Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الأميركي يسعى إلى الهيمنة الجوية بمقاتلات الجيل السادس

أعلن عنها في 2020 وتكلفة الواحدة تبلغ 300 مليون دولار و200 طائرة تدخل الخدمة بحلول 2030

دخول الذكاء الاصطناعي على خط مقاتلات الجيل السادس يزيد مخاطر المناورات الجوية    (التواصل الاجتماعي)

ملخص

يعمل الجيش الأميركي على بناء مقاتلة من الجيل السادس تدمج منجزات وقدرات الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية والفضائية، فيما تطور الصين الجيل ذاته من المقاتلات للتهرب من الرادار والقدرة الواسعة على المناورة

سعياً لضمان تفوقه الجوي المطلق وامتلاك سلاح جو لا يضاهيه أحد في العالم يعمل الجيش الأميركي على مشروع طموح لتحديث القوات الجوية يتمحور حول بناء مقاتلة من الجيل السادس تتفوق على كل ما عداها من مقاتلات الجيل الخامس العاملة حالياً في العالم، وعلى رأسها المقاتلتان الأميركيتان F22، وF35.

ظهر هذا المشروع للعلن في 2020 عندما أعلن رئيس عمليات الاستحواذ بالقوات الجوية الأميركية ويل روبر، عن الاختبار التجريبي لنموذج أولي لمقاتلة من الجيل السادس من دون إفصاحه حينها عن مزيد من التفاصيل. لتعود وتكشف بعض المواقع العسكرية الأميركية بعدها عن أنه من المتوقع أن يبصر هذا المشروع النور في 2030، إذ يسعى الجيش الأميركي إلى بناء 200 مقاتلة من الجيل السادس لتحل محل مقاتلات F-22 Raptor إلى جانب طائرات متعددة مأهولة، ومركبات جوية من دون طيار، وأنظمة قيادة وتحكم واتصالات متقدمة.

ويتكشف مزيد من المعلومات عن مقاتلة الجيل السادس، بعد أن أماطت القوات الجوية الأميركية اللثام في عام 2022 عن قاذفتها الاستراتيجية الشبح من الجيل السادس "بي-21 ريدر"، التي وصفتها حينذاك بأنها "أكثر طائراتها الحربية تطوراً على الإطلاق".

بداية المشروع

ولدت فكرة هذا المشروع المسمى "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية" (NGAD) من دراسة مبادرة الهيمنة الجوية التابعة لوكالة "مشاريع البحوث الدفاعية" في الجيش الأميركي عام 2014، التي شددت على الحاجة إلى تزويد القوات الجوية الأميركية بالطائرات المقاتلة من الجيل السادس مع منصات غير مأهولة إلى جانب الأسلحة المتقدمة وأنظمة الحرب الإلكترونية وأجهزة الاستشعار لضمان التفوق المطلق في المعارك الجوية.

وبعد سنوات من الدراسات المكثفة، أعلن قائد القوات الجوية الأميركية فرانك كيندال في عام 2022 أن خمس شركات، وهي "برات أند ويتني" و"جنرال إلكتريك" و"لوكهيد مارتن" و"بوينغ" و"نورثروب غرومان"، حصلت على عقود مدتها 10 سنوات بقيمة 975 مليون دولار لتطوير مشروع لمقاتلات بمحركات متقدمة تعمل من خلال برنامج الدفع التكيفي من الجيل الجديد.

وتغطي العقود أنشطة تطوير التكنولوجيا والحد من الأخطار خلال مراحل مختلفة، بما في ذلك التصميم والتحليل واختبار النموذج الأولي للمحرك وتكامل أنظمة الأسلحة.

مواصفات مذهلة

لم يتم الإعلان حتى تاريخ كتابة هذه السطور عن التصميم التفصيلي للمقاتلة ومواصفاتها الكاملة بسبب الطبيعة السرية للمشروع. غير أن ما تسرب من معلومات حتى الآن يوحي بأن مقاتلة الجيل السادس ستعتمد على هياكل الطائرات الخفية مثل الجيل الخامس، ولكنها مصممة لنطاق وحمولة أكبر كي تعكس الحقائق الجغرافية للصراع المحتمل بين الولايات المتحدة والصين غرب المحيط الهادئ.

وستوفر مقاتلة الجيل السادس هذه قدرة محسنة على البقاء والتكيف وقابلية التشغيل البيني في المجال الجوي. كما أنها ستحلق من دون طيار، وسيتحكم الطيار الذي يشرف عليها من بعد بطائرات غير مأهولة مرافقة.

 

ويستفيد المشروع بصورة كبيرة من استخدام الهندسة الرقمية، والتي يمكن أن تساعد في تسريع تطوير وإنتاج المقاتلة وخفض الكلف. كما سيدمج قدرات الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية والفضائية، كل ذلك يضاف إلى قدرات شبحية أعلى وأكثر عملية من الجيل الخامس وحتى شبكات أكثر شمولاً من أجهزة الاستشعار الموجودة في مقاتلة F-35، ومحركات الدورة المركبة المرنة القادرة على الطيران الأسرع من الصوت بصورة مستديمة مع توليد ما يكفي من الكهرباء لأجهزة التشويش القوية أو أسلحة الطاقة الموجهة مثل الليزر.

ويحتل الذكاء الاصطناعي مكانة بارزة عندما يتعلق الأمر بالعمل المفاهيمي المبكر والنماذج الأولية ذات الصلة بأعمال المقاتلة الشبح من الجيل السادس في الولايات المتحدة. وتعود هذه المكانة لكون الخوارزميات المتقدمة قادرة على إجراء تحليلات بسرعة على مجموعة واسعة من المعلومات الواردة، واتخاذ قرارات وإجراء حسابات وتحليلات في الوقت الفعلي.

هذا ليس كل شيء، إذ توفر زعانف الذيل في المقاتلة، أو المثبتات الأفقية والرأسية، الاستقرار وخيارات القدرة على المناورة الموسعة. وهذا أمر مهم تقليدياً بالنسبة للطائرات المقاتلة المصممة للتغلب على الخصوم في القتال ضمن النطاق البصري. وفي الوقت نفسه، تريد القوات الجوية الأميركية أن تتميز المقاتلة بمدى ممتد يزيد على ألف ميل بحري، وهي المسافة اللازمة لانطلاق تلك المقاتلات من قواعد خارج متناول غالبية الصواريخ الباليستية الصينية وعبورها بعد ذلك أجواء المحيط الهادئ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما استثمرت القوات الجوية الأميركية في المحركات ذات الدورة المتغيرة بهدف زيادة توليد الطاقة الكهربائية وتحسين التبريد. تسعى استراتيجية "الاستحواذ" التابعة للمشروع بدمج معايير الهندسة المفتوحة وهذا ما يسمح بتحديث المقاتلة بأحدث الأسلحة والإلكترونيات مع مرور الوقت، وإدخال برامج عليها قادرة على تحسين أدائها حتى لا تتقادم بسرعة، إضافة إلى تقليل الكلف المتعلقة بالصيانة والاستدامة.

الكلفة المتوقعة

تقدر وزارة الدفاع الأميركية كلفة المقاتلة الواحدة من الجيل السادس بما يصل إلى 300 مليون دولار. ونظراً إلى الكلفة الباهظة التي ينطوي عليها إنتاج الجيل الجديد هذا، تخطط القوات الجوية الأميركية لنشر عدد أكبر من الطائرات المقاتلة التعاونية التي ستحلق مع المقاتلة وتتلقى الأوامر منها وتنفذها بسلاسة. وبذلك من المتوقع أن تحمل هذه الطائرات أجهزة استشعار متقدمة، وذخيرة إضافية لتعزيز قدرات مقاتلة الجيل السادس.

ويتطلب المشروع 16 مليار دولار على مدى السنوات الأربعة المقبلة للبحث والتطوير والاختبار والتقييم. وقد طلبت القوات الجوية الأميركية 2.3 مليار دولار للمشروع في مقترح الموازنة للسنة المالية 2024. وفي طلب موازنة العام الماضي، أدرجت القوات الجوية الأميركية ما يقارب 1.7 مليار دولار للمشروع، لتغطية أنشطة تطوير التكنولوجيا والحد من الأخطار، ومواصلة البحث والتطوير في أجهزة الاستشعار المتقدمة، والاتصالات المرنة، وتكنولوجيا المركبات الجوية.

جهود صينية مماثلة

وعلى الضفة المقابلة تعمل الصين على مشروع مماثل لبناء مقاتلة من الجيل السادس تستبدل مقاتلة J-20 Mighty Dragon بحلول عام 2035.

وظهر النموذج الأولي لهذه المقاتلة في معرض "تشوهاي" عام 2022. وبحسب المعلومات المسربة، ستتميز المقاتلة بقدرات أكبر على التهرب من الرادار والتحليق بسرعة عالية مع قدرة واسعة على المناورة. وأشارت بعض المواقع الصينية بأن المقاتلة يمكن تكون مأهولة أو غير مأهولة ولديها القدرة على التحكم في طائرة من دون طيار من نوع Loyal Wingman لتحسين الوعي الظرفي وزيادة القوة النارية.

وتتحدث الرؤية الصينية عن نظام متكامل، بحيث يجب أن تكون المقاتلة قادرة على تشكيل شبكة ورسم صور ظرفية متكاملة في الوقت الفعلي وإنشاء طرق هجوم متعددة ونقل معلومات الهدف عبر مناطق المهام في الوقت الفعلي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير