ملخص
كانت الحرب في أوكرانيا نقطة تحول بالنسبة إلى موسكو وعلاقاتها مع طهران. وفي ظل تحدي العقوبات الغربية والسياسات الأميركية، سبق أن أعلن وزير خارجية إيران أن الجانبين يضعان اللمسات النهائية على اتفاق تعاون استراتيجي طويل الأمد.
تتوافق إيران وروسيا في ما يخص رؤيتهما للغرب والنظام الدولي والموقف من الولايات المتحدة. فوفقاً لنظرية توازن القوى في العلاقات الدولية تعد روسيا وإيران الدولتان المناهضتان للهيمنة وضد الوضع الراهن في النظام الدولي، ومن ثم تتفقان في سعيهما إلى تغيير النظام الدولي.
من المرجح أن يكون التحالف الروسي - الإيراني سمة دائمة للمشهد السياسي في الشرق الأوسط.
لقد كانت الحرب في أوكرانيا نقطة تحول بالنسبة إلى موسكو وعلاقاتها مع طهران. وفي ظل تحدي العقوبات الغربية والسياسات الأميركية، سبق أن أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن الجانبين يضعان اللمسات النهائية على اتفاق تعاون استراتيجي طويل الأمد، وأن روسيا استثمرت 2.76 مليار دولار في إيران خلال الفترة الماضية، لتصبح المستثمر الأجنبي الأكبر في إيران.
تتشارك الدولتان كذلك في رؤيتهما الموقف الغربي منهما، لدى كل من روسيا وإيران تصور للضغوط الخارجية والداخلية واعتبار الغرب تهديداً مشتركاً، إذ تعتبران أن القوى الغربية تحد من مصالحهما وحركتهما في العمل على الساحة الدولية وقدرتهما على الدفاع عن مصالحهما، فضلاً عن فرض عقوبات دولية والعمل على عزلهما. كما تعتبر الدولتان أن الغرب يتسبب في الحركات الاحتجاجية والمظاهرات التي تحدث بالداخل.
وتشعر الدول الغربية بالقلق من أن نقل روسيا المتبادل الأسلحة إلى إيران يمكن أن يعزز موقفها في أي صراع محتمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتمركز أهداف العلاقة بين الطرفين في جزء منها إلى الالتفاف على الغرب والعقوبات وتعزيز الأطر المتعددة الأطراف في الخارج بعيداً من المؤسسات الغربية. وهناك انقسام عميق في داخل النظام الإيراني في ما يتعلق بقيمة وموثوقية روسيا كشريك استراتيجي.
وينقسم الموقف في إيران من العلاقة مع روسيا، فبالنسبة إلى المتشددين في طهران، فإن إقامة علاقات أوثق مع موسكو أمر ضروري ضد الغرب. ومن ثم فإن أي تحسن في العلاقات بين إيران والغرب يعد خسارة للمعسكر المتشدد في طهران، بما في ذلك الحرس الثوري وأتباعه. وعلى النقيض من ذلك، ترى التيارات الأخرى أن روسيا ليست حليفاً أو شريكاً استراتيجياً مناسباً للتعاون الاقتصادي.
لكن يبدو أن وجهة نظر القيادتين في روسيا وإيران تعتبر أن ضعف التعاون قد يكون مكلفاً لكلا الطرفين، في حين أن هناك كثيراً من الفرص إذا عملوا معاً، إذ إن أي فشل لروسيا سيكون بمثابة خسارة استراتيجية لإيران لأنها ستفقد داعمها الرئيس على الساحة الدولية. كما تعتبر إيران أن الحرب في أوكرانيا وتدهور العلاقات بين روسيا والغرب يمكن أن يؤديا في نهاية المطاف إلى قيام روسيا بتوسيع مظلتها الأمنية لتشمل إيران، كما أن المرشد الإيراني علي خامنئي يعتبر أن انفصال روسيا عن الغرب هو دعم لبقاء النظام الإيراني كنموذج مناهض للولايات المتحدة.
وفي حين لا يوجد أي التزام رسمي بين موسكو وطهران لإنشاء تحالف كامل، لكن هناك التزامات غير مكتوبة، معظمها على مستوى الدولة والمؤسسات.