انطلقت يوم الجمعة عملية الاقتراع للتونسيين الموجودين في الخارج للاختيار من بين 26 مرشحاً ومرشحة، رئيس يخلف الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وسط تفاوت الإقبال بين الدول التي ينتشر فيها التونسيون، وحديث عن مفاجآت قد تؤثر في النتيجة النهائية لاقتراع الداخل الذي ستجرى الجولة الأولى منه يوم الأحد المقبل.
ومع انطلاق عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التونسية المبكرة من مكتب سيدني في أستراليا، أعلن حزب "قلب تونس" في بيان أن محكمة التعقيب رفضت طلب الطعن في قرار توقيف المرشّح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي.
تزامناً، أعلن محسن مرزوق المرشح الآخر للرئاسة عن حركة ''مشروع تونس'' انسحابه من السباق الرئاسي لمصلحة المرشح عبد الكريم الزبيدي، مبرراً قراره بتغليب المصلحة الوطنية ومنع تشتيت الأصوات في الانتخابات.
المرشح الأبرز في السجن
وبالعودة إلى بيان حزب "قلب تونس"، فجاء فيه أن المحكمة برّرت قرارها بأنها غير مختصة للنظر في قرار دائرة الاتهام القاضي بتوقيف القروي الذي بدأ الخميس إضراباً عن الطعام مطالباً بتمكينه من الخروج من السجن الأحد المقبل، لتأدية واجبه الانتخابي.
وكان القطب القضائي الاقتصادي والمالي، فتح تحقيقاً مع نبيل القروي وشقيقه غازي في قضية رفعتها ضدهما منظمة "أنا يقظ" بخصوص شبهة غسل وتبييض الأموال.
#الانتخابات_التونسية إقبال كبير على مكاتب الاقتراع في الدول العربية بحسب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات #TunisiaDecides #tunisiavotes
— Wajd Bouabdallah (@tounsiahourra) September 13, 2019
صدارة عربية
وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التونسية الجمعة أن "الدول العربية تشهد أعلى نسبة إقبال على الاقتراع"، وذلك بتسجيل مشاركة 254 مقترعاً في العالم العربي في عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، وذلك إلى حدود الساعة التاسعة من صباح اليوم الجمعة، في حين بلغ عدد المقترعين في ألمانيا 182 مقترعاً، وفي إيطاليا 64 مقترعاً و242 في فرنسا".
وأوضح بفون أن 46 دولة مقسّمة على ست هيئات فرعية هي "فرنسا 1" وتضم 52 مركز اقتراع و79 مكتباً، و"فرنسا 2" (مركزها مرسيليا) وفيها 64 مركزاً و91 مكتباً.
أما في الدول العربية وفي مقر الهيئة الفرعية بأبو ظبي، هناك 47 مركزاً و53 مكتباً، وفي ألمانيا 6 مراكز و14 مكتباً، وفي إيطاليا 78 مركزاً و85 مكتباً، وفي الأميركتين وبقية أوروبا 56 مركزاً يضمون 62 مكتب اقتراع.
في المجموع، أشار بفون إلى وجود 303 مراكز في 46 دولة حول العالم ينتشر فيها تونسيون، وتضم هذه المراكز 380 مكتب اقتراع. وبلغ عدد المسجلين فيها 386 ألفاً و53 مسجلاً ومسجلة بالخارج، منهم 35 ألفاً و879 مسجلاً في الدول العربية. أما ألمانيا فتضم 28 ألفاً و623 مسجلاً، وإيطاليا 57 ألفاً و667 مسجلاً. أما "فرنسا1" فتضم 88 ألفاً و836 مسجلاً، و"فرنسا 2" تحتوي على أكثر من 117 ألفاً و133 مسجلاً، إضافة إلى 57 ألفاً و885 ناخباً مسجلاً في الأميركيتين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"اختلالات قانونية"
وعلّق الصحافي سيف الدين العامري على مستجدات اليوم الأول من الانتخابات، فرأى أن "هنالك تغييرات طارئة على مسار المرشحين". وأضاف "بدايةً ترفض محكمة التعقيب طلب الإفراج عن نبيل القروي لعدم الاختصاص، وهذا له معنى واحد وهو بقاء المرشح الأبرز إلى حد الآن، في السجن ولذلك عواقب إجرائية دستورية وقانونية". واعتبر أن "الإشكال هو سكوت الجميع عن هذه الاختلالات التي سكت عنها القانون لضعفٍ في خيال وتوقع المشرع لمثل هذه الحالات الاستثنائية".
وبخصوص انسحاب محسن مرزوق، اعتبر العامري أن "هذا يدل على أن الرجل عرف حجمه مع نهاية الحملة الانتخابية ويهدي أصواته التي ربما لا وزن لها لأحد المرشحين. ويشكل ذلك بوادر تحالف سياسي تشريعي يجمع العائلة الوسطية".
أما بشأن انطلاق الاقتراع في الانتخابات بالنسبة للتونسيين في الخارج، فقال سيف الدين العامري إنها تشكل "دليلاً قبل كل شيء، على التزام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأجهزة الدولة وعموم المنتخبين بالموعد الانتخابي".
تقليص عدد مراكز التصويت
من جهة أخرى، علّق المدون التونسي المقيم في ألمانيا صهيب الزمال بالقول، إن "هذه الانتخابات المبكرة تميّزت بالعجلة والسرعة في التحضير، ما ترك أثره في الحملات الانتخابية للمرشحين الذين لم يكن أحد منهم قادراً على القيام بجولة دعائية في دول المهجر. ونقل ذلك الساحة الرئيسة للحملات الانتخابية، إلى مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة موقع فيسبوك الذي استقطب التونسيين الراغبين في الاطلاع على البرامج الانتخابية للمرشحين (في حالة توفرها)، كما سمح بتكوين فكرة عن المزاج العام للناخبين". وأوضح الزمال أن "ما يجعل من العملية الانتخابية هذه المرة أكثر تشويقاً وضبابية هو المشهد الحزبي، الذي شهد تفككاً واضحاً في الأشهر الأخيرة، بخاصة تلك التي سبقت وفاة الرئيس السبسي، إذ انشق عن حزبه "نداء تونس" أحزاب عدة ترأسها قياديون من الصف الأول لذلك الحزب. لذلك كان تركيز الناخبين التونسيين في الخارج مركزاً على شخصيات المرشحين بالدرجة الأولى". وأضاف المدوّن التونسي أن "المناظرات التلفزيونية وفرت أيضاً فرصةً ذهبية للناخب التونسي المقيم في الخارج للاطلاع عن كثب على إجابات المرشحين وطبيعة شخصياتهم في ظروف البث المباشر، إذ لوحظ أن أعداداً كبيرة من تونسيي الخارج تابعت بشغف هذه السابقة الإعلامية في العالم العربي، والتي وفرت مادة ثرية للنقاشات السياسية وحتى التندر لأيام عدة بعد البث. لكن يبقى التردد سيّد الموقف وتلعب التوجهات الجهوية والاجتماعية دوراً لا يُستهان به في عملية اختيار المرشحين في ظل تشابه برامج كثير منهم".
كما قال صهيب زمال إن "الأمر الآخر الذي شغل التونسيين في ألمانيا هو تقلّص عدد مراكز التصويت مقارنةً بالمرات السابقة، إذ أصبح التصويت ممكناً فقط في السفارة والقنصليات، إضافة إلى مركزين، واحد في مدينة فرانكفورت والآخر في مدينة براونشفايغ، ما سينعكس سلباً على نسب المشاركة في هذه الدورة". وأضاف أن "فيسبوك يبقى مصدر المعلومة الأول في ما يخص المرشحين وعناوين أماكن الاقتراع وصور المواطنين الذين شاركوا في التصويت اليوم، وهم يشجعون أصدقاءهم على التصويت لمرشحهم المفضل، ما قد يكون له أثر على المتردّدين الذين لم يتخذوا قراراً بعد".