Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من نتنياهو لاجتياح رفح

واشنطن تطالب تل أبيب بالإجابة عن "مقابر غزة الجماعية" وألمانيا ستستأنف تمويل "الأونروا"

ملخص

اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية 40 ألف خيمة للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح، وتسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصاً.

أعلن مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح ومهاجمة معاقل حركة "حماس" في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية.

وذكر متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "ستمضي قدماً" في عملية برية لكنه لم يحدد جدولاً زمنياً.

وأشار المسؤول بوزارة الدفاع إلى أن الوزارة اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصاً، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي صفوفاً من الخيام البيضاء مربعة الشكل في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلومترات.

ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة اللقطات، لكنها حصلت على صور من شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية تظهر مخيمات على أرض خان يونس كانت خالية قبل أسابيع.

وقال مصدر بالحكومة الإسرائيلية، إن مجلس وزراء الحرب الذي يرأسه نتنياهو يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين في عملية من المتوقع أن تستغرق نحو شهر.

وقال المسؤول الدفاعي الذي طلب عدم كشف هويته، إن الجيش قد يبدأ العمل على الفور، لكنه ينتظر الضوء الأخضر من نتنياهو.

مطالبة أميركية في شأن مقابر غزة الجماعية

من جانبها طالبت الولايات المتحدة السلطات الإسرائيلية، أمس الأربعاء، بإجابات بعد اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين كبيرين في قطاع غزة.

وقال الدفاع المدني في غزة في اليوم السابق، إن العاملين في مجال الصحة اكتشفوا ما يقرب من 340 جثة لأشخاص قتلوا ودفنوا على أيدي القوات الإسرائيلية بمستشفى ناصر في خان يونس.

 

كما أفادت تقارير بالعثور على حوالى 30 جثة في قبرين في باحة مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

وقال جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، "نريد إجابات... نريد أن يتم إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الأمر".

وبحسب "رويترز"، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، أمس الأربعاء، إن مسؤولين أميركيين يجرون اتصالات مع نظرائهم الإسرائيليين في شأن التقارير المزعجة للغاية عن العثور على مقابر جماعية في غزة.

وأضاف سوليفان في مؤتمر صحافي "تلك التقارير مزعجة للغاية. لقد كنا على اتصال على مستويات متعددة مع الحكومة الإسرائيلية. نريد إجابات. نريد أن نفهم بالضبط ما حدث".

ودفع اكتشاف الجثث الأمم المتحدة إلى المطالبة بإجراء تحقيق مستقل، ودعم الاتحاد الأوروبي الدعوة.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الرائد نداف شوشاني إن المقبرة في مجمع ناصر "حفرها سكان غزة قبل بضعة أشهر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأقر الجيش الإسرائيلي بأن "الجثث التي دفنها فلسطينيون" فحصها جنود بحثاً عن الرهائن، لكنه لم يتناول بشكل مباشر اتهام القوات الإسرائيلية بالوقوف وراء عمليات القتل.

وتعرضت المستشفيات التي تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي، لقصف إسرائيلي متكرر على مدى أكثر من ستة أشهر من الحرب في غزة.

ألمانيا ستستأنف تمويل "الأونروا"

قالت ألمانيا، الأربعاء، إنها تعتزم استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، في إشارة إلى استئناف التمويل الذي توقف بعدما قالته إسرائيل عن تورط 12 من موظفي الوكالة التابعة للأمم المتحدة في الهجوم الذي شنته عليها حركة "حماس" في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ودفعت هذه المزاعم 16 دولة مانحة، بينها الولايات المتحدة، إلى تجميد نحو 450 مليون دولار من التمويل المقدم للوكالة، وهو ما مثل ضربة لعمليات الأونروا في الوقت الذي تتصدى فيه للأزمة الإنسانية الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة.

ويأتي تحرك ألمانيا، ثاني أكبر مانحي الوكالة، بعد نشر مراجعة، الإثنين الماضي، قادتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا حول قدرة الأونروا على ضمان حيادها.

وحثت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان، في بيان مشترك، الأونروا على تنفيذ سريع لتوصيات تقرير المراجعة بما يشمل تعزيز الرقابة الداخلية وكذلك تعزيز الإشراف الخارجي على إدارة المشروعات.

وجاء في بيان الوزارتين "دعماً لتلك الإصلاحات، ستستأنف الحكومة الألمانية قريباً تعاونها مع الأونروا في غزة، كما فعلت أستراليا وكندا والسويد واليابان ودول أخرى".

وأضاف البيان "ألمانيا ستنسق بشكل وثيق مع أقرب شركائها الدوليين في شأن صرف مزيد من الأموال. وتتم حالياً تغطية احتياجات الأونروا التمويلية قصيرة المدى في غزة من الأموال الموجودة".

وتوظف الأونروا 32 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة، منهم 13 ألفاً في قطاع غزة حيث تمثل أكبر وكالة إغاثة على الإطلاق وتدير مدارس وخدمات اجتماعية للاجئين الذين يشكلون غالبية سكان قطاع غزة.

 

وخلصت المراجعة التي قادتها كولونا في شأن حيادية الأونروا، الإثنين، إلى أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة تدعم اتهاماتها، على أساس قائمة موظفي الأونروا التي قدمت لها في مارس (آذار)، بأن عدداً كبيراً من موظفي الأونروا أعضاء في جماعات إرهابية في قطاع غزة.

ووجدت المراجعة أن الأونروا لديها "نهج أكثر تطوراً" للحياد عن غيرها من منظمات الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة المماثلة، رغم أن "المشكلات المتعلقة بالحياد لا تزال قائمة" مثل تعبير الموظفين علناً عن آراء سياسية.

وتحقق الأمم المتحدة في الاتهامات الموجهة إلى 12 موظفاً في تحقيق منفصل يجريه مكتب الرقابة التابع لها. وبعد ظهور هذه الاتهامات أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، قالت الأونروا إنها فصلت 10 من المتهمين، وأن الاثنين الآخرين لقيا حتفهما.

وكثفت إسرائيل اتهاماتها للأونروا في مارس الماضي، قائلة إن أكثر من 450 موظفاً في الأونروا أعضاء في جماعات إرهابية في غزة.

ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية قرار ألمانيا بأنه "مؤسف ومخيب للآمال". وقال إن إسرائيل قدمت معلومات مفصلة عن "عدة مئات" من موظفي الأونروا الأعضاء في "حماس" التي تدير غزة وكذلك في جماعة "الجهاد".

وآخذاً في الاعتبار توصيات المراجعة التي قادتها كولونا، الإثنين الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الدول إلى دعم الأونروا بشكل فعال لأنها "شريان حياة للاجئي فلسطين في المنطقة".

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، أول من أمس الثلاثاء، إن الأونروا لديها حالياً تمويل يكفي لتغطية تكاليف العمليات حتى يونيو (حزيران).

التظاهرات الطلابية

في موازاة ذلك، استقبل طلاب في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون بصيحات الاستهجان أمس الأربعاء خلال زيارته للمكان الذي أجج شرارة التظاهرات الطلابية على مستوى البلاد رفضا للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال جونسون إن هدف زيارته هو "دعم الطلاب اليهود الذين يتعرضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل".
وجاءت زيارته بعد وقت قصير من تمديد الجامعة الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج من صباح أمس الأربعاء إلى صباح غد الجمعة. وأصبح المخيم رمزا للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أمريكية.
وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد.
في ولاية تكساس، فرقت قوات دورية الطرق السريعة المزودة بمعدات مكافحة الشغب بدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول احتجاجاً في جامعة تكساس بأوستن واعتقلت 20 شخصا أمس الأربعاء.
وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من قسم شرطة لوس أنجلس فض المظاهرة. وقبضت الشرطة على الطلاب الذين استسلموا سلمياً واحداً تلو الآخر. وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعي مخيم الاحتجاج وطلب المساعدة من شرطة لوس أنجلس لمواجهة الطلاب.
وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج (أم أي تي)، وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.
ويطالب الطلاب المحتجون الجامعات بإنهاء التعاون مع إسرائيل ويسعون إلى الضغط على الإدارة الأميركية لوقف الضربات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين.

معاداة السامية

ويتناقض حديث جونسون الذي يصف المتظاهرين بالغوغاء والحرم الجامعي بأنه يعم بالفوضى، مع الوضع في جامعة كولومبيا حيث حضر الطلاب محاضراتهم وكانوا يتناولون الطعام ويفحصون هواتفهم المحمولة أمس الأربعاء. ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من الحديث لكن كان من الصعب سماعه لأنه كان يتحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت.
وقال جونسون من على درج مكتبة الجامعة، "بما أن جامعة كولومبيا سمحت لهؤلاء المتطرفين والمحرضين الخارجين عن القانون بالسيطرة على الوضع، فقد انتشر فيروس معاداة السامية إلى جامعات أخرى". ودعا إلى اعتقال المتظاهرين الذين يمارسون العنف وهدد بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات التي تفشل في فرض النظام.
في بلد يشهد استقطاباً سياسياً، يمكن للمحافظين كسب التأييد من خلال الظهور بمظهر من يقف في وجه النشطاء الليبراليين، الذين يقول الكثير منهم إن حديث الجمهوريين عن وجود عنف معاد للسامية في الجامعات مبالغ فيه إلى حد كبير لأغراض سياسية.
والتقى جونسون أيضاً بطلاب يهود قالوا إنهم يخشون الدخول إلى الحرم الجامعي.
وقبل مؤتمره الصحافي، التقى جونسون بحوالي 40 طالباً يهودياً في الحرم الجامعي، وفقاً لطلاب هناك.

أطراف خارجية

ويقول الطلاب إن احتجاجهم سلمي واتهموا أطرافاً خارجية لا علاقة لها بحركتهم بالوقوف وراء المواجهات التحريضية خارج الحرم الجامعي.
وقال محمود خليل، وهو طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا شارك في المفاوضات مع إدارة الجامعة بشأن الاحتجاجات، "للأسف لا يوجد اهتمام بهذه الحركة السلمية والسياسيون يصرفون الانتباه عن القضايا الحقيقية. هذه هي الحرية الأكاديمية، وهذه هي حرية التعبير".
ووصفت منظمة "بن أميركا" المدافعة عن حرية التعبير، التصعيد المفاجئ في جامعة تكساس بأنه "يثير قلقاً بالغاً".
وقالت كريستين شافيرديان، مديرة برنامج حرية التعبير في الجامعات بالمنظمة، إنه "يجب على الإدارة أن تفعل كل ما في وسعها للحفاظ على سلامة طلابها وسير العمل في الجامعة، لكن استدعاء شرطة الولاية لتفريق الاحتجاج السلمي الذي بدأ بالكاد له تأثير عكسي".
ووصلت أصداء هذا الحراك السياسي إلى البيت الأبيض حيث قالت السكرتيرة الصحافية كارين جان بيير إن الرئيس جو بايدن يعتقد أن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة في الجامعات. وأضافت في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء "نريد أن نرى هذا الأمر سلمياً. من المهم أن يشعر الطلاب بالأمان... لا ينبغي أن يكون الأمر عنيفاً، ولا ينبغي أن يحرض الخطاب على الكراهية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات