ملخص
جنوب أفريقيا تسعى أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح ورصيف بحري أعده الجيش الأميركي يبدأ بالتحرك نحو غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس مقتل خمسة من جنوده أمس الأربعاء خلال معارك في شمال قطاع غزة، في الحرب المستمرة مع حركة "حماس" منذ أكثر من سبعة أشهر.
وقال الجيش إن الجنود الإسرائيليين الخمسة الذين قتلوا أمس الأربعاء في شمال قطاع غزة قضوا بـ"نيران صديقة".
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول معلومات وردت في الإعلام حول هذا الأمر، أكد متحدث باسم الجيش حصول ذلك من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وبذلك ارتفع عدد قتلى العسكريين الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة في الـ27 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 278.
قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة أشخاص في طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة على ما أعلنت السلطات الفلسطينية اليوم.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن "ثلاثة قتلى ارتقوا برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة طولكرم" خلال الليلة الماضية.
وأوضحت أن الشبان الثلاثة في العشرينيات من العمر، مشيرة إلى وقوع جرحى أيضاً.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن القتلى الثلاثة هم أيمن أحمد مبارك (26 سنة) وحسام عماد دعباس (22 سنة) ومحمد يوسف نصرالله (27 سنة).
وكان فلسطيني قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي أمس إثر مسيرة إحياء الذكرى الـ 76 للنكبة الفلسطينية تجمع المشاركون فيها عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقتل ما لا يقل عن 502 فلسطيني بنيران قوات إسرائيلية أو مستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس". وخلال الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 20 إسرائيلياً على أيدي فلسطينيين في الضفة الغربية وإسرائيل.
قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، أمس الأربعاء، إن إدارة قطاع غزة بعد الحرب تقرره الحركة مع بقية الفصائل الفلسطينية.
وأضاف هنية في كلمة بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة، أن "إدارة القطاع بعد الحرب ستقرر فيه الحركة مع الكل الوطني، مستندة في ذلك إلى المصالح العليا لأهلنا في غزة".
وأشار إلى أن مصير المفاوضات مجهول بسبب "إصرار الاحتلال الإسرائيلي على المضي قدماً في عملية رفح وتوسيع عدوانه" في الأراضي الفلسطينية منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي شنتها حركة "حماس".
وأكد هنية موقف "حماس" من المفاوضات، لافتاً إلى أن "تعديلات الاحتلال على المقترح الأخير وضعت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في طريق مسدود".
وأعقبت تصريحات هنية كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر فيها أن الكلام عن اليوم التالي في غزة مع بقاء "حماس" "لن يتجاوز كونه مجرد كلام فارغ".
وأضاف نتنياهو "لن تقبل أي جهة بتولي الإدارة المدنية لغزة خوفاً على سلامتها إلا بعد أن يكون واضحاً لدى الكل أن حماس لم تعد تسيطر عسكرياً على غزة". وشدد مجدداً على أن "القضاء على حماس هو خطوة ضرورية لضمان خلو غزة من أي جهة تهددنا في اليوم التالي".
لكن كلاماً لوزير الدفاع الإسرائيلي بدا وأنه يتعارض مع ما أعلنه نتنياهو، حيث رفض يوآف غالانت، الأربعاء، أن تمارس إسرائيل "سيطرة" عسكرية أو مدنية على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وقال غالانت "أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب "أكرر بوضوح: لن أقبل إنشاء إدارة عسكرية إسرائيلية في غزة، ولا ينبغي لإسرائيل أن تكون لها سيطرة مدنية على قطاع غزة".
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن "اليوم التالي لحماس لن يكون موجوداً إلا مع سيطرة كيانات فلسطينية على غزة، برفقة جهات فاعلة دولية، وتشكيل حكومة بديلة لنظام حماس". وأكد أن "نهاية الحملة العسكرية يجب أن تكون مصحوبة بعمل سياسي".
مسعى جنوب أفريقي
من ناحية أخرى، تعتزم جنوب أفريقيا مطالبة أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، بإصدار أمر بوقف الهجوم على رفح، في إطار قضيتها التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
تأتي جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضاً باسم المحكمة العالمية، في لاهاي بعد أن طلبت جنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية مدينة رفح جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني.
كما طلبت من المحكمة إصدار أمر لإسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية فضلاً عن الصحافيين والمحققين بالدخول إلى القطاع من دون عوائق. وأضافت أن إسرائيل تتجاهل وتنتهك حتى الآن الأوامر التي سبق أن أصدرتها المحكمة.
وستبدأ جنوب أفريقيا عند الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت غرينتش) عرض أحدث مساعيها الرامية إلى اتخاذ إجراءات طارئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعتزم إسرائيل عرض ردها، غداً الجمعة. وتندد إسرائيل باتهام جنوب أفريقيا لها بأنها تنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1949، وتقول إن هذه ادعاءات لا أساس لها. وشددت في إفادات سابقة على أنها كثفت جهودها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة تنفيذاً لما أمرت به محكمة العدل.
وقال جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة لإذاعة الجيش، أمس الأربعاء، إن المهلة القصيرة التي أتاحتها المحكمة قبل جلسات الاستماع لم تسمح بالإعداد القانوني الكافي، معتبراً هذا "مؤشراً واضحاً".
وتتهم جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وأمرت المحكمة الدولة العبرية في يناير (كانون الثاني) بضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية، والحفاظ على أي دليل على انتهاكات.
وستركز جلسات الاستماع على مدار يومي 16 و17 مايو (أيار) فقط على إصدار إجراءات طارئة في مسعى لمنع حدوث مزيد من التصعيد. وقد يستغرق فصل المحكمة في موضوع القضية سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أن أحكام وأوامر محكمة العدل الدولية ملزمة ولا يمكن الطعن عليها. وعلى رغم أن المحكمة ليس لديها طريقة لتنفيذ أحكامها، فإن إصدار أمراً ضد دولة ما قد يلحق ضرراً بسمعتها على الساحة الدولية ويشكل سابقة قانونية.
الرصيف البحري
قال مسؤول أميركي، أمس الأربعاء، إن الجيش الأميركي بدأ في نقل رصيف بحري إلى ساحل غزة تمهيداً لتشغيل ميناء بحري وعد به الرئيس جو بايدن لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
واختار الجيش الأميركي تجميع الرصيف أولاً في ميناء أسدود الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر بسبب الظروف الجوية في الموقع الذي سيقام فيه الرصيف في غزة.
ويأمل مسؤولون أن يرسو الرصيف على ساحل غزة وأن تبدأ المساعدات في التدفق خلال الأيام المقبلة.
وقال مسؤول أميركي "في وقت سابق من اليوم، بدأت مكونات الرصيف الموقت، إلى جانب سفن عسكرية مشاركة في بنائه، بالتحرك من ميناء أسدود إلى غزة حيث يرسو على الشاطئ للمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية الدولية".
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، الأربعاء، إن شحنة بريطانية تبلغ نحو 100 طن من المساعدات غادرت قبرص متجهة إلى رصيف مؤقت جديد في غزة.
وتأتي الجهود العسكرية الأميركية بعد أكثر من ستة أشهر من هجوم مسلحي حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 250 آخرين، وفقاً لإحصائيات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بهجوم متواصل على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في قطاع غزة الذي حوله القصف الإسرائيلي إلى أرض قاحلة، وأثار تحذيرات للأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق.
ومع مرور الوقت، أدت جسامة الخسائر البشرية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي إلى احتجاجات في أنحاء العالم وإلى توتر العلاقات مع واشنطن، أكبر داعم لإسرائيل.
وتسعى إسرائيل إلى إظهار أنها لا تمنع المساعدات لغزة. وقال مسؤولون أميركيون ومنظمات إغاثة، إن بعض التقدم تحقق لكنهم يحذرون من عدم كفايته.
وقال دان ديكهاوس مدير الاستجابة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في تصريحات صحافية، الأربعاء، إنه لا يزال يتعين على إسرائيل بذل مزيد من الجهد لتبديد المخاوف من مقتل عمال الإغاثة في غزة. وأضاف "بشكل عام، ما زلنا غير راضين. ولن نرضى ما دمنا نشهد مقتل وإصابة عمال إغاثة".