Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف من القمع في أوروبا إثر مضايقات بحق أصوات داعمة للفلسطينيين

قال مراقبون إن دولاً أوروبية شهدت سيلاً من الإلغاءات وعمليات استهداف متظاهرين سلميين وأكاديميين

عناصر من الشرطة الفرنسية يراقبون طلاباً يتظاهرون تأييداً للفلسطينيين خارج جامعة سيانس بو في باريس، الجمعة 26 أبريل الحالي (أ ب)

ملخص

اتخذت 12 دولة أوروبية على الأقل، "تدابير غير متكافئة، بما في ذلك حظر تظاهرات على أساس خطر ظاهر على الأمن العام، والأمن"، وفق ما جاء في تقرير للمنتدى المدني الأوروبي (ECF) ومقره بروكسل. ويُعزى هذا "القمع للتضامن مع الفلسطينيين" إلى "الدعم الكبير" الذي توفّره أوروبا لإسرائيل والمرتبط بالمحرقة اليهودية.

في ظل استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل و"حماس"، كشفت منظمات غير حكومية لوكالة الصحافة الفرنسية عن مخاوف من "قمع" الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في أوروبا، إثر إلغاء فعاليات وملاحقات في حق مفكرين ونشطاء.

وقالت الباحثة في "منظمة العفو الدولية" جوليا هال إن "القوانين حول خطاب الكراهية ومكافحة الإرهاب تُستغل لمهاجمة" الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.

وأشارت إلى أن أوروبا شهدت "سيلاً من الإلغاءات وعمليات استهداف متظاهرين سلميين وأكاديميين، وكل شخص هو في الأساس متضامن مع الحقوق الإنسانية للفلسطينيين أو ينتقد دولة إسرائيل".

وقد أدى الهجوم غير المسبوق لحركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب الساحقة التي شنّتها الدولة العبرية في إثره على قطاع غزة إلى تصاعد النقاش حول النزاع في الشرق الأوسط وتأجيج التباينات بين معسكرين لا تتوافق روآهما.

معاداة الصهيونية ومعاداة السامية

وفي هذه الأجواء المحمومة، غالباً ما تُتهم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين بالتساهل مع حماس وبمعاداة الصهيونية بشدة أو حتى بمعاداة السامية.

وساهمت زلّات لوحظت خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين والالتباس الذي لطالما خيّم على موقف اليسار الراديكالي الذي وصف هجمات حماس في 7 أكتوبر بفعل "مقاومة" في تغذية هذه الاتهامات.

والنقاش حاضر بقوة في الولايات المتحدة حيث أوقف مئات الطلاب في حرم أكثر من جامعة اعتصموا فيها للاحتجاج على الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل والكارثة الإنسانية في غزة، وذلك في خضم السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض.

وفي الاتحاد الأوروبي، اتخذت 12 دولة على الأقل، "تدابير غير متكافئة، بما في ذلك حظر تظاهرات على أساس خطر ظاهر على الأمن العام، والأمن"، وفق ما جاء في تقرير للمنتدى المدني الأوروبي (ECF) ومقره بروكسل.

دعم مرتبط بالمحرقة

ويُعزى هذا "القمع للتضامن مع الفلسطينيين" إلى "الدعم الكبير" الذي توفّره أوروبا لإسرائيل والمرتبط بالمحرقة اليهودية، بحسب أرتي نارسي من المنتدى المدني الأوروبي.

وفي فرنسا التي تضم أكبر جالية لليهود وللمسلمين على السواء، على صعيد أوروبا، والتي تخشى ارتدادات الحرب عليها، كثفت السلطات من تدابيرها، مع حظر تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وإلغاء مؤتمرات وتوجيه الشرطة مذكرة استدعاء في حق شخصيتين سياسيتين من اليسار الراديكالي على خلفية "تحميد الإرهاب".

وفي ألمانيا، حُظر قدوم وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس في منتصف أبريل (نيسان) الحالي، "بغية منع أي دعاية معادية للسامية ولإسرائيل"، بحسب السلطات الألمانية. وأوقفت الشرطة فعاليات "المؤتمر الفلسطيني" الذي كان من المفترض أن يشارك فيه، بعد ساعة على انطلاقها.

والوزير اليوناني كما الكاتبة الفرنسية آني إرنو الحائزة جائزة "نوبل"، هما في مرمى الرئيس المحافظ للبرلمان النمسوي فولفغانغ زوبوتكا الذي يطالب بسحب الدعوة الموجّهة لهما إلى المهرجان الفني "أسابيع فيينا الاحتفالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرفض المدير الفني للمهرجان ميلو راو الإذعان لهذا الطلب، معتبراً أن نعت الكاتبة بـ"معادية للسامية" هو "عبثي بالدرجة عينها" مثل اعتبارها "معادية لفرنسا" لأنها تنتقد حكومة بلدها.

وازدادت أعمال معاداة السامية 5 مرّات في النمسا بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وارتفعت أيضا "بشدة" في فرنسا بحسب السلطات، لكن التذرع بالتصدي لمعاداة السامية لكم الأصوات المنتقدة للحكومة الإسرائيلية يفقد "كل معناه" لا سيما أن بعض المنتقدين هم من اليهود، بحسب جوليا هال من منظمة "العفو الدولية".

وفي أكتوبر 2023، أوقِفت إيريس هيفيتس المتخصصة في العلاج النفسي في برلين لحملها لافتة كُتب عليها "بصفتي يهودية وإسرائيلية، أطلب منكم وقف الإبادة الجماعية في غزة". وأكدت جمعية "يوديشي شتيمي" اليهودية التي تندد بما تصفه بـ"التعاون الألماني" مع "النظام السياسي للفصل العنصري لدولة إسرائيل في الضفة الغربية"، أن حساباتها قد جمّدت.

وفي وقت كانت ألمانيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لتدفع عنها اتهامات نيكاراغوا لها بتسهيل "الإبادة الجماعية" في غزة، انتقدت صحيفة "تاتس" (اليسار)، "الرقابة والعنف" إزاء المؤتمر الذي تمّ وقفه في برلين.

وذكّرت الصحيفة بأن "ألمانيا أعلنت أن تضامنها غير المقيّد مع إسرائيل هو من مقتضيات مصالح الدولة العليا".

"أعمال قمعية"

وبين أكتوبر 2022 وأكتوبر 2023، أحصى المركز الأوروبي للدعم القانوني (ELSC) في هولندا 310 "أعمال قمعية" في حق تظاهرات أو شخصيات مؤيدة للفلسطينيين، راوحت بين "إجراءات قضائية" و"مضايقات" و"إلغاء فعاليات".

ومنذ السابع من أكتوبر وحتى مارس (آذار) الماضي، ارتفع المجموع بأكثر من الضعف، إلى 836 عملاً. وهذا ليس سوى "الجزء الظاهر من المشكلة"، على قول ليلى كاترمان من المركز.

وفي فرنسا، اعتمدت السلطات "نظاماً إدارياً قضائياً" يستهدف "الأشخاص الذين يعربون عن الدعم للفلسطينيين"، في حين أنه لا يطال هؤلاء "الداعمين لإسرائيل"، بحسب المحامي أرييه حليمي العضو في رابطة حقوق الإنسان.

وهو وضع "مؤسف" في نظر المحامي الذي ألّف كتاب "يهودي، فرنسي، من اليسار... في الفوضى"، إذ إن "النضال ضد العنصرية ومن أجل القضايا الإنسانية ينبغي أن يبقى دوماً غير قابل للتجزئة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات