Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردن يتحضر لتداعيات التصعيد الإيراني- الإسرائيلي

عمان أبلغت طهران أنها ستدافع عن حدودها عند محاولة استهداف القوات الأميركية في المملكة

الجيش العربي الأردني خلال مهمة تدريبية له (أرشيفية - القوات المسلحة الأردنية)

ملخص

يرى متخصصون أن الأردن تضرر أخيراً من تشويش إسرائيل على نظام تحديد المواقع منذ أيام تحسباً لأي مواجهات مع إيران.

مع بدء إيران تنفيذ تهديداتها لإسرائيل باستيلاء "الحرس الثوري" على سفينة يقول إنها ترتبط بتل أبيب، لا يزال الأردن يقف متأهباً خشية أن تطاوله تداعيات هذه الأزمة الجديدة بصورة أو بأخرى.

فبعد غياب طويل عادت مجدداً محاولات التسلل واختراق الحدود الأردنية من سوريا أمس الجمعة، مما يثير مخاوف عمان من دخول أفراد ميليشيات موالية لإيران بهدف تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل انطلاقاً من أراضي المملكة.

وأعلن الجيش الأردني قتل شخصين اثنين بعد اشتباك معهما أثناء عملية تسلل وتهريب جنوب البلاد، وخلال الأعوام الماضية، أحبط الأردن مئات محاولات التسلل والتهريب من سوريا والعراق.

وفي الثاني من أبريل (نيسان) الجاري، تحدثت "كتائب حزب الله" العراقية الموالية لإيران عن تجهيز أسلحة وقاذفات ضد الدروع وصواريخ تكتيكية لـ"مقاتلين في الأردن" تحت اسم "المقاومة في الأردن" لدعم الفلسطينيين في غزة، مما عزز مخاوف المملكة.

مخاوف أردنية

في تقرير لها قبل ساعات، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية إن واشنطن أبلغت حلفاءها في المنطقة ومن بينهم الأردن أن انتقاماً إيرانياً من إسرائيل قد يكون وشيكاً.

وترتكز المخاوف الأردنية على أسباب عدة من أبرزها وجود قوات وقواعد أميركية على أراضيها بموجب "اتفاقية الدفاع المشتركة" مع واشنطن التي وقعت عام 2021 وإمكان مشاركة هذه القوات في التصدي للتصعيد الإيراني، مما يعني استهدافها على أراضي المملكة.

وتشير تقديرات إلى وجود نحو 3 آلاف جندي أميركي في المملكة، ويتخوف الأردن من أن تتحول أراضيه وسماؤه إلى ساحة للضربات المتبادلة عسكرياً، بخاصة أن كثيراً من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية سقطت في الأراضي الأردنية أكثر من مرة.

ففي يناير (كانون ثاني) الماضي، قتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح آخرون في هجوم بطائرة مسيّرة على موقع عسكري في الأردن يحمل اسم "البرج 22".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثم في مارس (آذار)، أعلنت القوات المسلحة الأردنية فتح تحقيق بعد العثور على أجزاء طائرة مسيّرة في محافظة إربد شمال البلاد إثر بلاغ عن سماع صوت انفجار في المنطقة، من دون وقوع أضرار.

وبحسب المتخصص في الأمن السيبراني مجدي قبالين، فإن إسرائيل كانت تخشى من رد إيراني عبر الجو، مما جعلها تشوش على نظام تحديد المواقع منذ أيام في مواجهة الطائرات والصواريخ المسيّرة.

وقال "بعد جمع بيانات من خاصية ’غوغل ترافيك‘ وكذلك معلومات التشويش على إشارات الـ’جي بي أس‘ من نظام ’جي بي أس جام‘، تبين أن التشويش المتعمد الذي تنفذه إسرائيل على إشارات أنظمة ’جي بي أس‘ و"غلوناس‘ عامل أساسي في الازدحام المروري الهائل جداً داخل المملكة، إذ يؤثر ذلك بصورة رئيسة في أنظمة التوجيه المستعملة في الهواتف داخل عمان من شركات التوصيل والتطبيقات وكذلك زوار العاصمة من خارج المحافظات".

وأوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه "خلال الأيام الأخيرة تزايدت تهديدات الطائرات من دون طيار، وتسلل عدد منها إلى إسرائيل من الأردن، حيث ضربت القاعدة البحرية في إيلات وتحطمت قرب الحدود مع الأردن".

رسالة إلى طهران

وفي رسالة استباقية، قالت مصادر حكومية أردنية في حديثها إلى "اندبندنت عربية" إن عمان أبلغت طهران عبر قنوات دبلوماسية بأنها ستدافع عن حدودها إذا ما تم استغلالها عسكرياً في إطار الأزمة الحالية، مؤكدة أنها لن تسمح بتحولها إلى مسرح للعمليات العسكرية.

وأكد مراقبون أن الحكومة الأردنية فعلت المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، وكثفت مراقبتها لنشاط أي أفراد أو تيارات موالية لطهران أو ما يعرف بـ"محور المقاومة"، قد يكونون موجودين على أراضي المملكة.

 لكن الكاتب والمحلل ماهر أبو طير قلل من مخاوف اندلاع حرب إقليمية وتداعيات ذلك على الأردن، موضحاً أن إسرائيل منذ "الربيع العربي" تقريباً وهي توجه ضربات لإيران بوسائل مختلفة، ومع كل ما سبق من تلك الاستهدافات بوسائل مختلفة، لم تنزلق طهران إلى ردود فعل أعلى درجة من المتوقع.

وأوضح أن إيران نفسها لا تريد الدخول في حرب إقليمية، وتحاول تجنبها بكل الوسائل لاعتباراتها الداخلية، خصوصاً أنه بعدما كان هذا السيناريو مطروحاً بدايات حرب غزة، تراجع تدريجاً.

تطوير منظومة الدفاع

وتحسباً لاندلاع هذه المواجهة الإقليمية يطالب الأردن حليفته الولايات المتحدة منذ أشهر بتزويده برادارات وأنظمة دفاع جوي ومسيّرات متطورة.

 وعام 2023 طلبت عمان من واشنطن تزويدها بصواريخ "باتريوت" لتعزيز منظومة البلاد الدفاعية. وأرجع مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية العميد الركن مصطفى الحياري ذلك إلى التهديدات المستمرة التي تمثلها الصواريخ الباليستية التي تحيط بالمملكة من الاتجاهات الشمالية والشرقية والغربية.

وطلب الأردن كذلك الحصول على معدات رصد للطائرات المسيّرة التي تشكل التحدي الأبرز أمنياً له، إذ نجحت فصائل موالية لإيران داخل العراق وسوريا في اختراق الأجواء الأردنية عبر طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل أكثر من مرة من دون التمكن من اعتراضها.

وتبدو مهمة الأردن التي حافظ عليها طوال أعوام عبر عزل أراضيه عن المحيط الملتهب صعبة هذه الأيام إذا ما بدأت إسرائيل وإيران تتبادلان قصف الصواريخ.

ومن بين السيناريوهات التي يخشاها مراقبون أردنيون أن تقدم إسرائيل على دخول الأراضي الأردنية بصورة أو بأخرى لمواجهة إيران وضربها وألا يكتفي الطرفان بمناوشات عن بعد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات