Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حين يسمع العراقيون" صوت النخيل في معرض بصري

سافرت التشكيلية حنين هادي من اسكتلندا إلى بغداد لإقامة معرضها "لغة النخيل"

ضم معرض "صوت النخيل" لوحات وصوراً فوتوغرافية (اندبندنت عربية)

ملخص

بعد إقامة معرضها في اسكتلندا ترى حنين هادي أن خصوصية المعرض في بغداد تنبع من كونه مقدماً لأبناء النخيل.

على رغم مولدها في اسكتلندا من أبوين عراقيين وإكمال دراستها في مدرسة غلاسكو للفنون لكن فرشاة رسمها لم تبتعد عن العراق وتحديداً عن نخيله، إذ تؤمن التشكيلية حنين هادي بأن "النخلة تمثل رمز التأمل والقوة"، خصوصاً بعد افتتاح معرضها الأول في بغداد بعنوان لغة النخيل.

تمازجت في معرض النخيل لوحات من الفن التشكيلي لحنين هادي، التي تصل إلى 12 لوحة بارتفاع 175سم مدعمة بـ62 صورة فوتوغرافية للمصور وصانع الأفلام الوثائقية خالد توفيق، إذ منحت اللوحات والصور المتحركة وتقنيات التصوير الفوتوغرافي شجرة النخيل صفات إنسانية ليكون صوتها مسموعاً لأبناء النخيل كونها أهم شاخص في البيئة العراقية.

صوت النخيل

يرتبط العراقيون ارتباطاً وثيقاً بالنخيل فلا تخلو الحضارات العراقية القديمة من وجود هذه الشجرة فهي بالنسبة لهم مصدر الثروة ومرتكز الارتباط بالأرض والتجذر فيها، واحتلت النخلة مكاناً مميزاً في حضارات وادي الرافدين ببعدها الواقعي والأسطوري، ويتمثل البعد الواقعي باستخدام جذوع وسعف وألياف النخلة في بناء وتسقيف لمساكن والمعابد والقصور وتشيد وعمل القناطر وصناعة الأوراني.

واستعملت منتجات النخيل من تمور وعصير التمر كمادة أساسية للإنسان، أما البعد الرمزي والأسطوري فيتجلى في تقديس هذه الحضارات للنخلة وفي حضورها المتجذر في تشكيل المعتقدات الدينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبقيت النخلة ملهمة للشعراء والفنانين كما هي الأكثر حضوراً في التراث الغنائي فغالباً ما تربط القصائد المغناة بين موت النخلة وسعفها الهزيل لتكون صورة شعرية عن لوعة الاشتياق أو ألم المحب.

ولعل التشكيلية حنين هادي لم تبتعد عن فكرة تجسيد النخيل للمشاعر الإنسانية في معرضها صوت النخيل فتقول إن "المعرض عبارة عن محادثة بين الرسم والفوتوغراف، كان هدفنا أن نوثق تفاصيل النخلة ونمنحها صفات إنسانية من خلال التكنيك الفني فالمشاهد لهذا المعرض يفهم من خلاله لغة النخيل مشاعر معينة فلكل نخلة تعطي انطباعاً إنسانياً فمنها ما تعطي شعوراً عاطفياً ومنها ما يتراقص سعفها فرحاً".

أما المصور وصانع الأفلام الوثائقية خالد توفيق، فيرى أن دمج الفنون البصرية في المعرض يعكس رسالة بأن النخيل يتماهى مع المشاعر الإنسانية فالنخلة تعكس مشاعر الانكسار والحب والموت.

لا يمكن تخيل العراق من دون نخيل

اعتمد المعرض على تصوير أشجار النخيل من مختلف محافظات العراق وأقضيته ونواحيه منها "اليوسفية" و"عين التمر" و"شط العرب" فالنخيل أكثر شجرة يمكن رؤيتها في أرياف العراق وفي مدنه على حد سواء.

ويؤكد توفيق الذي ينحدر من البصرة المعروفة بكثرة أشجار النخيل، أنه "لا يمكن تخيل العراق من دون النخيل فمن خلال المعرض هناك صور جسدت النخيل الجاف والنخيل الذي في طريقه للموت فالعراق أهمل النخيل وأصبح تجريف مناطقه السمة الأبرز وتحولت هذه المناطق إلى مدن سكنية عبارة عن كتل كونكريتية لا تمت للطبيعة بأي صلة".

وتساءل توفيق، "كيف تم إهمال أهم شاخص عراقي فالنخلة ليست شجرة فحسب، وإنما هي روح خالصة في بلاد الرافدين؟" مستذكراً مقولة لأحد شعراء البصرة عن الارتباط الروحي للبصريين بأشجار النخيل "أكرموا عمتكم النخلة لم يقصدنا نحن البصريين فنحن أبناء النخيل، وأبناء النخيل مطالبين بالاهتمام أكثر بأمهم النخلة".

رمزاً للحياة

وفي السياق نفسه توضح التشكيلية حنين هادي أنه لا توجد خطط حقيقية لمواجهة تداعيات التغيير المناخي وما يرافقه من تداعيات بيئة خطرة قد تؤدي إلى غياب أشجار النخيل وهو الأمر الذي يعني لحنين فقدان خصوصيتها العراقية وكيانها.

تقول حنين "اليوم الذي سأزور فيه العراق ولن أجد النخيل يعني ذلك أنني فقدت نفسي للأبد فكل نخلة فيها روح وأمل وتعطي درساً للإنسان، فالفسيلة التي تعود وتنهض بعد موت أمها تعني أنها رمزاً للحياة المتجددة والقوة، فلا بد من الاهتمام بالنخيل ومحاولة سماع صوت مشاعرها جراء هذا الإهمال".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة