Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنباء عن استعدادات إسرائيلية لاجتياح رفح وإجلاء النازحين منها

الجيش الإسرائيلي يأمر بعمليات إخلاء جديدة في شمال غزة ومسؤول أميركي يقول إن خطر المجاعة "مرتفع للغاية" في القطاع

ملخص

شنت إسرائيل الثلاثاء قصفاً مكثفاً على قطاع غزة، مع دخول الحرب بينها وبين حركة "حماس" يومها الـ200 بلا أي بوادر تهدئة، في حين واصلت استعداداتها لتنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح التي تغص بالنازحين.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأربعاء أن إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح في قطاع غزة التي تعتبرها آخر معقل لحركة "حماس"، وقالت إن استعدادات تجري لإجلاء النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" واسعة الانتشار عن قرار للحكومة الإسرائيلية بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس أن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لعدة أسابيع بسبب خلافات مع واشنطن ستتم "قريباً جداً".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عدة تقارير مماثلة. وأشار البعض إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام لاستقبال من سيتم إجلاؤهم من رفح.
ولم يصدر تعليق بعد عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولا مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وتعج رفح المتاخمة للحدود المصرية بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
ويثير مصيرهم قلق القوى الغربية وكذلك القاهرة التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية. وتعهدت إسرائيل، التي تتعرض لضغوط بسبب الخسائر الإنسانية المتزايدة الناجمة عن الحرب، باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في رفح.
وتقول حكومة نتنياهو إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس وتقول إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وتصر حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة سيكون مستحيلاً من دون السيطرة على رفح وسحق حماس واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك. ولم تعلق حماس على مسألة وجود كتائب قتالية في المدينة.
وفي خطاب ألقاه أمس الثلاثاء بالتزامن مع مرور 200 يوم على الحرب، قال "أبو عبيدة"، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، إن إسرائيل لم تحصد سوى "الخزي والهزيمة" في الحملة التي يقول مسؤولون في وزارة الصحة في قطاع غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.

تكثيف الضربات

وبينما كثفت إسرائيل ضرباتها في أنحاء غزة، أمس الثلاثاء، في بعض من أعنف عمليات القصف منذ أسابيع، أمر الجيش بعمليات إخلاء جديدة في شمال القطاع محذراً المدنيين من أنهم موجودون في "منطقة قتال خطرة".

وحث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" سكان أربع مناطق في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة على الانتقال إلى منطقتين محددتين للاحتماء، قائلاً "توجدون في منطقة قتال خطرة".

وأضاف أن الجيش "سيعمل بقوة شديدة ضد البنى التحتية الإرهابية والعناصر التخريبية في المنطقة".

وفي بيان صدر في وقت لاحق قال الجيش "في تناقض صارخ مع هجمات (حماس) المتعمدة على الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين، يتبع الجيش الإسرائيلي القانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين".

ويأتي تجدد القصف الجوي والمدفعي لشمال غزة بعد نحو أربعة أشهر من إعلان الجيش الإسرائيلي خفض عدد قواته هناك، قائلاً إن حركة الفلسطينية "حماس" لم تعد تسيطر على تلك المناطق.

 

وسحبت إسرائيل هذا الشهر معظم قواتها في جنوب غزة. ولكن الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار باءت بالفشل، كما أن القصف الإسرائيلي والغارات الجوية على الأراضي التي انسحبت منها قواتها يجعل من الصعب على النازحين في غزة العودة إلى ديارهم المهجورة.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة "حماس" إن دبابات الجيش توغلت مجدداً شرقي بيت حانون على الطرف الشمالي لقطاع غزة، لكنها لم تتوغل كثيراً في المدينة. ووصل إطلاق النار إلى بعض المدارس التي يحتمي بها نازحون هناك.

ووردت أيضاً أنباء عن ضربات جوية وقصف بالدبابات في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، فيما قال سكان إنه قصف شبه مستمر.

وجاء القصف، أمس الثلاثاء، بعد أن دوَّت صفارات الإنذار محذرة من سقوط صواريخ في بلدتين بجنوب إسرائيل لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وأعلن الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على سديروت وتجمع نير عام السكني، مما يشير إلى أن المسلحين ما زالوا قادرين على إطلاق صواريخ بعد مرور نحو 200 يوم من الحرب التي سوت مساحات كبيرة من قطاع غزة بالأرض وشردت جميع سكانه تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

 

وفي وقت يصر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تنفيذ هذا الهجوم، على رغم تكدس مليون ونصف مليون فلسطيني في المدينة، أفادت تقارير إعلامية عن استعدادات لإجلاء المدنيين من رفح إلى خان يونس، في عملية يمكن أن تستغرق ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، إن هجوماً برياً على رفح التي تحولت إلى "أكبر مخيم للنازحين في العالم" سيؤدي إلى "وضع مخيف".

وترفض إسرائيل الوقف الدائم لإطلاق النار قائلة، إن ذلك سيسمح لـ"حماس" بإعادة تنظيم صفوفها.

مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل

من جانبها، نفت مصر أنباء أفادت أنها تداولت مع الجانب الإسرائيلي الخطط حول هجوم رفح، في وقت تتوعد إسرائيل شن هجوم بري على هذه المدينة في أقصى جنوب قطاع غزة.

ونفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان في تصريح صحافي، ما نشرته وسائل إعلام أميركية حول وجود تفاهمات مع إسرائيل لعملية اجتياح رفح.

وأكد رشوان الموقف المصري الرافض للهجوم على المدينة المكتظة بالسكان وأوضح أن تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت من كافة القنوات للجانب الإسرائيلي، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية في رفح.

إجلاء المدنيين من رفح "غير ممكن"

وحذر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح "غير ممكن".

وتبدي عديد من العواصم الغربية والمنظمات الإنسانية قلقها حيال التحضيرات الإسرائيلية القائمة لعملية رفح، التي تؤكد الدولة العبرية أنها المعقل الأخير لـ"حماس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وقال فابريزيو كاربوني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر على هامش مؤتمر للمساعدات في دبي بالإمارات "لم نرَ إلى الآن أي خطة إجلاء للمدنيين" من رفح.

وتضيق المدينة راهناً بمليون ونصف مليون شخص من سكان ونازحين يواجهون ظروفاً إنسانية مأسوية.

وأضاف كاربوني لوكالة الصحافة الفرنسية "حين نرى حجم التدمير في وسط (قطاع غزة) وشماله، لا يمكننا أن نحدد المكان الذي يمكن أن ينقل إليه الناس، وأين يمكن أن تكون لهم ملاجىء لائقة مع خدمات أساسية".

وتابع "اليوم إذاً، في ظل المعلومات التي لدينا، فإن القيام بعملية إجلاء كبيرة أمر غير ممكن".

 

خطر المجاعة "مرتفع للغاية"

من جانبه، قال ديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل اتخذت في الأسابيع القليلة الماضية خطوات مهمة نحو السماح بدخول مساعدات إلى قطاع غزة، لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به لأن خطر المجاعة في القطاع مرتفع للغاية.

وأحجم المبعوث عن الحديث عما إذا كانت واشنطن راضية عن التحركات الإسرائيلية، وذلك بعد أسابيع من مطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ إجراءات لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة وقوله إنه قد توضع شروط على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل إذا لم تنفذ سلسلة من الإجراءات "المحددة والملموسة والقابلة للقياس".

وقال ساترفيلد للصحافيين "اتخذت إسرائيل خطوات مهمة خلال الأسبوعين ونصف الأسبوع الماضيين... لا يزال يتعين القيام بكثير من العمل، لكن هناك تقدماً".

وأشار إلى أن خطر المجاعة في أنحاء قطاع غزة الذي دمرته الحرب، لا سيما في الشمال، "مرتفع للغاية"، داعياً إلى بذل مزيد من الجهد لإيصال المساعدات لمن هم في حاجة لها، وبخاصة إلى هذا الجزء من القطاع الفلسطيني الصغير المكتظ بالسكان.

وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من عقبات تواجه إدخال المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة على مدار ستة أشهر منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية على حركة "حماس" التي تدير القطاع.

 

تجنب تفشي الأمراض

وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الثلاثاء، إن المتوسط ​​اليومي لعدد الشاحنات التي دخلت غزة خلال أبريل (نيسان) يبلغ 200 شاحنة وإنه بلغ ذروته، الإثنين الماضي، بوصوله إلى 316 شاحنة.

وأضاف في تصريح للصحافيين "أكدنا دائماً أننا في وضع تسبب فيه الإنسان ولا يمكن معالجته إلا بالإرادة والقرارات السياسية، والأيام القليلة الماضية تظهر إمكانية حدوث ذلك... كلما داومنا على هذا تعزز التأثير الإيجابي".

وأضاف أن التركيز ينصب الآن على جمع القمامة، بخاصة في جنوب غزة، في محاولة لتجنب تفشي الأمراض مع اقتراب الطقس الدافئ.

ووصف مسؤولون بارزون من الأمم المتحدة الأونروا بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات في غزة. لكن في وقت سابق من هذا العام، اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ودفعت مزاعم إسرائيل 16 دولة إلى وقف أو تعليق تمويل بقيمة 450 مليون دولار للأونروا.

وقال لازاريني، إن الأونروا لديها حالياً ما يكفي من التمويل لتغطية كلفة العمليات حتى يونيو (حزيران). لكن التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة أوقفه الكونغرس الأميركي حتى مارس (آذار) 2025 على الأقل. والولايات المتحدة أكبر مانح للأونروا بتمويل يتراوح بين 300 و400 مليون دولار سنوياً.

ومضى لازاريني يقول "إذا كان التعليق دائماً، فسيكون له تأثير مستدام على الوكالة. وإذا كان التعليق موقتاً، أعتقد أنه يمكننا إيجاد حل موقت مع دخول بعض المانحين" لتقديم الدعم.

وقال أيضاً إن هناك "نوعاً استثنائياً من التضامن الشعبي" مع الأونروا التي جمعت 100 مليون دولار من التبرعات العامة عبر الإنترنت في الأشهر الستة الماضية.

المزيد من متابعات