ملخص
انتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المدعي العام كريم خان وأعلن أنه كان مقرراً أن يزور الأخير إسرائيل الأسبوع المقبل، مما يشكك في مصداقية التحقيق
يسعى المحامي البريطاني والمدعي الذي أسهم في إنهاء السياسة الأميركية ضد المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة اعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مما يضع منصبه من جديد في مهب مواجهة تصادمية مع الولايات المتحدة.
محاكمات حرب غزة
وأمس الإثنين، طلب كريم خان الذي يشغل منذ عام 2021 منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أول محكمة دائمة لجرائم الحرب في العالم، من قضاة الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة أن يصدروا أمراً بالقبض على نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وثلاثة من كبار قادة حركة "حماس".
وبعد أشهر فقط من تعيينه في المنصب لولاية مدتها تسعة أعوام في لاهاي حول خان تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في أفغانستان بعيداً من القوات الأميركية وصب التركيز على الجرائم المزعومة التي ترتكبها حركة "طالبان" وأعضاء الفرع الأفغاني لتنظيم "داعش" المتطرف. وأثارت هذه الخطوة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان واعتبرها بعض محاولة لكسب تأييد واشنطن.
وبلغت معارضة المحكمة الجنائية الدولية ذروتها خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أعضاء المحكمة وحظرت حسابات المدعية العامة السابقة المصرفية. وفي علامة على تحسن العلاقات ألغيت العقوبات في عهد الرئيس جو بايدن.
وفي يونيو (حزيران) 2023، زار وزير العدل الأميركي للمرة الأولى على الإطلاق المحكمة الجنائية الدولية على مدى تاريخها الممتد منذ 22 عاماً. والتقى ميريك جارلاند، خان ودعم تحقيقه المتعلق بالحرب الروسية - الأوكرانية ومذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة في حق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
منعطف خطير
لكن تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة اتجه نحو منعطف خطير، أمس الإثنين، بعدما ظهر خان على شبكة "سي أن أن" معلناً مساعيه القانونية التالية للصراع في الشرق الأوسط.
وسرعان ما انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن مساعي خان إلى إصدار أوامر لإلقاء القبض على مسؤولين إسرائيليين كبار ووصفها بالـ"مخزية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المدعي العام خان. وقال إنه كان مقرراً أن يزور خان إسرائيل، الأسبوع المقبل، لبحث التعاون مع المحكمة. وأضاف بلينكن أن خان قام بدلاً من ذلك بالظهور على شاشة التلفزيون معلناً الاتهامات. وقال بلينكن "هذه الظروف وغيرها تثير التساؤلات حول شرعية وصدقية هذا التحقيق".
ووصف رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون المنتمي إلى الحزب الجمهوري قرار خان بالسعي إلى إصدار مذكرات اعتقال بأنه "بلا أساس وغير شرعي".
نصير النساء والأطفال
حفر خان (54 سنة) اسمه كمحام جنائي دولي. وكان ينظر إليه على أنه ذلك القادم من خارج المحكمة الجنائية الدولية ليعين في أعلى منصب بها في تصويت أجرته الدول الأعضاء بعد خلاف سياسي حاد. ويخضع خان ومكتبه لتدقيق مكثف بسبب تحقيقه في الصراع بين إسرائيل و"حماس" مع ضغوط سياسية تضمنت توجيه انتقادات علنية نادرة في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال خان، إن جميع المحاولات الرامية إلى تعطيل أو تخويف مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية أو التأثير بصورة غير لائقة عليهم يجب أن تتوقف على الفور. وسافر خان بصورة متكررة إلى البلدان التي تجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات بشأنها. وأصبح أول مدع عام للمحكمة الجنائية الدولية يزور منطقة حرب عندما زار أوكرانيا في مارس (آذار) 2021.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أجرى خان زيارة مهمة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وكانت أيضاً الزيارة الأولى التي يجريها مدع عام للمحكمة الجنائية الدولية.
وشدد خان الذي تخرج في كلية كينجز في لندن على تكريس جهده في ملاحقة مرتكبي الجرائم الجنسية والدفاع عن حقوق الأطفال. ويعرف نفسه أنه عضو في الطائفة الأحمدية في باكستان واستشهد بآيات من القرآن في عدة بيانات صادرة عن المحكمة.
خلال مسيرته القانونية التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود عمل خان في كل المحاكم الجنائية الدولية تقريباً واضطلع بأدوار في الادعاء والدفاع فضلاً عن العمل كمستشار للضحايا.
بدأ خان مسيرته المهنية في مجال القانون الدولي مستشاراً قانونياً في مكتب المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب الخاصة التابعة للأمم المتحدة في كل من يوغوسلافيا السابقة ورواندا بين عامي 1997 و2001. وسطع نجمه عندما كان محامي الدفاع الرئيس عن رئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور الذي كان يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الخاصة في سيراليون التي انعقدت في لاهاي.
وفي اليوم الأول للمحاكمة عام 2007 خرج خان من قاعة المحكمة بصورة درامية مخالفاً أوامر القضاة بعدما أعلن أن تشارلز تيلور استغنى عن خدماته. وعمل خان بعد ذلك في قضايا المحكمة الجنائية الدولية بشأن كينيا والسودان وليبيا قبل تعيينه عام 2018 رئيساً لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم "داعش" في العراق (يونيتاد).