Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تجهز "جيشا من الروبوتات" لإدخالها إلى ساحة الحرب

ستحدث تغييراً في طبيعة المعارك وستسهم في تقليل المشاركة البشرية

أوكرانيا كانت قبل الحرب مركزاً للشركات الناشئة ذات التقنية العالية وتتمتع بخبرة كبيرة في مجال الروبوتات والأتمتة (مواقع التواصل)

ملخص

هذه الروبوتات لم تختبرها أية دولة سابقاً إلا على نطاق صغير وقد تم إلغاء عشرات القوانين الموروثة عن الاتحاد السوفياتي لتشجيع إنشاء الجيل القادم من الأسلحة اللازمة

بعد اعتمادها الكبير على الطائرات من دون طيار لضرب الأهداف الروسية تستعد أوكرانيا لنشر جيل جديد من الروبوتات الأرضية العسكرية المستقلة بالكامل لتطلق رسمياً عصر حروب الروبوتات.

الاستعداد لنشر الروبوتات الجديدة كشفت عنه منظمة United24 الأوكرانية التي أنشأتها حكومة فولوديمير زيلينسكي لجمع الأموال من أجل الإمدادات الطبية، وإعادة بناء أوكرانيا، بقولها إن أنواعاً متعددة من الروبوتات الأرضية العسكرية ستدخل في مرحلة الإنتاج الضخم، مضيفة أنها ستشتري المئات من الروبوتات المتخصصة للقيام بأدوار تشمل القتال والخدمات اللوجيستية وزرع وإزالة الألغام.

هذه الروبوتات التي ستدخلها أوكرانيا إلى ساحة الحرب لم تختبرها أية دولة سابقاً إلا على نطاق صغير، وهذا ما يشير إلى تحول كبير بدأنا نعيشه تتغير فيه طبيعة الحروب. وفي حين أن معظم الطائرات من دون طيار يمكنها التحليق وحتى تجنب العوائق التي يواجهها الطيار الآلي، تكمن المشكلة في الروبوتات الأرضية ذاتية القيادة بأنها ليست على المستوى نفسه إذ لا تزال سلامة القيادة الآلية تمثل فيها مشكلة كبيرة.

مع ذلك، وجد المهندسون الأوكرانيون حلولاً إبداعية، خصوصاً أن أوكرانيا كانت قبل الهجوم الروسي عام 2022 مركزاً للشركات الناشئة ذات التقنية العالية وتتمتع بخبرة كبيرة في مجال الروبوتات والأتمتة.

جيش من الروبوتات

التطور الجديد في الاستراتيجية الأوكرانية هو نتاج لمبادرة Brave1، وهي حاضنة تكنولوجية تعمل على تعزيز التعاون بين الصناعة وقطاع الدفاع بهدف إنشاء "جيش الروبوتات" الذي تطمح إليه كييف بعد إعلانها أنها ستنتج أكثر من مليون طائرة من دون طيار هذا العام. وقد أوضحت الرئيسة التنفيذية للعمليات، ناتاليا كوشنرسكا، الهدف الكامن وراء هذه المبادرة بقولها "هدفنا الرئيس هو تقليل المشاركة البشرية في ساحة المعركة. ما نقوم به سيحافظ على حياة وصحة الجنود الأوكرانيين، من ثم ستصبح الأنظمة الروبوتية الأرضية هي التغيير لقواعد اللعبة في هذه الحرب، وهذا هو ردنا غير المتكافئ على التفوق العددي للعدو".

وبحسب المبادرة هناك نحو 140 نموذجاً للمركبات غير المأهولة، تم اختبار 50 منها في ظروف قتالية واقعية. وبينما لم تنشر السلطات الأوكرانية إلا تفاصيل قليلة حول ماهية الروبوتات التي ستنتج وما دورها، كشف ميخايلو فيدوروف، وزير التحول الرقمي الأوكراني، في يناير (كانون الثاني) الماضي، عن بدء إنتاج روبوت D-21-11 وهو عبارة عن منصة متينة ذات أربع عجلات مع برج مثبت عليه مدفع رشاش، يوصف بأنه مناسب للاستطلاع والعمليات الدفاعية والهجومية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، زجت أوكرانيا لأول مرة بروبوتها Ratel S، وهو روبوت ذو عجلات صغيرة يمكنه إما زرع ألغام مضادة للدبابات أو تنفيذ عمليات انتحارية. ويحتوي الروبوت على محرك كهربائي صامت ومدى يصل إلى أكثر من خمسة كيلومترات بسرعة تصل إلى 24 كيلومتراً في الساعة.

وكشف الجيش الأوكراني في الوقت نفسه عن روبوت ناقل للبضائع اسمه Ratel M القادر على نقل حمولة تصل سعتها لنحو 250 كيلوغراماً، وهو قيد الاستخدام أيضاً لنقل الإمدادات إلى مواقع الخطوط الأمامية. وتظهر مقاطع الفيديو اختبارات لهذا النوع من الروبوتات لإخلاء الجنود المصابين.

ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية الشهر الماضي فيديو لروبوت Ironclad يظهر فيه وهو يطلق النار على أهداف بعيدة في الطريق، مما يؤدي إلى انفجارات عدة. ويتميز هذا الروبوت بنظام يمكنه الدوران 360 درجة واكتشاف أهداف بحجم الإنسان من بعد يصل إلى 1800 متر، كما يحوي كاميرا تصوير حراري.

أضخم مشروع في العالم

المشروع هذا الذي يعد الأضخم في العالم لابتكار الروبوتات العسكرية تعمل عليه أوكرانيا حالياً تحت إشراف وزير التحول الرقمي ميخايلو فيدوروف، بمشاركة أكثر من 200 شركة أوكرانية متخصصة في التكنولوجيا. ولدعم هذه الجهود تم إلغاء عشرات القوانين الموروثة عن الاتحاد السوفياتي لتشجيع إنشاء الجيل القادم من الأسلحة اللازمة.

يقارن البعض مهمة فيدوروف بوكالة مشاريع البحوث المتقدمة الأميركية، التي اشتهرت بمشاركتها في إنشاء شبكة الإنترنت، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والقاذفات الشبح. لكن وزير التحول الرقمي البالغ من العمر 33 سنة يعرف أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد في إنقاذ حياة مواطنيه وتعوض عن تفوق روسيا في العديد والعتاد.

وقد وصلت بالفعل إلى ساحة المعركة مدافع رشاشة آلية ذات أنظمة تصويب تعمل بالذكاء الاصطناعي ولا تتطلب تفاعلاً بشرياً، فيما تحدث المشرفون على المشروع عن قرب نشر روبوتات يمكنها زرع الألغام وتفكيك المتفجرات التي تركتها القوات الروسية في الأرض.

وضمن المشروع، أجرت القوات الأوكرانية اختبارات ناجحة على الجيل القادم من أجهزة استشعار الدفاع الجوي، التي تجمع بين تقنيات سرية لم تفصح كييف عنها لأسباب أمنية مع الذكاء الاصطناعي. ويمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا الجديدة في تحديد الصواريخ والطائرات من دون طيار الروسية، إضافة إلى تتبع مسارها النهائي باستخدام التكنولوجيا التي صممت في أوكرانيا، والمختلفة تماماً عن أنظمة الرادار التي تبرعت بها دول حلف شمال الأطلسي إلى كييف.

ويلخص فيدوروف فكرة مشروعه بالقول "هذا مشروع يجمع الخبرة الأوكرانية بأكملها في ما يتعلق بالابتكار، ويسمح لنا بإشراك شخصيات مشهورة جداً من جميع أنحاء العالم لفتح صناديق الاستثمار في أوكرانيا. نريد روبوتات يمكنها استيعاب أكبر قدر ممكن من القوة النارية للعدو، حتى نتمكن من التحلي بالمرونة وتجنب خسارة أرواح جنودنا. أؤكد لكم أن خططنا ستصنع التاريخ وستكون المحرك لنظرتنا إلى المستقبل والتكنولوجيات النامية، والتي يمكن استخدامها لاحقاً من قبل بلدان أخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تفوق على الروبوتات الروسية

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن روسيا تعمل على المقلب الآخر على تطوير روبوتات عسكرية للمعارك البرية، لكن جهودها ما زالت غير قادرة على مجاراة التقدم الأوكراني في هذا المجال، فمثلاً لم يظهر الروبوت القتالي الروسي "أوران -9"، وهو في الأساس دبابة يبلغ وزنها عشرة أطنان، في الصراع الحالي، كما كشفت الحرب الروسية عن عيوب ونواقص كثيرة في هذه الآلية القتالية التي تدار من بعد.

وفي العام الماضي أعلنت روسيا أنها ستدخل أربعة روبوتات من طراز "ماركر" إلى إقليم دونباس، ليتم اختبارها في ساحة التدريب وبعد ذلك في القتال. ولفت إلى أن هذا الروبوت الذي يزن نحو ثلاثة أطنان يشبه المجنزرة الآلية ومجهز بأجهزة استشعار وأسلحة مختلفة، ويستخدم تقنيات خوارزميات الشبكة العصبية لمعالجة البيانات، وقادر على تدمير دبابات "أبرامز" الأميركية و"ليوبارد" الألمانية.

لكن الاستخبارات الغربية تشكك في صحة الرواية الروسية، معتبرة أن تطوير موسكو تقنيات مماثلة لا يزال في مراحله الأولية، ناهيك بأن الروبوت غير جاهز للبيئات المعقدة وهذا ما يتضح بعدم دخوله ساحة الحرب حتى يومنا هذا.

ومقارنة، فإن المركبات الأرضية غير المأهولة البسيطة والفعالة في أوكرانيا بدأت العمل بالفعل، وإن كان على نطاق صغير. وهذه الأسلحة البسيطة الناجحة، والتي يمكنها إبعاد القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في العدد من خط المواجهة، هي على وجه التحديد ما تحتاج إليه أوكرانيا راهناً للصمود.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير