Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناورات سعودية تحضر القوات لتهديدات الملاحة وحروب الميليشيات

محللان عسكري وآخر سياسي يقرآن رسائل تمرين "سيف السلام" التي انطلقت بمشاركة قطاعات عسكرية واستخبارية ومدنية وسط أجواء حرب حقيقية لرفع الجاهزية القتالية

تقوم القوات السعودية المشترك بتمرين "سيف السلام 12" وسط أجواء حرب حقيقية (واس)

في ظل التهديدات الأمنية القائمة والتحديات المتزايدة في المنطقة الاستراتيجية في مياه البحر الأحمر تقوم القوات السعودية المشترك بتمرين "سيف السلام 12"، وسط أجواء حرب حقيقية.

ويشمل التمرين إيلاء مرحلة مركز القيادة أهمية كبيرة، إذ يتلقى القادة وهيئات الأركان تدريباً مكثفاً على أعمال التخطيط والتنفيذ والقيادة في العمليات المشتركة وتعزيز الكفاءة القيادية والتنسيق بين الوحدات المشاركة، فضلاً عن تعزيز قدرات القوات والجهات المشاركة في تنفيذ العمليات العسكرية سواء كانت نظامية أم غير نظامية.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس" تتضمن مرحلة تمرين مركز القيادة أيضاً تدريباً مكثفاً على تنفيذ إجراءات التنسيق بين الوحدات، إذ يتم تبادل المعلومات وتوحيد الجهود لتحقيق أهداف مشتركة وتحقيق أقصى استفادة من التعاون واختبار أنظمة القيادة والسيطرة والاتصال على جميع المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية للقوات المشاركة.

التعامل مع تهديدات أسلحة الدمار الشامل

وأكد قائد قوة الواجب المشتركة في التمرين اللواء الركن خالد بن عبدالله الجهني أن الوحدات الميدانية الموجودة في المنطقة الشمالية تقوم بتنفيذ تدريبات داخل وحداتها بهدف رفع مستوى الجاهزية القتالية قبل بدء آخر مرحلة من التدريب، وهي مرحلة التمرين الميداني.

وأشار إلى أن وحدات الدفاع ضد أسلحة التدمير الشامل في القطاعات المشاركة تقوم بتنفيذ تدريبات على التعامل مع تهديدات أسلحة التدمير الشامل سواء كانت نووية أم إشعاعية أم كيماوية أم بيولوجية، إضافة إلى تنفيذ عديد من الفرضيات المتعلقة بعمليات التطهير والإخلاء للمصابين وفقاً لسلسلة الإخلاء الطبي وتدريب المشاركين على الاستطلاع الكيماوي وإجراءات جمع العينات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته يقول المختص في الدراسات الأمنية والاستراتيجية اللواء عبدالله غانم القحطاني "إن هذه المناورة الكبيرة يقام على مراحل متعددة وفقاً لتخطيط استراتيجي سابق بهدف تحقيق أهداف استراتيجية، ومن بين أهم هذه الأهداف هو تطوير وتفعيل عمليات التخطيط المشترك، ويعد هذا الجانب ذا أهمية بالغة، إذ يتطلب مهارات وخبرات وتفاعل فعال بين مختلف القوات والمنظومات المشاركة التي تتولى مهمات متنوعة".

التحدي الصعب في التمرين

وأوضح "أن الهدف النهائي لهذه المناورة المشتركة هو رفع جاهزية جميع القوات المشاركة في الجوانب القتالية والقيادية والإدارية واللوجستية، للقيام في أي وقت بتنفيذ عمليات حقيقية لمواجهة التهديدات والأخطار التي قد تنشأ فجأة في أي وقت ومكان".

وأشار القحطاني في حديث خاص لـ"اندبندنت عربية" إلى أن القيمة المميزة للمناورة تكمن في "جمع قوات متنوعة من جهات عدة عسكرية وأمنية ومؤسسات وطنية مدنية ومعلوماتية أخرى، التي سيكون لها بالضرورة دور حقيقي في أية عمليات حقيقية مستقبلية".

وأردف أن دمج القوات العسكرية والأمنية في بيئة عمل مشتركة "يعد تحدياً صعباً يتطلب تخطيطاً متعدد الجوانب وقابلاً للتحديث في أية مرحلة كما يحتاج إلى موظفين مدربين يمتلكون القدرة على إدارة العمل بكفاءة وتفهم خصائص كل قوة وجهة وما تحتاج إليه خلال عمليات المناورة وفي العمليات القتالية الحقيقية".

 

وأضاف "تعتمد هذه المناورة الكبيرة على فرضيات متعددة في المجالات العسكرية والأمنية والمعلوماتية بما في ذلك التهديدات الحقيقية والمحتملة، وتمثل جميعها الواقع والأخطار الموجودة والمتوقعة، وبالتالي يحضر لمواجهتها من خلال عمل مشترك منسق وناجح في جميع مناطق السعودية بما في ذلك السواحل البحرية والمياه الإقليمية".

توحيد غرف العمليات والاستخبارات

ويشارك في التمرين سائر الجهات العسكرية في البلاد ممثلة بأفرع القوات المسلحة ووزارتي الداخلية والحرس الوطني ورئاسة أمن الدولة، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية المدنية والعسكرية في المنطقة الشمالية ومنطقة عمليات الأسطولين الغربي والشرقي كجزء من استراتيجية تعزيز الاستعداد والتحضير لمواجهة التهديدات المحتملة التي تشكل تحدياً خطراً لأمن المنطقة.

 

ويؤكد المحلل العسكري القحطاني أن أحد أهداف تمرين "سيف السلام 12"، هو "محاكاة العمل العسكري والأمني في حالات الأزمات والأخطار، بما يعد فرصة لتوحيد غرف العمليات والاستخبارات وتطبيق إجراءات السلامة بدقة، وتشارك فيه جميع صنوف القوات العسكرية ومنظومات الدفاع الأخرى بحيث يعكس التحديث والتطوير الذي تشهده السعودية في مجال الدفاع، وإبراز دور المرأة في المجالات العسكرية والطبية والتقنية وتنفيذ التمرين في بيئات جغرافية وظروف مناخية متنوعة، مما يسهم في بناء القوات المشتركة ذات الجاهزية العالية مثالاً لإدارة المعارك بالقوات المختلفة كافة، ويمثل عمليات حقيقية في القتال والدفاع".

الجانب السياسي

وحول الرسائل السياسية من التمرين، في وقت تتعرض منطقة البحر الأحمر لتحديات خطرة تهدد الملاحة واستقرار التجارة الدولية وهجمات الميليشيات بالزوارق والمسيرات، يقول المحلل السياسي والمستشار في تحكيم المنازعات الدولية سعد الحامد، إنه "استجابة لهذه التهديدات قامت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا بنشر قوات كبيرة في منطقة البحر الأحمر لمواجهة الاعتداءات الحوثية"، وهي تحركات قال إنها تزيد من التأهب الإقليمي.

وأشار إلى أن بعض الدول الأخرى تعاني تأثيرات اقتصادية جراء هذه التهديدات مثل مصر والصين ودول غربية أخرى، "مما دفعها إلى الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين بداية من بريطانيا والهند وغيرها".

وأوضح الحامد بأن عديداً من التدريبات العسكرية والمناورات تجري للتأهب والتصدي لأي هجمات قد تؤثر في المصالح الاقتصادية وتعكر صفو الأوضاع في المنطقة، "ويعتبر التدريب البحري السعودي جزءاً من هذه الاستعدادات والتدريبات العسكرية التي تستهدف التعامل مع أي أحداث طارئة قد تحدث نتيجة التوتر في منطقة البحر الأحمر، واتخذت الدول المجاورة للبحر الأحمر إجراءات مماثلة لحماية مصالحها في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات