفريق الجالس على العرش، حيث يمتلك سيتي لاعباً حقق ضعف ما قدمه أي من معاصريه، والذي هو بالفعل في منتصف الطريق نحو معادلة سجل تييري هنري التاريخي للأكثر صناعة في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الآن بالتأكيد الأفضل في البلاد، والأهم من ذلك كله، إن كيفين دي بروين ما زال يتحسن.
© The Independent