زيلينسكي في السعودية لبحث مقترح كييف للسلام وتبادل الأسرى

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض اليوم الثلاثاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث بحثا وساطة الرياض في ملف تبادل الأسرى وآخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية- الروسية.

وأكد الأمير محمد بن سلمان حرص السعودية ودعمها لجميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة والوصول إلى السلام ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس"، "لقد وصلت إلى السعودية للقاء الأمير محمد بن سلمان والمفاوضات ستتناول صيغة السلام التي اقترحتها كييف لوقف الحرب وعودة الأسرى المعتقلين لدى موسكو والتي سبق أن أسهمت الرياض في تيسيرها".

وسيّرت السعودية جسراً جوياً لإغاثة أوكرانيا، شهدت وتيرته تسارعاً خلال الأسابيع الماضية، فيما أعربت الرياض في وقت باكر عن استعدادها للوساطة بين طرفي الصراع منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل عامين.

وفي هذا السياق جاءت مبادرة الرياض باستضافة زيلينسكي خلال قمة جدة في مايو (أيار) 2023، إذ سلطت حينها الأضواء الإقليمية والدولية على القمة الـ32 لزعماء دول الجامعة العربية بسبب مشاركة لم تكُن معلنة للرئيس الأوكراني حينها، في زيارة كانت الأولى التي أجراها زيلينسكي إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب مع روسيا.

وأعلن زيلينسكي وقتها أن هدفه من المشاركة في قمة الجامعة العربية هو تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي، مشيراً إلى أنه "سيقدم صيغته للسلام المكونة من 10 نقاط وسيسعى إلى إشراك أكبر عدد ممكن من البلدان، فضلاً عن بحث حماية الجالية المسلمة في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا".

زيارة "الدوما" الروسي

إلى ذلك شهدت الرياض خلال الأيام الماضية زيارة هي الأولى التي يجريها رئيس مجلس "الدوما" الروسي بصحبة وفد مرافق إلى السعودية، وسط تفاعل واسع من الإعلام الروسي الذي تابع محادثات الوفد مع ولي العهد السعودي بعد لقاء الروس مع نظرائهم في مجلس الشورى السعودي.

واستقبل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين والوفد المرافق له، فاستعرضوا علاقات الصداقة بين البلدين وآفاق التعاون البرلماني وبحثوا المسائل ذات الاهتمام المشترك.

وكان رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله آل الشيخ عقد قبل ذلك بمقر المجلس في الرياض جلسة محادثات مشتركة مع نظيره الروسي أكدا فيها أهمية العلاقات الثنائية التي تربط الرياض وموسكو والتي تؤكدها الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين على مختلف المستويات وتعزيز العلاقات البرلمانية وفتح آفاق جديدة للتعاون البرلماني بما يخدم الجانبين، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

التعاون الإنساني

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" تصريحات رئيس مجلس الدوما الروسي على هامش زيارته إلى الرياض، إذ قال إن "حجم التجارة بين السعودية وروسيا في نمو"، مشيراً إلى العمل بصورة أكبر مع الرياض في ما يتعلق بالتعاون الإنساني وأن "من المهم جداً بالنسبة إلينا أن يصبح عملنا منهجياً، ونحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا لتوفير الدعم التشريعي للقرارات المتخذة على مستوى رؤساء الدول".

ولي العهد السعودي خلال لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي (واس)

وأشارت الوكالة إلى دعوة الوفد الروسي نظيره السعودي إلى زيارة روسيا خلال 2024 ونقلت قول رئيس مجلس الدوما "لقد ناقشنا مسألة توقيع اتفاق بين مجلس الدوما الروسي ومجلس الشورى السعودي، وسيكون من الصواب القيام بذلك أثناء زيارتكم لنا في روسيا".

وتناقل الإعلام الروسي وصف رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله آل الشيخ الزيارة بأنها "تاريخية" وقوله "نحن نولي اهتماماً بالغاً بالتعاون مع روسيا ونلاحظ الديناميكية الإيجابية في تطور العلاقات بين البلدين، لا سيما مع الاتفاقات التي يتم التوصل إليها بين العاهل السعودي والرئيس الروسي".

اللغة العربية

وفي مبادرة سبقت زيارة الوفد الروسي للرياض بأيام وتهدف إلى توسيع نطاق عمل مجلس "الدوما" وجعله أكثر انفتاحاً على الدول العربية التي يزور أهم عواصمها، أعلن في موسكو إطلاق الموقع الرسمي لمجلس الدوما على شبكة الإنترنت باللغة العربية لتصبح اللغة الرابعة بعد الروسية والإسبانية والصينية.

وقال فولودين "يتم ذلك حتى يكون عمله متاحاً ليس فقط لمواطني بلدنا ممن يعرفون اللغة الروسية، لكن أيضاً لسكان مختلف القارات، فنحن نبني علاقات فاعلة للغاية مع أميركا اللاتينية، لهذا صدرت النسخة الإسبانية. كما نبني علاقات مع الصين، وهي شريك استراتيجي، حيث يعيش أكثر من مليار شخص يتحدثون اللغة الصينية، لهذا أطلقنا موقعاً باللغة الصينية. أما اللغة العربية، فهي أيضاً إحدى أولوياتنا بالنسبة إلى دول الشرق وشمال أفريقيا".