Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خمسة أشهر من الموت اليومي في غزة

يواصل سكان القطاع إحصاء القتلى الذين يقترب عددهم من 30 ألفاً

رائحة الموت تفوح من كل مكان في قطاع غزة (أ ف ب)

لم تعد المقابر في قطاع غزة تتسع للقتلى منذ وقت طويل لكن الموت لم يتعب، ومع اقتراب عددهم من الـ 30ألفاً، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، يواصل سكان غزة إحصاء قتلاهم.

إيمان مسلم لا تكاد تصدق أن هذا العدد من الضحايا سقط خلال أقل من خمسة أشهر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتشير المعلمة الفلسطينية إلى أن عدد القتلى على الأرجح أكبر بكثير مع وجود جثث تحت الأنقاض لم يتسن انتشالها بسبب استمرار القتال وعدم توافر المعدات.

وتقول مسلم (30 سنة) التي نزحت إلى ملجأ تابع للأمم المتحدة في رفح جنوباً إن  "العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير".

وتضيف، "لا نعرف كم سيرتفع عدد الشهداء عندما تنتهي الحرب".

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الثلاثاء ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29878 شخصاً والجرحى إلى 70215 منذ بدء الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل.

"لا مكان آمناً"

وفي خان يونس ورفح جنوباً، وفي دير البلح وبيت لاهيا في الوسط، ومدينة غزة وجباليا شمالاً وغيرها من المناطق، يسقط القتلى بالعشرات يومياً وسط غارات جوية إسرائيلية أو قصف مدفعي أو رصاص قناصين.

يردد سكان غزة الذين نزح منهم أكثر من 1.8 مليون أن "لا مكان آمناً" في قطاع غزة، ويقول كثيرون إنهم "ينتظرون دورهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدفن العائلات أفراداً منها يقتلون وسط ظروف قاسية لا تسمح لهم حتى بالحزن، فالصلاة سريعة والمقابر مستحدثة بسبب امتلائها أو الظروف الأمنية، فيحفرون الأرض في باحات المستشفيات والمدارس والملاعب الرياضية، وحتى الأكفان تنقص أحياناً.

وبسبب نقص الوقود ينقل الناس الجثامين من المستشفيات إلى المقابر بواسطة شاحنات نقل صغيرة أو عربات تجرها الحمير، وقد دفع عدد القتلى الكبير العاملين في المستشفيات غير المجهزة إلى إيجاد بدائل لثلاجات الموتى الممتلئة، فاستخدموا شاحنات المثلجات.

استخراج جثث

ولم ينعم الموتى بالسلام، فقد أقرت إسرائيل باستخراج بعض الجثث من المقابر كجزء من جهودها لمحاولة التعرف على جثث محتملة لرهائن قتلوا في الحرب، وقال الجيش إن "الجثث التي لا تعود للرهائن تعاد لمكانها باحترام".

وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية الأسبوع الماضي في رفح رجلاً يحمل جثة ملفوفة بكفن، وهو مشهد يتكرر عشرات المرات في اليوم قادماً من مناطق مختلفة في قطاع غزة، وعلى الكفن كتب بخط أسود باليد اسم قتيلة مع عبارة "الطفلة الشهيدة".

وروى عبدالرحمن محمد جمعة وقد بدت بقعة دماء كبيرة على الكفن الذي يحمله وهو واقف قرب عدد من الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء أو بأكياس سوداء للموتى بعد إحدى الغارات، "وجدت زوجتي مرمية في الطريق وكانت أشلاء، ثم رأيت رجلاً في الطريق يحمل طفلة فركضت إليه وقلت له هذه ابنتي"، مضيفاً "نعيش في عالم ظالم وليس لنا إلا الله".

واستحالت أجزاء كبيرة من قطاع غزة الممتد بطول 40 كيلومتراً مع مساحة إجمالية تناهز الـ360 كيلومتراً مربعاً إلى ركام، وتقول إسرائيل إنها تستهدف مواقع لحركة "حماس" وقياديين فيها، وكذلك الأنفاق التي حفرتها الحركة الإسلامية الفلسطينية والتي تتهمها أيضاً باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.

وبدأت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" على الدولة العبرية تسبب بمقتل 1160 شخصاً معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

 

 

وتواجه إسرائيل ضغوطاً من أهالي 130 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة من أصل 250 أخذهم مقاتلو "حماس" معهم إبان الهجوم، وقد يكون قتل 31 منهم.

وتتولى وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس" إحصاء القتلى والجرحى، وتؤكد بيانات الوزارة باستمرار أن 70 في المئة من القتلى هم من النساء والأطفال.

"منطقة موت"

ولا تذكر تلك البيانات عدد المسلحين الذي قضوا في القتال لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن بيانات الوزارة تضم في الأقل 10 آلاف من مقاتلي "حماس".

وتضم بيانات وزارة الصحة أيضاً إحصاءات حول الطواقم الطبية وأفراد الدفاع المدني والصحافيين الذي يغطون الحرب، وقالت لجنة "حماية الصحافيين" ومقرها نيويورك إنه حتى الـ 24 من فبراير (شباط) الجاري قتل 88 إعلامياً منذ بدء الحرب.

 

 

وتشكك إسرائيل في دقة الأرقام التي تعلنها "حماس" بينما تنفي استهدافها المتعمد للمدنيين أو العاملين في القطاعين الطبي والصحافي.

ووصف رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قطاع غزة بأنه "منطقة موت"، فيما تصف مسلم ما يحدث في قطاع غزة بأنه "أكبر مجزرة في التاريخ الحديث"، وتقول إن "المقاومين من ’حماس‘ قاموا بالهجوم واختبأوا تحت الأرض، واليهود لم يصلوا إلى المقاومة ولذلك انتقموا من الشعب"،  متسائلة "ما ذنبنا نحن المدنيين ليقتل أبناؤنا وأطفالنا؟"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات