Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حدود القوة واللعبة في متغيرات حربين

مبالغات إسرائيل وإيران عن تغيير الشرق الأوسط تظل على الشاشة وأقصاها تعديلات داخل الحدود

دخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي على خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

يظل التغيير الأوسع والأهم على المستوى الدولي مرشح للحدوث مع المعارك في حرب أوكرانيا وبعدها وليس من جراء حرب غزة.

كل السيناريوهات عن متغيرات راديكالية في المنطقة والعالم تتوقف على حدثين وأمرين، الحدثان هما حرب أوكرانيا وحرب غزة، أما الأمران فهما حدود القوة لدى الدول والقوى غير الدولتية، وحدود اللعبة بين الكبار على قمة العالم.

حرب أوكرانيا التي بدأت بغزو روسي للبلد الجار الذي كان من جمهوريات الاتحاد السوفياتي بقيت محصورة في الحدود الجغرافية لأوكرانيا، لكن الغرب انخرط فيها بشكل غير مباشر عبر تدريب القوات الأوكرانية وتسليحها ومدها بالمعلومات والخبرة وتقديم كل أنواع المساعدات المالية والعسكرية والدبلوماسية لكييف.

وحرب غزة التي سبقها "هجوم حماس" لم تبق محصورة في القطاع الذي لا تتجاوز مساحته 360 كيلومتراً مربعاً. فإسرائيل التي استخدمت كل قوتها في حرب "همجية" على غزة استمرت في القيام بعمليات قصف لقواعد إيرانية في سوريا وعمليات اغتيال لقيادات في الحرس الثوري و"حماس" و"حزب الله" في سوريا ولبنان. و"محور المقاومة" بقيادة إيران فعل ما سماه "وحدة الساحات"، حيث فتح "حزب الله" جبهة الجنوب اللبناني لمساندة "حماس".

أما "المقاومة الإسلامية في العراق" التي هي اسم مستعار لفصائل "الحشد الشعبي" المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني فتولت قصف القوات الأميركية داخل القواعد العراقية في بلاد الرافدين والقواعد الأميركية شرق سوريا.

واستخدم الحوثيون في اليمن الصواريخ والمسيرات الإيرانية لإغلاق مضيق باب المندب والبحر الأحمر أمام التجارة البحرية العالمية تحت عنوان التركيز على منع السفن الإسرائيلية والسفن التي تحمل بضائع إلى إسرائيل من العبور للمطالبة بوقف النار في حرب غزة، وطبعاً من أجل أهداف أخرى مهمة للفريق الانقلابي الأيديولوجي في اليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن التغيير الأوسع والأهم على المستوى الدولي مرشح للحدوث مع المعارك في حرب أوكرانيا وبعدها. فما تنتهي إليه حرب أوكرانيا هو إما "هزيمة استراتيجية" لروسيا و"انتصار استراتيجي" لأميركا وأوروبا وبالطبع لأوكرانيا وحلف "الناتو" الذي يتوسع، أو "هزيمة استراتيجية" لأميركا وأوروبا وأوكرانيا و"الناتو" و"نصر استراتيجي" لروسيا والصين وإيران.

روسيا المهزومة ستكون خطرة وخطرة في المستقبل. وروسيا المنتصرة ستكون أكثر خطورة على أوروبا وأميركا، بالتالي إما نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وإما فوضى عالمية لا سابق ولا ضوابط لها، فضلاً عن أخطار صدام أميركي- صيني حول تايوان التي فاز فيها رئيس يدعو إلى "الاستقلال"، ويصر الرئيس الصيني شي جينبينغ على إعادتها إلى البر الصيني، الوطن الأم، بالتفاهم أو بالقوة، وتجد أميركا نفسها محشورة بين دعم تايوان وبين التزامها شعار "صين واحدة" منذ اتفاق ماو- نيكسون ومساعي هنري كيسنجر.

وتخشى دول البلطيق وبولندا وعدد من الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي من طموحات الرئيس فلاديمير بوتين الإمبريالية، بالتالي من غزوها، إذا انتصر، كما فعل في أوكرانيا. والحرب بين روسيا و"الناتو" هي حرب عالمية ثالثة يمكن فيها استخدام السلاح النووي.

حرب غزة، على أهميتها، تبقى محصورة في مسار القضية الفلسطينية ومضاعفاتها في المنطقة وربما على مواقف وسياسات دولية. وما تقود إليه هو متغيرات في إسرائيل وغزة والضفة الغربية وسياسات الكبار الشرق أوسطية. شيء من العمل على "حل الدولتين" وتسوية لقيام دولة فلسطينية. وشيء من العمل على تحرير فلسطين تمسكاً بالحق التاريخي. وشيء من المزيد من الشيء نفسه فكل شيء يتوقف على ما تنتهي إليه حرب غزة.

والظاهر أنها حرب من دون نتيجة حاسمة. لا إسرائيل تحقق هدف "القضاء على حماس". ولا "حماس" يمكن أن تعود بالوضع في غزة إلى ما قبل 7 و8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإن بقيت تعمل لتحرير فلسطين وساعدها تنامي شعبيتها في الضفة الغربية وفي الشتات. ولا "محور المقاومة" يخوض حرباً انتحارية يخسر فيها القوة التي جرى تأسيسها للدفاع عن إيران ومشروعها الإقليمي.

أما مبالغات إسرائيل وإيران و"محور المقاومة" عن تغيير الشرق الأوسط، فإنها تظل على الشاشة. والحد الأقصى الذي تقود إليه نتائج حرب غزة هو تعديلات داخل الحدود في الشرق الأوسط من دون الوصول إلى نظام إقليمي. والحد الأدنى الذي ترسمه نتائج حرب أوكرانيا هو متغيرات في مستقبل أوروبا والعالم على أمل التوصل إلى نظام عالمي جديد.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل