Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا خسرت إيران من الهجوم على باكستان؟

طهران لم تتوقع الرد العسكري من إسلام آباد على انتهاكها سيادتها

الهجوم الإيراني سبب انزعاجاً كبيراً للقيادة الباكستانية لأنه أتى بشكل مباغت (أ ف ب)

ملخص

العلاقات بين طهران وإسلام آباد شهدت تقلبات كثيرة

استهدفت باكستان ملاجئ للمسلحين "البلوش" داخل الأراضي الإيرانية بعد الضربات الإيرانية بطائرات من دون طيار في قرية "بانجغور" الحدودية الباكستانية، كما استدعت إسلام آباد سفيرها من طهران وقطعت علاقاتها الدبلوماسية لتصل العلاقات بين الدولتين إلى أدنى مستوى لها خلال الأعوام السابقة.

والعلاقات بين طهران وإسلام آباد شهدت تقلبات كثيرة لكن الوضع الأمني على الحدود المشتركة كان دائماً سبباً للنزاع بين الدولتين.

باكستان تقول إن عناصر من الإرهابيين "البلوش" المتورطين في الهجوم على قوات الأمن الباكستانية والمواطنين الباكستانيين لديهم ملاجئ آمنة في إيران، بينما ترى الأخيرة أن باكستان هي التي تأوي المتطرفين المحاربين طهران.

والحدث الذي أثار حفيظة باكستان بصورة كبيرة ضمن هذه الاتهامات هو دخول الجاسوس الهندي كوبهوشن ياديو إلى باكستان من الأراضي الإيرانية.

دور الحرب في سوريا

الحرب الأهلية في سوريا ألقت بظلالها على العلاقات الإيرانية - الباكستانية، إذ كان تجنيد المحاربين من باكستان للقتال في سوريا سبباً آخر للنزاع بين الجانبين. وتعتبر الأجهزة الأمنية في إسلام آباد المجموعة المسلحة تحت اسم "لواء زينبيون"، خطراً على الأمن القومي الباكستاني، إلا أن القيادة العسكرية والمدنية في إسلام آباد أخذت موقفاً مسالماً تجاه إيران ورجحت التعاون على النزاع.

وتبعاً لهذه السياسة، تم تبادل زيارات عسكرية رفيعة المستوى بين الجانبين والاتفاق على تبادل المعلومات السرية وتعزيز التعاون في جهود مكافحة الإرهاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم هذا التعاون انتقدت إيران في أكثر من موقع الجانب الباكستاني لعدم اتخاذ إجراءات ضد "جيش العدل"، وهددت باستهداف مواقعه داخل باكستان. في الجانب الآخر تجنبت باكستان التهديدات العلنية ضد إيران على رغم امتلاكها معلومات استخباراتية موثقة بوجود معاقل للمسلحين "البلوش" في الأراضي الإيرانية.

التوتر الأخير

الضربات الإيرانية الأخيرة في الـ16 من يناير (كانون الثاني) الجاري، على خلفية هذه التوترات، كانت بمثابة إعلان من قبل طهران عن تغيير سياستها، وأنها لا تكترث بما يترتب على انتهاك السيادة الباكستانية، إذ اتبعت سلوكاً طائشاً باستهداف المواقع الباكستانية بدلاً من مشاركة المعلومات السرية مع المسؤولين الباكستانيين كما جرت العادة في السابق.

هذه الضربة كانت مبنية على افتراض أن إسلام آباد ستتجاهل الهجوم داخل أراضيها وأنها لن تقوم بالرد العسكري إلا أن الرد الباكستاني قلب المعادلة تماماً.

يذكر أن الهجوم الإيراني أتى غداة لقاء رئيس الوزراء الباكستاني أنوار كاكر مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وفي وقت كانت تجرى فيه مشاورات بين الجانبين حول أفغانستان، وتقوم القوات البحرية الإيرانية والباكستانية بتدريبات عسكرية مشتركة، لذلك سبب الهجوم انزعاجاً لدى القيادة الباكستانية لا سيما أن الاتصالات الدبلوماسية كانت فعالة بين الجانبين آنذاك.

لا شك أن الهجوم الإيراني غير قواعد العلاقات بين الدولتين وأضر بالتفاهم العسكري بينهما، كما أن الشارع الباكستاني أجمع على ضرورة الرد المماثل والرادع ضد إيران.

ومن الناحية الاستراتيجية، أصبح الحفاظ على سيادة باكستان، على رأس الأولويات، على رغم أن باكستان لم تكن ترغب في أي صراع مع إيران، ولذلك شنت باكستان هجمات داخل إيران لمنع أية محاولة من هذا القبيل في المستقبل. وحصلت إسلام آباد على أكثر من هدف من خلال هذه العملية، إذ أرسلت رسالة واضحة إلى إيران، كما أنها أكدت عزمها على التحرك ضد الجماعات المسلحة المسؤولة، بشكل مباشر، عن الهجمات على أجهزة الأمن والمواطنين الباكستانيين.

لقد وجهت أحداث هذا الأسبوع ضربة قوية لسمعة إيران في باكستان وعادت العلاقات الثنائية إلى ما كانت عليه في التسعينيات. وسوف تستغرق عودة العلاقات الثنائية بعض الوقت لكن المواجهة انتهت بعد الرد العسكري الباكستاني.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير