Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاقتصاد سيحدد وجهة أصوات الناخبين الأميركيين الشباب وليس غزة

بيانات تظهر أن الناخبين الشباب لا يحبون تصرفات بايدن في شأن إسرائيل لكن من المستبعد أن يشكل ذلك عاملاً حاسماً

احتجاجات في حرم جامعي على الحرب في غزة (أ ب)

ملخص

بحسب الاستطلاعات الأخيرة يبدو أن الاقتصاد سيكون هو العامل المرجح بين الناخبين الشباب في انتخابات أميركا الرئاسية

منذ أن دفع هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي نفذته "حماس" إسرائيل إلى شن هجومها الوحشي، يجادل نشطاء تقدميون بأن الرئيس جو بايدن يخاطر بفقدان دعم الناخبين الشباب.

وفي ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن وكارولينا الشمالية، حيث اختار الناخبون الديمقراطيون في الانتخابات التمهيدية "عدم الالتزام" [عدم انتقاء أي مرشح]، جاءت أعدادهم الكبرى من مقاطعات تستضيف مدناً جامعية ليبرالية.

وشهد الشهر الماضي أيضاً إقامة طلاب في جامعات نخبوية مثل "جامعة كولومبيا" وجامعات حكومية مثل "جامعة تكساس" في أوستن مخيمات للاحتجاج على الحرب في غزة، وأثار تزامن الحرب المستمرة التي لا تحظى بشعبية أيضاً مع المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي يُعقد في شيكاغو مقارنات، على رغم الاختلافات، بمؤتمر عام 1968 الذي شهد اشتباك متظاهرين مع الشرطة خلال حرب فيتنام، فقد أدت تلك الاحتجاجات الواسعة النطاق في النهاية إلى فوز ريتشارد نيكسون بالرئاسة على أساس برنامج "القانون والنظام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن في حين يُعد الغضب من الحرب في غزة حقيقياً، تظهر مجموعة من استطلاعات الرأي الأخيرة أن الحقيقة أكثر تعقيداً بكثير.

الأسبوع الماضي أصدر "معهد السياسة" في "جامعة هارفارد" استطلاعه لآراء الشباب خلال ربيع عام 2024، ويُظهر الاستطلاع أن الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة بهامش خمسة إلى واحد، وفي الوقت نفسه قال 45 في المئة من الناخبين الشباب إنهم لا يعرفون ما إذا كان رد إسرائيل على هجوم السابع من أكتوبر 2023 مبرراً، بينما قال 32 في المئة إنه غير مبرر، وقال 21 في المئة إنه كان مبرراً.

وفي الوقت نفسه لا يوافق 76 في المئة من الناخبين الشباب على سياسات بايدن في ما يتعلق بالحرب، لكن هذا الواقع لا يعني أن هذا الموقف سيكون العامل الحاسم لدى معظم الناخبين، وبدلاً من ذلك أظهر الاستطلاع أن 64 في المئة من الناخبين الشباب أشاروا إلى التضخم باعتباره إحدى المسائل الأهم في نظرهم، ولفت 59 في المئة إلى الرعاية الصحية، وأشار 56 في المئة إلى الإسكان.

وعلى النقيض من ذلك صنف 34 في المئة فقط "إسرائيل وفلسطين" بأنها "مهمة جداً".

وقد ينطبق الشيء نفسه على استطلاعين للرأي نشرا الأحد الماضي، إذ لاحظ كثير من المراقبين كيف أعطى استطلاعا "سي إن إن" و "سي بي إس نيوز" نتائج متناقضة تقريباً، وأظهر استطلاع "سي إن إن" دونالد ترمب في الصدارة وأظهر استطلاع "سي بي إس" للولايات المتأرجحة تعادل بايدن مع ترمب.

وثمة كثير من الأسباب لعدم وضع كثير من الثقة في استطلاعات الرأي حتى حلول الصيف أو الخريف، لكن كلا الاستطلاعين أظهرا اتجاهات مماثلة في شأن إسرائيل وغزة، ووجد استطلاع "سي بي إس" للآراء في ولايات ويسكنسن وبنسلفانيا وميشيغان أن الناخبين الشباب الذين يريدون من بايدن أن يأمر إسرائيل بوقف العمل العسكري في غزة لا يزالون يخططون للتصويت له بالمعدل العام الخاص بالناخبين الشباب.

وكتب المسؤول في "سي بي إس" كبير خانا عبر "إكس" أن بايدن إذا كان أداؤه أفضل في نظر الناخبين الملونين (وهو اتجاه كتبت عنه وزميلي أندرو فاينبرغ تقارير موسعة)، فمن المحتمل أن يفوز في ولايات الغرب الأوسط نظراً إلى أن الرئيس إما يطابق بالفعل في صفوف الناخبين البيض في المنطقة أرقامه عام 2020 أو يتجاوزها.

ومع ذلك أظهر استطلاع "سي إن إن" كثيراً من الأسباب التي قد تجعل الحرب بين إسرائيل و"حماس" مضرة بفرص بايدن، ولكي نكون واضحين فلا يحصل الرئيس على نتائج عالية في هذا الصدد في صفوف أية مجموعة ديموغرافية، ذلك أن 28 في المئة فقط من المستطلعة آراؤهم يوافقون على أفعاله تجاه إسرائيل، على رغم أن الاستطلاع لا يشير إلى ما إذا كان الرفض الواسع الانتشار يرجع لأن دعمه للدولة الشرق أوسطية أكثر مما ينبغي أو أقل مما ينبغي، لكن نسبة قياسية منخفضة بلغت 19 في المئة فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة وافقوا على تعامل بايدن مع الحرب في غزة.

وبالمثل فإن غالبية طفيفة، 53 في المئة من المستطلعة آراؤهم لا يوافقون على تعامل بايدن مع الحرب، و52 في المئة من الناخبين ذوي الميول الديمقراطية لا يوافقون عليه، في حين أن غالبية الأشخاص الذين يخططون للتصويت لمصلحة بايدن عام 2024 يوافقون على تعامله مع الحرب، ولا يوافق 45 في المئة على تعامله معها.

وبهذا المعنى يبدو أن كثيراً من الناخبين الشباب يتصرفون كما يتصرف كثير من المسؤولين المنتخبين الأكثر تقدمية، مثل عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، إذ يجد الفريقان طرقاً للتعبير عن عدم الرضا.

وبالنسبة إلى الناخبين فإن ذلك يظهر بإعلان أنفسهم غير ملتزمين في استطلاعات الرأي، أما بالنسبة إلى المسؤولين المنتخبين فيظهر ذلك تصويتاً ضد تقديم مساعدات إلى إسرائيل، لكن يبدو أن كلا الفريقين لا يزال يخطط لتأييد بايدن عندما يحين وقت القرار.

ويبدو أن مشكلة بايدن الأكبر قد تتمثل في ما إذا كان الناخبون يشعرون بأن حياتهم المنزلية أفضل مادياً مما كانت عليه قبل توليه منصبه، وهذا يعني أن انتخابات عام 2024 ستكون مثل أي انتخابات أخرى، استفتاء حول الرئيس الحالي وبخاصة حول الاقتصاد، فتصح مقولة "إنه الاقتصاد يا غبي".

© The Independent

المزيد من دوليات