ملخص
عملت فرق الإنقاذ الأوكرانية على إجلاء السكان المصابين أثر الضربات الروسية الليلية فيما كانت وجوه بعضهم ملطخة بالدماء
ارتفعت حصيلة قتلى الضربات الروسية الليلية التي استهدفت كييف ومدناً أخرى في أوكرانيا بينها خاركيف إلى سبعة أشخاص و80 مصاباً، وفق ما أعلنت السلطات المحلية اليوم الثلاثاء.
وأدت الضربات الروسية التي طاولت مدناً أوكرانية إلى اشتعال النيران في مبان سكنية وتحويل أخرى إلى أنقاض.
وعملت فرق الإنقاذ صباح اليوم الثلاثاء على إجلاء السكان المصابين فيما كانت وجوه بعضهم ملطخة بالدماء، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بينما حاول عناصر الإطفاء إخماد النيران في أنقاض مبنى استهدف، فيما كان فريق إغاثة يبحث على ناجين.
وفي كييف أصيب 22 شخصاً نقل "13 منهم إلى مستشفيات بينهم ثلاثة أطفال"، وفق ما أعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو عبر "تيليغرام".
مطالب أوكرانية للحلفاء
بدوره أكد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال أن بلاده "ستجعل روسيا تدفع ثمن المعاناة والألم اللذين تسببت فيهما".
وقال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوغني إن روسيا استهدفت أوكرانيا بـ41 صاروخاً من طراز "S-300" وS-400"" وKH-101" " و " "KH-555و"KH-55" و "KH-22" و"KH-59" و "إسكندر".
وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية ما مجموعه 21 صاروخاً، بحسب زالوغني الذي قال إن هذه الصواريخ "لم تصل جميعها إلى هدفها"، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
وتطالب أوكرانيا عاجلاً بمزيد من الأصول الدفاعية المضادة للطائرات من حلفائها الغربيين، وحددت لنفسها هدف استعادة السيطرة الجوية خلال العام الحالي.
وكثفت كييف هذا الشتاء ضرباتها بالصواريخ والمسيرات داخل الأراضي الروسية، مستهدفة بخاصة مدينة بيلغورود.
تصعيد دبلوماسي روسي
وأعلن مجلس الدوما الروسي أنه صوّت الثلاثاء على نص يناشد الأمم المتحدة وبرلمانات العالم في شأن الهجمات الإجرامية" التي تشنها أوكرانيا "ضد المدنيين على الأراضي الروسية".
وتؤكد موسكو بصورة منهجية بعد عامين من بدء الحرب التي شهدت تدمير عدد كبير من المواقع السكنية، أنها تستهدف الأهداف العسكرية حصراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الثلاثاء أن الجيش الروسي "لا يضرب الهياكل الاجتماعية والمدنيين".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها ضربت منشآت إنتاج "صواريخ ومكوناتها وذخائر ومتفجرات"، مشيرة إلى أنها أصابت أهدافها كالعادة.
غير أن كثيراً من المدن الأوكرانية وأبرزها ماريوبول وباخموت لحق بها دمار واسع منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد أوكرانيا في الـ 24 من فبراير (شباط) عام 2022.
دعم إيطالي
وقال مصدر مطلع على خطط إيطاليا خلال فترة رئاستها "مجموعة الدول السبع الكبرى" إن "روما ستستغل قيادتها للمجموعة للتصدي للتصورات المتزايدة بأن روسيا تنتصر في أوكرانيا وأن الغرب سئم الحرب".
وتترأس إيطاليا "مجموعة السبع" التي تضم أيضاً الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا، طوال عام 2024، وستستضيف القمة خلال يونيو (حزيران) المقبل.
وأكد المصدر الذي تحدث عن أولويات إيطاليا للمرة الأولى أن القضايا الأساس على جدول أعمال الزعماء ستشمل الصراع في الشرق الأوسط والأمن الغذائي وتغير المناخ والتنمية في أفريقيا والتواصل مع الصين والذكاء الاصطناعي.
وقال المصدر الذي لم يكن مخولاً بالتحدث علناً عن خطط إيطاليا، إنه "كما حدث خلال الرئاستين الأخيرتين لـ ’مجموعة السبع‘ فإن الحرب في أوكرانيا ستكون أيضاً من الملفات الرئيسة".
وبدا أن دعم الغرب القوي لكييف في زمن الحرب تراجع خلال الأشهر القليلة الماضية وسط خلافات سياسية في واشنطن وبروكسل أعاقت عمليات تسليم الأسلحة والتمويل الذي تشتد الحاجة إليهما.
لكن المصدر قال إن "زعماء ’مجموعة السبع‘ مصممون على إظهار التزامهم الكامل تجاه كييف، ولا يمكنهم المجازفة بإظهار علامات ضعف بعد عامين من غزو روسيا لأوكرانيا."
وأضف المصدر بأنه "يجب أن نغير الخطاب في شأن أوكرانيا"، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد كثيراً من نفوذه المالي والعسكري والدبلوماسي منذ بدء الحرب.
وتخطط إيطاليا لعقد 20 اجتماعاً وزارياً خلال رئاستها "مجموعة السبع"، تبدأ باجتماع في الـ 13 من مارس (آذار) المقبل ويستمر لثلاثة أيام حول قطاعات الصناعة والتكنولوجيا والرقمنة، ويسلط الضوء على التطور السريع للذكاء الاصطناعي.
وقال المصدر إن رئيسة الوزراء جورجا ميلوني قالت بالفعل إن الأخطار التي يشكلها الذكاء الاصطناعي ستكون قضية رئيسة خلال رئاسة إيطاليا "مجموعة السبع"، وستخصص جلسة واحدة لهذا الموضوع خلال القمة المنعقدة من الـ 13 وحتى الـ 15 من يونيو المقبل في بوليا.
وتريد إيطاليا التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف وعدم المساواة، مع وضع ضوابط أخلاقية لتطوير التكنولوجيا، وستقترح روما أيضاً إنشاء لجنة توجيهية لضمان تنسيق أكبر لـ "مجموعة السبع" في مجال الذكاء الاصطناعي.
فرض عقوبات
في التحركات، يجري رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو غداً الأربعاء زيارة إلى أوكرانيا، وفق ما أعلنت إدارته، وذلك في خضم توتر في العلاقات بين البلدين على خلفية انتقادات وجهها إلى كييف.
ويعارض رئيس الوزراء الشعبوي فرض عقوبات على روسيا، وأوقف إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ أن تولى المنصب. والسبت الماضي قال فيكو إن "أوكرانيا ليست دولة مستقلة وذات سيادة"، مضيفاً "أوكرانيا تقع تحت النفوذ والسيطرة المطلقة للولايات المتحدة".
وقالت رئاسة الوزراء أمس الإثنين إن فيكو سيلتقي نظيره الأوكراني في مدينة تقع عند الحدود مع سلوفاكيا.
وجاء في بيان رئاسة الوزراء أن فيكو "سيزور صباحاً أوكرانيا، وسيلتقي رئيس الوزراء دينيس شميهال في أوجهورود"، مضيفاً أن فيكو سيتوجه لاحقاً إلى برلين، حيث سيجري محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
وكان فيكو قد قال في معرض انتقاده أوكرانيا إنه لا حل عسكرياً للنزاع الدائر منذ أن بدأ الهجوم الروسي قبل نحو عامين. وقال إنه سيتيعن على أوكرانيا التخلي عن بعض من أراضيها.
وفي تصريح لقناة "آر تي في أس" العامة قال فيكو "لا بد أن تحصل تسوية ما، وهو ما سيكون مؤلماً جداً للجانبين". وتساءل "ماذا ينتظرون؟ أن يغادر الروس؟ هذا غير واقعي".
وأمس الإثنين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو "لا مساومة على وحدة الأراضي"، مضيفاً "لا بالنسبة لأوكرانيا ولا لسلوفاكيا ولا لأي بلد آخر". وأضاف "أوكرانيا تبذل مع شركائها جهوداً لسحب روس من القرم ودونباس ولوغانسك للحيلولة دون ذهابهم أبعد، لا سيما إلى كوشيتسه وبريسوف وغيرها من المناطق السلوفاكية".
وتعد سلوفاكيا من أكثر الدول المؤيدة لروسيا في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لتقرير صادر عن مركز أبحاث غلوبسيك في براتيسلافا نشر عام 2023.
رئيس وزراء بولندا يؤكد دعمه أوكرانيا
وقدم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الإثنين دعمه أوكرانيا التي تخوض بحسب قوله معركة "بين الخير والشر" في مواجهة روسيا، وذلك خلال زيارة إلى كييف بحث فيها أيضاً مشكلة التنافسية بين سائقي الشاحنات الأوكرانيين والبولنديين.
وقال توسك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أنا لا أخجل من استخدام كلمات مبالغ بها، هنا، في أوكرانيا، تجري المواجهة العالمية بين الخير والشر".
في الأسابيع الأخيرة، زار عديد من المسؤولين الأوروبيين العاصمة الأوكرانية في محاولة لطمأنة كييف إلى استمرار دعمهم، لكن مستقبل المساعدة المالية والعسكرية يبدو ضبابياً، كونها في صلب خلافات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة.
وسط كل ذلك، رحب الرئيس الأوكراني "بحزمة جديدة من الإجراءات الدفاعية البولندية".
وأشار توسك إلى أن وارسو وكييف "ستستثمران معاً" في شركات في البلدين سيؤدي إنتاجها إلى "زيادة القدرات الدفاعية البولندية والأوكرانية والأوروبية".
كذلك، بحث الجانبان التوترات على حدودهما المشتركة، والتي أغلقها سائقو شاحنات بولنديون من نوفمبر (تشرين الثاني) حتى الأسبوع الماضي، منددين بمنافسة غير منصفة من جانب زملائهم الأوكرانيين.
وفي هذا الصدد أكد زيلينسكي أن "التضامن مع أوكرانيا ينبغي ألا يحول دونه أي عائق مهما كان". وشكل قطع هذه الطرق الحيوية بالنسبة إلى الصادرات الأوكرانية مشكلة اقتصادية شائكة لكييف.
وأكد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال أنه تمت "معالجة" مشكلة "الانتقال الحر للسلع". وعلق سائقو الشاحنات تحركهم في انتظار ما ستسفر عنه محادثات الحكومة البولندية الجديدة في كييف وبروكسل وما ستتخذه من خطوات.
وقال توسك إن العاصمتين ستجدان "حلولاً جيدة" لمشكلة واردات القمح الأوكراني التي تقلق المزارعين، وكذلك لمشكلة سائقي الشاحنات.