Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يحسم ترمب السباق الجمهوري خلال شهر؟

الرئيس السابق يحكم قبضته على الحزب لكن شكوكاً تحيط بفوزه على بايدن

نجح ترمب في الفوز على هايلي بفارق كبير في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولايات ذات تنوع جغرافي وديموغرافي وأيديولوجي (أ ب)

ملخص

قال نحو 42 في المئة من ناخبي هايلي إنهم صوتوا لصالح بايدن في عام 2020

للمرة الرابعة على التوالي نجح الرئيس السابق دونالد ترمب في الفوز على منافسته نيكي هايلي بفارق كبير في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولايات ذات تنوع جغرافي وديموغرافي وأيديولوجي، سواء كان ذلك في الغرب الأوسط أو الشمال الشرقي أو الغرب أو حتى في الجنوب، حيث تغلب عليها في ولاية ساوث كارولينا التي حكمتها سابقاً فترتين متتاليتين، مما جعلها في وضع أضعف، بينما رسخ ترمب مكانته كشخصية مهيمنة بالكامل على الحزب، ولم يعد أمامه سوى أقل من شهر واحد لينتزع عدد المندوبين اللازم لفوزه بترشيح الحزب. فهل سيكون طريقه سهلاً؟ وهل يضمن ذلك فوزه على الرئيس جو بايدن في الانتخابات العامة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل؟

 

سيطرة مطلقة

مرة أخرى، يظهر فوز ترمب بفارق 20 نقطة على هايلي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولينا سيطرته الكاسحة على ناخبي حزبه، وعدم قدرة أي زعيم من زعماء الحزب الجمهوري على حشد الدعم ضده، بينما يواصل التحرك بسهولة ويسير نحو تأمين ترشيح الحزب له لخوض انتخابات الرئاسة ضد الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن في انتخابات نوفمبر.

وتبدو علامات الهيمنة ساطعة في كل ولاية من الولايات التي شهدت معركة انتخابية، إذ هزم ترمب منافسته هايلي، السبت، في ولايتها الأصلية التي ولدت بها وشغلت منصب حاكمتها لمدة ست سنوات، كما كانت عضوة في المجلس التشريعي للولاية ثلاث دورات، وقبل ذلك بأسابيع، انتصر على هايلي في نيو هامبشير على رغم دعم حاكمها كريس سونونو الذي يحظى بشعبية لها، كما حقق في ولاية آيوا فوزاً مستحقاً على رون ديسانتيس على رغم تأييد حاكمة الولاية كيم رينولدز لديسانتيس، مما يشير بوضوح إلى أن حكام الولايات لا يملكون سوى قليل من القوة لإقناع ناخبي الحزب الجمهوري بمقاومة الجاذبية التي يمارسها ترمب على حزبه.

وفي حين ساعد بعض المانحين الجمهوريين هايلي في تمويل حملتها حتى الآن، إلا أن القادة المنتخبين في الحزب الجمهوري يبتعدون عنها ويحتشدون حول ترمب بقوة، وبخلاف سونونو، فإن الوحيد الذي ما زال يؤيد هايلي الآن هو حاكم ولاية فيرمونت فيل سكوت بينما يؤيد جميع الحكام الجمهوريين الآخرين ترمب، كما تدعمه علناً الغالبية الساحقة من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي، وهو ما يعود بصورة كبيرة إلى تمكن ترمب من تفريغ الحزب من المعارضين لهيمنته أو هربهم مثل السيناتور ميت رومني الذي سيغادر مجلس الشيوخ قريباً أو النائبة السابقة ليز تشيني.

هيمنة سياسية

ولا تقتصر جهود ترمب على السيطرة على مؤسسة الحزب الجمهوري من خلال تنحي رئيسة اللجنة الوطنية للحزب رونا مكدانييل لصالح البديل المفضل لترمب مايكل واتلي، وإصرار الرئيس السابق على اختيار لارا ترمب، زوجة ابنه لتكون رئيساً مشاركاً للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، بل تمتد إلى الهيمنة الكاملة على السياسة الحزبية في الكونغرس، حيث عارض ترمب أي تسوية في قضية أمن الحدود، ودفع الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى التخلي عن مشروع القانون الذي شارك فيها الحزبان، وتفاوضوا عليه أشهراً عدة.

وصوت أعضاء مجلس الشيوخ الأصغر سناً المتحالفون مع ترمب، هذا الشهر، ضد إرسال المساعدات إلى أوكرانيا في وقت امتنع فيه ترمب عن انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأثار الشكوك حول التزام الولايات المتحدة مساعدة حلفاء "الناتو"، وهو ما انعكس على عدد متزايد من الناخبين الجمهوريين، إذ أظهر استطلاع لوكالة "أسوشيتدبرس" أن غالبية الناخبين في ساوث كارولينا يعارضون تقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا.

ويشكل كل من الأمرين تغييراً جوهرياً في سياسة الحزب الذي حارب تقليدياً النفوذ الروسي، وجعل من زيادة أمن الحدود عنصراً أساسياً في أجندته، مما يشير إلى أن بصمة ترمب في الحزب الجمهوري تعادل وربما تتجاوز، البصمة التي تركها الرئيس رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي.

مصدر قوة ترمب

ويعود هذا النفوذ المتصاعد لترمب إلى أنه ساعد في إعادة تشكيل الحزب من خلال اجتذاب الطبقة العاملة من غير خريجي الجامعات، الذين ظلوا موالين له ويشكلون مصدر القوة الرئيس حتى الآن، فقد أظهر استطلاع أجرته شبكة "أن بي سي نيوز" أن 69 في المئة من الجمهوريين الذين يقولون إنهم سيصوتون في الانتخابات التمهيدية أو الرئاسية هذا العام ليست لديهم شهادة جامعية، مقارنة بنحو 51 في المئة عام 2015، مما يعني ارتفاع شريحة المؤيدين منهم، وفي انتخابات ساوث كارولينا، فاز ترمب بنسبة 71 في المئة من تلك المجموعة، وأكثر من 60 في المئة في كل من الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشير والمؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا، وفقاً لـ"أسوشيتدبرس".

وعلى النقيض من ذلك، تحقق هايلي أفضل أداء بين الناخبين من خريجي الجامعات الذين يشكلون حصة متقلصة من الحزب الجمهوري، إذ انخفضت إلى 31 في المئة من الناخبين الجمهوريين في استطلاعات شبكة "أن بي سي"، مقارنة بنحو 49 في المئة عام 2015، وفي ساوث كارولينا، فازت هايلي بنسبة 48 في المئة من تأييد الناخبين من خريجي الجامعات، مما أدى إلى انقسام هذه المجموعة بصورة أساسية مع ترمب، لكن نصف الأصوات التي ذهبت إلى هايلي جاءت من الناخبين الحاصلين على شهادات جامعية، مقارنة بما يزيد قليلاً على ربع أصوات التأييد لترمب، مما يدل على اعتماد هايلي على هذه الفئة.

كما وجدت استطلاعات الرأي أن عدداً أكبر من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية يعتبرون أنفسهم محافظين مقارنة بعام 2015، وأن عدداً أقل منهم يعتبرون أنفسهم معتدلين أيديولوجياً، ولهذا هيمن ترمب على منافسات الترشيح المبكرة بين المحافظين، بينما فازت هايلي في نيو هامبشير بغالبية المعتدلين، وفي ولاية ساوث كارولينا أيد 73 في المئة من المحافظين ترمب، في حين دعمت غالبية المعتدلين هايلي.

علامات الخطر

ومن هذه الزاوية تبرز علامات الخطر للرئيس السابق، إذ تظهر الانتخابات التمهيدية الانقسامات بين الناخبين من الطبقة المهنية والطبقة العاملة، وإلى حد ما الانقسام بين المناطق الحضرية والريفية، الذي يعني أن نجاحه في جذب الناخبين من الطبقة العاملة ربما يؤدي إلى تنفير عدد كبير من الناخبين ذوي الدخل المرتفع والمتعلمين بالجامعات وسكان الضواحي الذين سيحتاج إليهم للفوز على بايدن في نوفمبر المقبل.

وعلى سبيل المثال، عبر 16 في المئة من الجمهوريين في ولاية ساوث كارولينا، أنهم سيشعرون بخيبة أمل كبيرة إذا كان ترمب هو المرشح، وأنهم لن يدعموه في نوفمبر، وهي إشارة تحذير محتملة بأنه ربما يواجه صعوبة في حشد جميع الحزب الجمهوري خلفه.

كما ظهرت علامة تحذير أخرى مع خسارة ترمب أمام هايلي في اثنتين من المقاطعات الثلاث الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ولاية ساوث كارولينا وهما تشارلستون وريتشلاند، وكذلك في مقاطعة بوفورت، إذ إن هذه المقاطعات الثلاث هي الوحيدة في الولاية التي يشكل فيها المقيمون الحاصلون على شهادة جامعية 40 في المئة أو أكثر من السكان البالغين، كما خسر ترمب أيضاً بين الناخبين الحاصلين على شهادات عليا من المهنيين، وكذلك بين الناخبين الذين يبلغ دخل الأسرة السنوي 100 ألف دولار أو أكثر بحسب ما وجدت "أسوشيتد برس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الوقت نفسه قال نحو 42 في المئة من ناخبي هايلي إنهم صوتوا لصالح بايدن في عام 2020، مما يشير إلى أن هؤلاء الناخبين ربما لن يصوتوا لصالح ترمب في نوفمبر.

وإضافة إلى ذلك، خسر ترمب أمام هايلي في ثلاث مقاطعات أخرى يصنفها مشروع المجتمعات الأميركية غير الحزبي على أنها مواقع عسكرية، بسبب الوجود العسكري المكثف بها، وربما يعود ذلك إلى أن ترمب سخر من هايلي لأن زوجها مايكل الذي يعمل ضمن الحرس الوطني الأميركي وذهب في مهمة بأفريقيا لم يشارك في حملتها الانتخابية.

مشكلة مزدوجة

غير أن هناك مشكلة مزدوجة لكل من هايلي وترمب، وهي مشكلة الناخبين المستقلين، فبالنسبة إلى هايلي تكمن المشكلة في أنها تعتمد على أصوات المستقلين في الولايات التي تسمح بتصويتهم ضمن النظام المفتوح أو شبه المفتوح، إذ أظهرت النتائج في نيو هامبشير ارتفاع نسبة أصواتهم إلى 43 في المئة من إجمالي الأصوات، وهو مما أدى إلى دعم نتيجتها على رغم الهزيمة، في حين أنه بين الجمهوريين فاز ترمب بنسبة 74 في المئة مقابل 25 في المئة لصالح هايلي، مما يعني أن ما يقارب ثلثي دعمها جاء من المستقلين وبعض الديمقراطيين في نيو هامبشير.

وفي ولاية أيوا كان أداؤها أفضل بكثير بين المستقلين (34 في المئة) مقارنة بالجمهوريين (15 في المئة)، وفي ولاية ساوث كارولينا، فاز ترمب بدعم 73 في المئة بين الجمهوريين مقابل 26 في المئة لهايلي التي فازت بنسبة 54 في المئة من أصوات المستقلين الذين شكلوا 21 في المئة فقط من الناخبين، في حين منح سبعة من كل 10 ناخبين جمهوريين أصواتهم لترمب.

لكن بينما ساعدت هذه الميزة هايلي على تعزيز قرارها بالبقاء في السباق على رغم أدائها الضعيف بصورة عامة، فإن المستقلين يشكلون إحدى أضعف الكتل التي تدعم ترمب كما تشير النتائج السابقة، ولهذا السبب تزعم هايلي أنها ستكون أفضل ضد بايدن في انتخابات نوفمبر، وأن الجمهوريين يخاطرون بخسارة أخرى من خلال التمسك بترمب، كما يزعم حاكم نيو هامبشير كريس سونونو أن الرئيس السابق لا يستطيع الفوز بالناخبين المتأرجحين وسيكون مرشحاً ضعيفاً في الانتخابات العامة، ولهذا يحتاج الحزب إلى مرشح يتمتع بجاذبية واسعة للوصول إلى المستقلين وحتى الديمقراطيين.

ومع ذلك لا يوجد سبب حقيقي للاعتقاد أن حجة هايلي وسونونو ستحظى بقبول لدى ناخبي الحزب الجمهوري أو تدفعهم إلى عدم انتخاب ترمب في الانتخابات التمهيدية بالولايات الأخرى، لأن قاعدة الحزب الجمهوري لا تزال مفتونة بالرئيس السابق.

تساؤلات جوهرية

لكن التساؤلات حول متى تخرج هايلي من السباق ومدى إمكانية انتخاب ترمب في نوفمبر على رغم الانتصارات التي يسجلها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، تظل مطروحة بقوة داخل الحزب الجمهوري، وتثير بعض القلق، فمن ناحية بثت إحدى المنظمات غير الربحية المرتبطة بهايلي إعلاناً تلفزيونياً يحاول صراحة جذب الناخبين الديمقراطيين والمستقلين إلى صناديق الاقتراع، وأصبح اعتماد هايلي على الدعم الديمقراطي من المانحين والناخبين نقطة نقاش رئيسة لفريق ترمب الانتخابي، وهو ما عبر عنه الرئيس السابق حين اعتبر أن كل ما تفعله هايلي هو إلحاق الألم بالجمهوريين حتى يفوز الديمقراطيون في نوفمبر.

وبينما حصلت هايلي على أفضل شهر من جمع التبرعات حتى الآن في شهر يناير (كانون الثاني)، لتؤكد أنها تمتلك الموارد اللازمة للاستمرار ولديها أيضاً أنصارها المتحمسون، يخشى فريق ترمب أن تجد هجماتها صدى لدى المعتدلين الجمهوريين والمستقلين وتساعد الديمقراطيين في نوفمبر ضد الرئيس السابق، فقد اعترضت هايلي في خطابها، السبت، على استخدام ترمب مصطلح "الحشرات" لوصف خصومه السياسيين، وفي الأيام التي سبقت الانتخابات التمهيدية، قالت إن ترمب لا يستطيع الفوز في الانتخابات العامة، واتهمته بالانحياز إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحاته الأخيرة في شأن حلف "الناتو"، ووصفته بأنه نرجسي وسخرت منه لأنه لم يخدم قط في الجيش الأميركي.

الحسم في الـ19 من مارس

ويبدو أن حملة ترمب تنتظر مرور الأيام لتحسم الانتخابات مصير هايلي وتجبرها على الخروج من السباق، ففي مذكرة حديثة، قالت الحملة إنه حتى مع افتراض أن هايلي يمكن أن تحظى في جميع المنافسات المتبقية خلال الأسابيع القليلة المقبلة بتأييد مماثل لما حصلت عليه في ولاية نيو هامبشير وهو 43 في المئة، فإن ترمب سيتمكن من تأمين عدد المندوبين اللازمين للفوز بالترشيح وهو 1215 مندوباً بحلول الـ19 من مارس (آذار)، وإذا كان أداؤه أفضل يمكنه تأمين هذا العدد من المندوبين قبل أسبوع من هذا الموعد.

ويقترب المتنافسان المتبقيان من الحزب الجمهوري من سلسلة من الانتخابات التمهيدية في ميشيغان، الثلاثاء، ومجموعة أخرى من التنافسات الأصغر في العاصمة واشنطن وأيداهو وميسوري ثم يأتي الثلاثاء الكبير في الخامس من مارس، حيث من المتوقع أن يعمل الناخبون في 15 ولاية من بينها كاليفورنيا وتكساس وفرجينيا على جعل ترمب يقترب من تأمين العدد الكافي من المندوبين للمطالبة بالترشيح، وإذا تحقق ذلك من المرجح أن تخرج هايلي من السباق، لكن مشكلة ترمب مع المعتدلين الجمهوريين والمستقلين ستظل عالقة وتحتاج منه ومن حملته إلى مزيد من الجهد، لضمان الفوز على الرئيس بايدن والعودة من جديد إلى البيت الأبيض.

Listen to "هل ضمن ترمب ترشيح الحزب الجمهوري؟" on Spreaker.
اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل