مخاوف من إضرار سياسات حكومية جديدة بإنتاج الغذاء في بريطانيا

حذر رئيس سلسلة متاجر "سينسبري" من أن السياسات الحكومية الجديدة المصممة لجعل الزراعة أكثر استدامة يمكن أن تضر بإنتاج الغذاء في بريطانيا، وتؤدي إلى استيراد مزيد من الأغذية. وقال الرئيس التنفيذي لثاني أكبر سلسلة متاجر سوبر ماركت في بريطانيا سايمون روبرتس، إن النظام الغذائي في البلاد "على مفترق طرق" لأن التحديات البيئية مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي تخلق عاصفة كاملة "مع سياسة حكومية حسنة النية ولكنها غير متسقة".

وقال روبرتس لـ"التايمز"، إن "المخاوف في شأن اتجاه السياسة جنباً إلى جنب مع نظام المدفوعات الزراعية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد ثبطت المنتجين عن الاستثمار"، مضيفاً أن هناك "قلقاً حقيقياً في المجتمعات الزراعية في شأن العواقب غير المقصودة على مستقبل إنتاج الغذاء في البلاد".

سياسات جديدة 

وجاء تحذير روبرتس في وقت ادعى اتحاد الأغذية والمشروبات، الهيئة التجارية الصناعية، أن سياسة حكومية جديدة أخرى، إدخال علامات "ليس للاتحاد الأوروبي"، ستعيق أيضاً إنتاج وصادرات الأغذية والمشروبات المصنوعة في بريطانيا.

وصدر المنتجون في بريطانيا ما قيمته 24.3 مليار جنيه استرليني (31.2 مليار دولار) من المواد الغذائية والمشروبات العام الماضي، أي أقل بنسبة اثنين في المئة عما كان عليه في عام 2022، إذ لم تكن الزيادة الطفيفة في المبيعات للمستهلكين في الاتحاد الأوروبي كافية لتعويض انخفاض الصادرات من خارج الاتحاد الأوروبي.

ويتوقع اتحاد الأغذية والمشروبات، أن تنخفض الصادرات مرة أخرى هذا العام، إذ يضطر المنتجون إلى إدراج علامات "ليس للاتحاد الأوروبي" على جميع منتجات اللحوم والألبان المتجهة إلى إيرلندا الشمالية. وتشعر الصناعة بالقلق من أن الكلفة الإضافية لوضع العلامات الجديدة، التي تقدر بما يصل إلى 250 مليون جنيه استرليني (321.2 مليون دولار) سنوياً، ستجعل المنتجين البريطانيين غير قادرين على المنافسة.

وقال بالويندر دهوت، من منظمة "إنترناشيونال إنترست"، "من المحير أن ترغب الحكومة في تنفيذ شيء ضار للغاية، من شأنه أن يقلل الاستثمار، ويرفع الأسعار للمتسوقين، بينما يوجه ضربة حقيقية لصادراتنا في الوقت الذي تحتاج فيه أعمالنا إلى مزيد من الدعم".

شعور بالقلق

ويشعر المزارعون بالقلق إزاء تأثير اللوائح والتشريعات الجديدة على أعمالهم وحياتهم الشخصية، وتساءل كثيرون عما إذا كانت بريطانيا تدفع التنظيم البيئي إلى أبعد من اللازم على المزارعين.

وفي إنجلترا، أعربت الصناعة الزراعية عن مخاوفها في شأن المخطط الجديد لإدارة الأراضي البيئية، الذي يحل محل المدفوعات الأساس للمزارعين ويوفر مدفوعات للزراعة التي تعمل على تحسين البيئة وتخفيف تغير المناخ، مثل زراعة التحوط.

المخطط

وفي حين رحب عديد من المزارعين بزيادة المدفوعات والخيارات الجديدة للدعم، إلا أن عديداً من المزارعين قالوا إن المخطط معقد، وإنهم يكافحون من أجل تحديد ما يعنيه بالنسبة لأعمالهم، ونتيجة لذلك فإنهم أقل ثقة في الاستثمار في المستقبل.

وقال روبرتس إن الصناعة تدرك "الحاجة إلى جعل نظامنا الغذائي أكثر استدامة، لكن النهج الحالي يهدد عن غير قصد بخفض مستوى الإنتاج في البلاد، وهذا سيؤثر على القدرة الإنتاجية وسيؤدي إلى استيراد مزيد من الأغذية وهذا الأمر بالطبع بالطبع أقل استدامة".