ملخص
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الثلاثاء إن رد روسيا على مصادرة الغرب لأصول البلاد سيكون "قاسياً".
قالت ثلاثة مصادر روسية مطلعة إن الولايات المتحدة رفضت مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار في أوكرانيا لتجميد الحرب، وذلك بعد اتصالات بين وسطاء.
ويفتح رفض مقترح بوتين الباب أمام عام ثالث للصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويظهر مدى التباعد بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.
ونفى مصدر أميركي حدوث أي اتصال رسمي، وقال إن واشنطن لن تشارك في محادثات لا تكون أوكرانيا طرفاً فيها.
وقالت المصادر الروسية إن بوتين أرسل إشارات إلى واشنطن عام 2023 علناً وسراً من خلال وسطاء، بما في ذلك عبر شركاء موسكو العرب في الشرق الأوسط وآخرين، مفادها أنه مستعد للنظر في وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وكان بوتين يقترح تجميد الصراع عند الخطوط الحالية، ولم يكن مستعداً للتنازل عن أي من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، لكن الإشارة قدمت ما اعتبره البعض في الكرملين أفضل طريق نحو "قدر من السلام".
وقال مصدر روسي كبير، اطلع على المناقشات التي أجريت في أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي، في تصريح لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الوضع، "الاتصالات مع الأميركيين لم تسفر عن شيء".
وقال مصدر روسي ثان مطلع على الاتصالات، إن الأميركيين أبلغوا موسكو، عبر وسطاء، أنهم لن يناقشوا وقف إطلاق النار المحتمل من دون مشاركة أوكرانيا، بالتالي انتهت الاتصالات بالفشل.
وقال مصدر ثالث مطلع على المناقشات "كل شيء انهار مع الأميركيين"، مضيفاً أن الأميركيين لا يريدون الضغط على أوكرانيا.
ولم يجر من قبل الكشف عن نطاق الاتصالات أو فشلها.
يأتي هذا في الوقت الذي ضغط الرئيس الأميركي جو بايدن على مدى أشهر من أجل موافقة الكونغرس على مساعدات أخرى لأوكرانيا لكنه واجه معارضة من حلفاء دونالد ترمب، المرشح الأوفر حظاً لترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.
ورفض الكرملين والبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) التعليق.
دبابات روسيا القديمة
قال مركز أبحاث مرموق اليوم الثلاثاء، إن روسيا فقدت أكثر من 3000 دبابة في أوكرانيا، وهو ما يعادل إجمالي مخزونها قبل الحرب، لكن لديها ما يكفي من المركبات المدرعة ذات الجودة المنخفضة المخزنة منذ سنوات من أجل الإحلال.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن أوكرانيا تكبدت أيضاً خسائر فادحة منذ الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، لكن تجديد الغرب لمخزونها العسكري أتاح لها الحفاظ على المخزونات مع تحسين الجودة.
وحتى بعد خسارة كثير من الدبابات، بما في ذلك نحو 1120 العام الماضي، لا يزال لدى روسيا تقريباً ضعف عدد الدبابات المتاحة للقتال لدى أوكرانيا، وفقاً لتقرير التوازن العسكري السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو أداة بحثية رئيسة لمحللي الدفاع.
وقال هنري بويد، المتخصص في القدرات العسكرية بالمعهد، إن روسيا حققت تقريباً "نقطة التعادل" في ما يتعلق بالاستبدال. وقدر أنها أدخلت قرابة 1000 إلى 1500 دبابة إضافية الخدمة العام الماضي.
لكنه أوضح أن 200 منها على الأكثر حديث التصنيع، والغالبية العظمى منها عبارة عن نماذج قديمة محدثة.
وقال التقرير، "لقد تمكنت موسكو من مقايضة الجودة بالكمية من خلال سحب آلاف الدبابات القديمة من المخازن بمعدل قد يصل في بعض الأحيان إلى 90 دبابة شهرياً".
وتمكن المخزونات الروسية موسكو من "تحمل خسائر فادحة لنحو ثلاث سنوات أخرى وتجديد الدبابات، حتى لو بمعايير فنية أقل، بغض النظر عن قدرتها على إنتاج معدات جديدة".
دنيبرو بلا كهرباء
وقال مسؤولون ووسائل إعلام إن روسيا هاجمت مدينة دنيبرو في وسط أوكرانيا بالصواريخ والطائرات المسيرة اليوم الثلاثاء، مما ألحق أضراراً بمحطة للكهرباء وأدى إلى قطع إمدادات المياه عن بعض السكان.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق المراسلة "تيليغرام"، أن المدينة التي يسكنها أقل من مليون نسمة بقليل تعرضت لهجوم بصاروخ وأربع مجموعات من الطائرات المسيرة اقتربت من الجنوب والشرق والشمال.
وقالت إنها أسقطت 16 طائرة مسيرة من أصل 23.
وقالت شركة "دي تي أي كيه"، أكبر مزود خاص للكهرباء في أوكرانيا، إن محطة تعرضت لأضرار جسيمة. وأضافت أنه لم تقع إصابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تذكر الشركة موقع محطة الكهرباء، لكن شركة مرافق المياه في دنيبرو قالت على "تيليغرام" إنه "بسبب انقطاع التيار الكهربائي"، جرى تعليق إمدادات المياه جزئياً. وقالت وسائل إعلام أوكرانية إن محطة كهرباء في دنيبرو تعرضت لهجوم.
وذكر حاكم منطقة دنبيرو، سيرهي ليساك، صباح اليوم الثلاثاء، أن البنية التحتية للكهرباء تعرضت للقصف، لكن لم يذكر مزيداً من التفاصيل. وأشار إلى أن العمال أعادوا الكهرباء إلى جميع المنازل المتضررة.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بصورة مستقلة من التقارير. ولم يصدر رد بعد من وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق.
وكثفت روسيا وأوكرانيا هجماتهما الجوية بعيداً من خط المواجهة في الأشهر القليلة الماضية، وتستهدف كل منهما البنية التحتية الحيوية للطاقة والجيش ووسائل النقل لدى الآخر.
"رد قاس"
من جانبها، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الثلاثاء قولها إن رد روسيا على مصادرة الغرب لأصول البلاد سيكون "قاسياً".
وقالت زاخاروفا "الموقف تجاه الغرب سيكون مثل الموقف من اللصوص".
محطات "ستارلينك"
في الوقت نفسه قالت الاستخبارات الحربية الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن القوات الروسية تشتري محطات لخدمة "ستارلينك" للإنترنت في "دول عربية" لاستخدامها في ساحة المعركة.
وأعلنت إدارة الاستخبارات الحربية الأوكرانية هذا الأمر عبر تطبيق "تيليغرام" الذي نشرت عليه أيضاً ما وصفته بمقطع صوتي لجنديين روسيين يتناقشان حول خطط لشراء خطوط إنترنت "ستارلينك".