Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تلوح بتغيير عقيدتها النووية ردا على التهديدات الإسرائيلية

عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات مع واشنطن ليلة القصف وعقوبات بريطانية وأميركية لتقويض صناعة الصواريخ والمسيرات

ملخص

قال وزير الخارجية الأردني إن نتنياهو يسعى إلى تشتيت النظر عن حرب غزة

نقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء عن القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني أحمد حق طلب قوله اليوم الخميس إن إيران قد تراجع "عقيدتها النووية" في ظل التهديدات الإسرائيلية، مما أثار مخاوف في شأن برنامج طهران النووي الذي تقول دائماً إنه مخصص للأغراض السلمية فقط.

وتوعدت إسرائيل بالرد على هجوم بصواريخ ومسيّرات شنته إيران السبت الماضي، وقالت إنه رد على غارة يعتقد بأنها إسرائيلية على مجمع سفارتها في دمشق مطلع أبريل (نيسان) الجاري.

ونقلت الوكالة عن أحمد حق طلب قائد هيئة حماية المنشآت النووية قوله إن "تهديدات النظام الصهيوني ضد المنشآت النووية الإيرانية تجعل من الممكن مراجعة عقيدتنا وسياساتنا النووية والتحول عن اعتباراتنا السابقة".

وللزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي القول الفصل في برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في أن له أغراضاً عسكرية.

وعام 2021، رجح وزير الاستخبارات الإيراني آنذاك أن الضغط الغربي قد يدفع طهران للسعي إلى الحصول على أسلحة نووية، مما أصدر خامنئي فتوى بتحريمه في أوائل العقد الأول من القرن الـ21.

وأكد خامنئي مرة أخرى عام 2019 أن "بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حرام. على رغم أن لدينا التكنولوجيا النووية، تحاشت إيران ذلك تماماً".

ولم تردّ وزارة الخارجية الإيرانية بعد على طلب من "رويترز" للتعليق.

وحذر حق طلب من أنه "إذا أراد النظام الصهيوني اتخاذ إجراء ضد مراكزنا ومنشآتنا النووية، فسنرد بالتأكيد وبصورة قاطعة بصواريخ متقدمة ضد مواقعه النووية".

ومنذ عام 2022 توقفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 الذي كان يهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي، ويلزم طهران قبول قيود على برنامجها النووي وعمليات تفتيش أكثر شمولاً للأمم المتحدة مقابل إنهاء العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وحدد نسبة تخصيب طهران لليورانيوم عند 3.67 في المئة، لكن عام 2018 انسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب من الاتفاق قائلاً إنه قدم تنازلات كثيرة لإيران.

وصرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في فبراير (شباط) الماضي بأن إيران واصلت تخصيب اليورانيوم بمعدلات نقاء تصل إلى 60 في المئة، مما يتجاوز بكثير حاجات استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية.

رسائيل إيرانية إلى واشنطن

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن بلاده بعثت "رسائل" عدة إلى الولايات المتحدة للتأكيد أن طهران "لا تسعى إلى توسيع التوترات" في الشرق الأوسط مع إسرائيل، بحسب ما أفادت به وزارته اليوم الخميس.

وأضاف عبداللهيان لدى وصوله ليل الأربعاء – الخميس إلى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن الدولي، "ما يمكن أن يزيد التوترات في المنطقة هو سلوك النظام الصهيوني".

ومن المتوقع أن يلتقي عبداللهيان في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزراء خارجية آخرين، على هامش اجتماع مجلس الأمن لمناقشة طلب السلطة الفلسطينية نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، قال عبد اللهيان إنهم أطلعوا أميركا منذ أن اتُخذ القرار في إيران بوجوب الرد على إسرائيل "في إطار القانون الدولي والدفاع المشروع، وتوجيه الإنذار والعقاب اللازمين". وأضاف "قلنا للأميركيين بصراحة ووضوح أن القرار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة رئيس البلاد، بالرد على الكيان الإسرائيلي أمر محسوم وتم تبادل رسائل قبل وبعد تنفيذ العملية، أي حوالي الساعة 2:30 من فجر يوم الأحد (11:00 مساء السبت بتوقيت غرينتش)، حين وجهنا رسالة أخرى إلى الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، حيث أكدنا بصراحة ووضوح للولايات المتحدة إننا لا نسعى لتصعيد التوتر في المنطقة، وما يمكن أن يزيد من تصعيد التوتر هو سلوك الكيان الصهيوني".

تابع، "قبل عملية (الوعد الصادق)، قلنا للجانب الأميركي بوضوح أننا لن نستهدف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة، إلا إذا أرادت حين نرد على الكيان الصهيوني اتخاذ اجراء في الدعم الحربي له. ويتم تبادل الرسائل خاصة عبر القناة السويسرية باعتبارها راعية المصالح الأميركية، والقنوات الدبلوماسية الرسمية، بهدف خلق فهم صحيح للعمل الإيراني وبهدف الحيلولة دون توسع نطاق التوتر والأزمة في المنطقة".
وأشارت وكالة "إرنا" إلى أن "عبد اللهيان توجه إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اليوم الخميس لبحث التطورات في الشرق الأوسط والتركيز على القضية الفلسطينية". وأكد عبد اللهيان أن "هذا الاجتماع سيعقد على مستوى وزراء الخارجية، للنظر في التطورات التي تشهدها المنطقة، وحقيقة أن الوضع في غزة قد وصل بالفعل إلى نقطة الغليان".


عقوبات أوروبية

أظهرت إفادة رسمية أن بريطانيا فرضت عقوبات اليوم الخميس على كيانات عسكرية إيرانية تشمل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والقوة البحرية الخاصة بالحرس الثوري.

وقالت حكومة لندن إن العقوبات البريطانية والأميركية تستهدف جهات داخل صناعتي الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.

في المقابل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي قرر فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف منتجي الطائرات المسيرة والصواريخ. وفق "وكالة الصحافة الفرنسية".

وقال ميشال، في ختام قمة في بروكسل شارك فيها قادة الدول الأعضاء الـ27، "لقد قررنا فرض عقوبات على إيران، وأردنا أن نبعث برسالة واضحة" إلى الجمهورية الإيرانية بعد هجومها غير المسبوق على إسرائيل.

وأضاف أن "الفكرة هي استهداف الشركات التي لها دور في تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ".

وفي بيانهم الصادر في ختام القمة، دعا قادة الاتحاد الأوروبي "جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس والابتعاد عن أي عمل من شأنه أن يزيد التوترات في المنطقة".

 

"السبع الكبار" ينددون

في السياق، ندد مسؤولو مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أمس الأربعاء، بهجوم إيران على إسرائيل وتعهدوا مواصلة العمل عبر "كل السبل الممكنة" لتسخير الأصول السيادية الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.

وجاء في بيان مشترك صدر بعد اجتماع لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول المجموعة أنهم "يتعهدون التنسيق الوثيق لأي إجراء مستقبلي لتقويض قدرة إيران على الحصول على الأسلحة أو إنتاجها أو نقلها لدعم الأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار".

إلا أن مسؤولاً يابانياً قال إن "مناقشات مجموعة السبع في شأن إيران كانت معقدة بعض الشيء لكنها لم تصل بعد إلى نتيجة في شأن العقوبات التي يتعين فرضها".

مخاوف أردنية من اتساع الحرب

وعربياً، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس الأربعاء، إن أي رد إسرائيلي على الضربات الإيرانية قد يحدث خطراً حقيقياً يجر المنطقة بأكملها إلى حرب مدمرة.

وذكر الصفدي خلال مقابلة نشرتها وسائل إعلام رسمية أن الأردن يحشد القوى العظمى للتصدي لتصعيد ستكون له تبعات هائلة على استقرار المنطقة وأمنها.

وأضاف الصفدي، أن الأخطار ضخمة وأنها قد تدفع المنطقة بأكملها إلى الحرب، وهو ما قد يكون مدمراً في الشرق الأوسط وستكون له تبعات شديدة الخطورة على بقية العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع، أن الوضع خطر للغاية وأن فرص حدوث انفجار إقليمي حقيقية، لذلك يتعين وضع حد له. وذكر أنه يجب التأكد من عدم حدوث تصعيد آخر.

وأسقط الأردن، الحليف القوي للولايات المتحدة، بمساعدة من الدفاعات الجوية الأميركية وبدعم من بريطانيا وفرنسا أغلب الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية التي حلقت في مجاله الجوي صوب القدس ونطاق واسع من الأهداف في إسرائيل.

ونادى الصفدي بضرورة ممارسة ضغوط على إسرائيل حتى لا تصعد، وحذر من أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة في حالة وقوع أي عنف آخر وأن الأردن لن يسمح لإيران أو إسرائيل بتحويله إلى "ساحة حرب".

وقال الصفدي، إن الأردن سيسقط أي مقذوفات تهدد شعبه وتنتهك سيادته وتشكل تهديداً للأردنيين وإن عمان أوضحت هذا لإسرائيل وإيران.

وذكر الصفدي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل المواجهة مع إيران لتشتيت النظر عن قطاع غزة. وأضاف أن نتنياهو يجب ألا يُسمح له بجر واشنطن وقوى غربية عظمى إلى حرب مع إيران.

ضربات انتقامية سريعة

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى أميركية، ليل الأربعاء، بأن الدولة العبرية فكرت في أن توجّه سريعاً ضربات انتقامية ضد طهران رداً على القصف الإيراني غير المسبوق لأراضيها، في نهاية الأسبوع الماضي، لكنها عدلت عن هذا الأمر في نهاية المطاف.

وقالت قناة "كان" التلفزيونية العمومية الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر، إثر محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتُمدت مسبقاً لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران في حال نفذت وعيدها بمهاجمة الدولة العبرية.

ونقلت القناة عن مسؤول كبير طلب منها عدم نشر اسمه قوله إن "الحساسيات الدبلوماسية لعبت دوراً، سيكون هناك حتماً رد لكنه سيكون مختلفاً عما كان مخطَطاً له في البداية".

بدوره، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مصادر إسرائيلية لم يسمها قولها، إنه خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الحرب الإسرائيلي، الإثنين الماضي، الذي كان ثاني اجتماع له منذ القصف الإيراني، بحث الوزراء ملياً في إمكانية إصدار الأمر بتنفيذ الضربات الانتقامية، لكنهم في نهاية المطاف لم يفعلوا ذلك.

كما نقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله "لا نعرف لماذا وإلى أي مدى كان الهجوم وشيكاً (ضد إيران)".

ووفقاً للموقع نفسه فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية، الإثنين الماضي، أنها قرّرت التريث في توجيه ضربة لإيران.

من جانبها، قالت شبكة "أي بي سي" الإخبارية الأميركية إن الحكومة الإسرائيلية فكرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضد إيران لكن من دون أن تصدر أمراً بذلك.

لكن نتنياهو أكد، أمس الأربعاء، أن إسرائيل "تحتفظ بالحق في حماية نفسها" في مواجهة الضغوط الدولية على حكومته لتجنب توجيه ضربة إلى إيران مما يهدد بجر المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضم الحرب مع حركة "حماس" في قطاع غزة.

بدورها، جدّدت طهران، الأربعاء، التأكيد على أن أي رد إسرائيلي سيُواجَه بردّ "قاسٍ وعنيف".

وشنّت طهران ليل السبت-الأحد الماضي، هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 مقذوف بين صاروخ باليستي ومجنّح وطائرة مسيرة، بحمولة إجمالية بلغت 85 طناً.

وأكدت إسرائيل أنها نجحت، بمساعدة من حلفائها، في اعتراض الغالبية العظمى من هذه الصواريخ والمسيرات باستثناء بضع صواريخ باليستية ولم تخلّف سوى أضرار محدودة.

وكانت إيران أعلنت أنها نفذت الهجوم في إطار "الدفاع المشروع"، بعد تدمير مقر قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) الجاري، في ضربة نسبتها طهران إلى إسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات