قال مسؤولون أوكرانيون، إن قنبلة روسية أصابت مستشفى في شمال شرقي البلاد، أمس الأربعاء، مما أدى إلى تحطم النوافذ والمعدات وإجلاء عشرات المرضى.
وذكر فولوديمير تيموشكو رئيس فرع خاركيف الإقليمي للشرطة الوطنية أن إحدى القنابل ضربت المستشفى بشكل مباشر نحو الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي في بلدة فيليكي بورلوك شمال شرقي خاركيف. وسقطت قنبلة ثانية في مكان قريب.
وكتب على "فيسبوك" أنه تم إجلاء 38 شخصاً من المنشأة جميعهم من المرضى باستثناء خمسة.
وقال الحاكم الإقليمي أوليه سينيهوبوف، إن أربعة أصيبوا بجروح طفيفة وتلقوا العلاج في الموقع.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من الحادثة، لكن منطقة خاركيف شهدت هجمات روسية متكررة على أهداف خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب للتعليق.
وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف على تطبيق "تيليغرام" إن طائرات مسيرة روسية قصفت هدفاً للبنية التحتية في المدينة. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع ضحايا.
انتهاك روسي
خلص قضاة في محكمة العدل الدولية، الأربعاء، إلى أن روسيا انتهكت بعض بنود اتفاقية الأمم المتحدة لمنع تمويل الإرهاب، لكن المحكمة رفضت البت في مزاعم من كييف بأن موسكو مسؤولة عن إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو (تموز) 2014 في الرحلة "أم أتش 17".
وفي الحكم نفسه، خلص القضاة إلى أن روسيا انتهكت الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري من خلال تقاعسها عن دعم تعليم اللغة الأوكرانية في شبه جزيرة القرم بعد ضمها لروسيا في 2014.
وتمثل القرارات انتكاسة قانونية لكييف. ورفضت المحكمة طلب أوكرانيا بأن تأمر روسيا بدفع تعويضات لانتهاكها الاتفاقيتين، وأمرت المحكمة موسكو بدلاً من ذلك بالامتثال للاتفاقيتين.
وشدد ممثل أوكرانيا أنطون كورينيفيتش على أن الحكم مهم لكييف لأنه يؤكد انتهاك روسيا للقانون الدولي.
وقال للصحافيين بعد الحكم "هذه أول مرة توصف روسيا رسمياً وقانونياً بأنها منتهكة للقانون الدولي".
وقال قضاة المحكمة، إن موسكو انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لمنع تمويل الإرهاب بعدم تحقيقها في مزاعم محتملة بإرسال موسكو بعض التمويلات إلى أوكرانيا لتمويل أنشطة إرهابية.
وأمرت لجنة القضاة المكونة من 16 قاضياً روسياً بالتحقيق في أي مزاعم محتملة بتمويل الإرهاب، لكنها رفضت طلب كييف لصرف تعويض.
ورفضت المحكمة البت في إسقاط الرحلة "أم أتش 17"، قائلة إن انتهاكات تمويل الإرهاب تسري فقط على الدعم النقدي والمالي، لا على توريد أسلحة أو تقديم تدريبات مثلما تزعم أوكرانيا.
تبادل الأسرى
أعلنت روسيا وأوكرانيا، الأربعاء، أنهما تبادلتا نحو 200 أسير حرب من الجانبين، بعد أسبوع من تحطم طائرة عسكرية روسية قالت موسكو إنها كانت تقل جنوداً أوكرانيين أسرى واتهمت كييف بإسقاطها.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش الأوكراني أسقط الطائرة بصاروخ "باتريوت" أميركي تستخدمه كييف لاعتراض الصواريخ أو المسيرات الروسية.
وتقول السلطات الأوكرانية كذلك الغربيون إنهم يسعون للحصول على أدلة حول المزاعم الروسية.
الأربعاء، أعلنت كل من موسكو وكييف تزامناً عن إحدى أهم عملية تبادل للأسرى خلال عامين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنه تم تبادل "195 جندياً روسياً" مقابل نفس العدد تقريباً من الجنود الأوكرانيين.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعودة "207" أوكرانيين أسرى.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "جنودنا عادوا إلى البلاد" متعهداً إعادة كل الأسرى "سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين".
ورحب بوتين بدوره بالعملية مؤكداً أن موسكو تريد "إعادة" جميع الأسرى المحتجزين لدى كييف.
وهذه خامس عملية تبادل من هذا النوع، كما أعلن مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس، مضيفاً أن ما مجموعه 3035 أوكرانياً تمكنوا من العودة إلى ديارهم.
الأسبوع الماضي، تحطمت طائرة عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية في ظروف غامضة، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
تؤكد موسكو أن كييف أسقطت الطائرة التي كانت تقل 74 شخصاً، من بينهم 65 أسير حرب أوكرانياً كان من المقرر تبادلهم.
الأربعاء، أعلن بوتين لأول مرة السلاح المستخدم من قبل الجيش الأوكراني قائلاً "الطائرة أسقطت وتأكدنا من ذلك بنظام باتريوت أميركي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعادة ما تستخدم هذه الأنظمة الدفاعية المضادة للطائرات التي سلمتها الولايات المتحدة، لاعتراض الصواريخ الروسية خصوصاً تلك التي "تفوق سرعتها سرعة الصوت".
لم تؤكد أوكرانيا أو تنفي تورطها، لكنها شككت في وجود جنودها على متن الطائرة.
وتمت عملية التبادل، الأربعاء، بينما تستمر موسكو في الضغط على أنظمة الدفاع الأوكرانية خصوصاً في دونباس وحول أدفيفكا مركز المعارك.
وأكد فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن قواته تتمركز في مواقع "على مشارف" هذه المدينة.
وتشهد هذه المدينة الصناعية منذ أشهر اشتباكات بين الأوكرانيين والروس، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة بحسب مراقبين.
للتحرر من الضغوط الروسية، تستهدف القوات الأوكرانية بشكل متزايد أهدافاً في روسيا لدفع الجيش الروسي إلى إعادة توجيه معداته وعناصره بعيداً من الجبهة.
مساء الأربعاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 20 صاروخاً أطلقتها أوكرانيا فوق البحر الأسود وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها حيث سقط "حطام".
وأضاف المصدر أن المضادات الجوية "دمرت 17 صاروخاً أوكرانياً فوق البحر الأسود وثلاثة فوق شبه جزيرة القرم".
وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، هدفاً مفضلاً لأوكرانيا لأهميتها للجيش الروسي من الناحية اللوجيستية.
المساعدات المالية
ودبلوماسياً التقت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في واشنطن أعضاء المفوضية الأوروبية وأعلنت أنه "لا يمكننا أن نترك أوكرانيا من دون أموال" في حين لا يزال الكونغرس يناقش خطة مساعدات مالية جديدة لصالح كييف.
من جهته أعلن السيناتور الأميركي تشاك شومر زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ أن "بقاء أوكرانيا على المحك". وأضاف "أوكرانيا ستنتصر في حربها مع روسيا إذا حصلت على مزيد من المساعدة من الكونغرس. وإلا فإن الفوز سيكون من نصيب (فلاديمير) بوتين".
في بروكسل أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، أن الاتحاد لن يتمكن من تسليم سوى نصف مليون قذيفة التزم بتقديمها لكييف بحلول نهاية مارس (آذار).
وصرح بوريل للصحافيين في ختام اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين "سلمنا 330 ألف قذيفة". وأضاف "أتوقع أن يزداد الرقم إلى 200 ألف قذيفة" بحلول نهاية مارس أي "أكثر من 52 في المئة بقليل من الهدف المحدد" العام الماضي.
في ألمانيا وعد المستشار أولاف شولتز، الأربعاء، "ببذل كل ما في وسعه" لزيادة المساعدة العسكرية الأوروبية لأوكرانيا عشية قمة حاسمة في بروكسل حول الموضوع.
من جانبها، أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند التي زارت كييف، الأربعاء، بأنه "في وقت تعزز أوكرانيا دفاعاتها، فإن مفاجآت بانتظار بوتين في ميدان المعركة وستحقق أوكرانيا نجاحاً قوياً جداً".
اتفاق تركي- أوكراني
قالت تركيا وأوكرانيا، الأربعاء، إنهما وقعتا اتفاقاً سيسمح لشركات الإنشاءات التركية بالمشاركة في إعادة إعمار البنية التحتية الأوكرانية التي تضررت بشدة جراء الحرب الروسية.
وتتشارك تركيا حدوداً بحرية مع أوكرانيا وروسيا في البحر الأسود وتربطها علاقات وطيدة بكلا البلدين.
وتعمل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي مع الأمم المتحدة للتوسط في اتفاق يسمح بالمرور الآمن لصادرات الحبوب من البحر الأسود.
وتعارض أنقرة الحرب الروسية وكذلك العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وخلال اجتماع في إسطنبول، وقع وزير التجارة التركي عمر بولات ووزير النقل والبنى التحتية التركي عبدالقادر أورال أوغلو مع وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف وثيقة تتضمن حدود "قوة عمل إعادة الإعمار التركية الأوكرانية".
وقال بولات، إن ثلاثتهم بحثوا الدور "الذي ستضطلع به تركيا في إعادة الإعمار في أوكرانيا". أضاف أن البلدين سيستخدمان قوة العمل في تحديد المشروعات في أوكرانيا وتقييم الأوضاع المالية. وتشكلت قوة العمل بموجب مذكرة تفاهم لإعادة إعمار أوكرانيا موقعة في 2022.
وأضاف بولات خلال مراسم توقيع الوثيقة "سيوفر هذا أساساً قانونياً لجهود إعادة إعمار أوكرانيا. نحن مستعدون للتعاون مع دول أخرى أيضاً".
وذكر كوبراكوف أن القطاعين الرئيسين اللذين في حاجة إلى إعادة الإعمار هما الإسكان والنقل، بما في ذلك الطرق والجسور والسكك الحديد والبنية التحتية لنقل المياه في أوكرانيا. وأضاف أنه يعتقد أن الجهود ستعزز أيضاً التجارة الثنائية.
وتابع "استقطاب الاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية له أهمية قصوى في بلدنا".
وقال مصدر بقطاع الإنشاءات التركي شارك في المحادثات، إن المتعاقدين حريصون على المشاركة في جميع مجالات إعادة إعمار البنية التحتية.