Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تؤثر توترات الشرق الأوسط في قطاع الطاقة؟

مخاوف الأسواق من احتمالات ارتفاع أسعار النفط والغاز تتجدد نتيجة اتساع الصراع في المنطقة

زيادة المخاوف من عرقلة إمدادات النفط بعد قصف الحوثيين وتحول ناقلات الخام والغاز المسال بعيداً من البحر الأحمر (اندبندنت عربية)

ملخص

مزيد من الناقلات تبتعد عن ممر البحر الأحمر بعد التصعيد العسكري في المنطقة واستجابة لتحذير القوات الأميركية

على رغم التراجع الطفيف في أسعار النفط في بداية تعاملات الأسبوع أمس الإثنين، فإن الأسواق بدأت تتحسب لاحتمالات الزيادة في أسعار الطاقة بسبب تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بنسبة أربعة في المئة تقريباً في آخر أيام تعاملات الأسبوع الماضي، الجمعة، عقب القصف الأميركي والبريطاني لمواقع جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، لكن القصف لم يردع الحوثيين الذين أطلقوا صاروخاً على سفينة حربية أميركية أول من أمس قبل أن يعترض ويسقط في البحر، وبعدها أصاب صاروخ آخر سفينة شحن تجارية أميركية في البحر الأحمر.

وأنهت العقود الآجلة للنفط الخام في الأسواق أمس الإثنين على تراجع طفيف، إذ انخفض سعر خام برنت القياسي بنسبة 0.9 في المئة إلى 77.60 دولار للبرميل في حين هبط سعر الخام الأميركي الخفيف (مزيج غرب تكساس) بنسبة واحد في المئة إلى 71.97 دولار للبرميل، وكانت أسعار خام برنت تجاوزت سعر 80 دولاراً للبرميل، الجمعة الماضي.

ومع بدء ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال التحول عن ممر باب المندب – البحر الأحمر – قناة السويس، زادت احتمالات ارتفاع الكلفة والتأخير في الشحن البحري لمدة أسبوعين، مما عزز توقعات عودة معدلات التضخم للارتفاع، وتأثير ذلك في السياسة النقدية للبنوك المركزية وفرص النمو الاقتصادي المتباطئ أصلاً.

سفن الحاويات وناقلات الطاقة

منذ بدأ الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وتهديد الملاحة التجارية في الممر المهام في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تأثرت أكثر سفن شحن الحاويات في حين استمرت ناقلات النفط والغاز المسال في استخدام الممر الاستراتيجي بين البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب.

وعلى رغم أن الممر الملاحي عبر البحر الأحمر يستخدم في شحن نسبة 12 في المئة من النفط المنقول بحراً في العالم ونسبة ثمانية في المئة من الغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً عالمياً فإن النسبة الأكبر من السفن التي تستخدم هذا الخط الملاحي سفن شحن الحاويات، إذ يمر عبر الخط الملاحي للبحر الأحمر نسبة 15 في المئة من التجارة الدولية المشحونة بحراً.

وحتى الشهر الماضي، كانت غالبية السفن التي حولت وجهتها بعيداً عن البحر الأحمر، وسلكت طريق رأس الرجاء الصالح ملتفة حول أفريقيا من جنوبها، هي سفن شحن الحاويات، إلا أنه منذ قصف التحالف الغربي لليمن نهاية الأسبوع الماضي، بدأت ناقلات النفط والغاز في التحول بعيداً من البحر الأحمر، وهذا ما جعل المخاوف تزداد في شأن التأثير في أسواق الطاقة واحتمال ارتفاع أسعار النفط.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شركة تتبع معلومات الشحن "أل أس أي جي أند كبلر" أن نحو 15 ناقلة نفط وغاز مسال حولت وجهتها بعيداً من باب المندب وخليج عدن منذ القصف الأميركي - البريطاني لليمن، منها ست ناقلات أمس الإثنين، بعدما حذرت قيادة القوات المشتركة للتحالف في البحر الأحمر الذي تقوده الولايات المتحدة، الجمعة الماضي، كل السفن بتجنب المرور عبر مضيق باب المندب لبعض الأيام، وفق ما ذكر اتحاد الناقلات الدولي "إنتر تانكو".

أسعار الطاقة والتضخم

وفي حال استمر التوتر في البحر الأحمر، أو اتسع نطاق الصراع في المنطقة أكثر، فإن الأسواق تخشى من ارتفاع أسعار الطاقة بما يزيد فرص ارتفاع التضخم ويهدد فرص النمو الاقتصادي. وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" قالت مديرة أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة "أليانز تريد" آنا بواتا إن الوضع لم يصل بعد إلى حد "الخطر" على الاقتصاد العالمي، لكنها أضافت أن "الضرر على سلاسل الإمدادات العالمية سيكون أكبر في حال استمرار الأزمة إلى منتصف العام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ التصعيد العسكري في البحر الأحمر نهاية الأسبوع الماضي، بدأت البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى إرسال إشارات إلى الأسواق بأن بدء التيسير النقدي، أي خفض سعر الفائدة، لن يكون في وقت قريب، والتخوف الأساس أن تعود معدلات التضخم للارتفاع، بخاصة إذا ارتفعت أسعار الطاقة.

وبالفعل أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه "من المبكر الآن الحديث عن بدء خفض سعر الفائدة"، بينما أبلغ محافظ بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) البرلمان الأسبوع الماضي أن البنك يتابع الزيادة المحتملة في الأسعار نتيجة ارتفاع كلفة الشحن واحتمال ارتفاع أسعار الطاقة بسبب عرقلة الملاحة التجارية عبر البحر الأحمر.

وكان البنك الدولي قد حذر قبل شهرين من أن اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى "اضطراب هائل" في إمدادات النفط الخام قدره وقتها ما بين ستة وثمانية ملايين برميل يومياً، وأن ذلك سيزيد من احتمالات ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين 140 و157 دولاراً للبرميل، وفي ذلك الوقت، قدر تحليل لموقع "أويل برايس دوت كوم" أن اتساع الصراع أبعد من مجرد الحرب على غزة قد يؤدي إلى خسارة قدر أكبر من النفط، من ثم ارتفاع الأسعار أكثر من تقديرات البنك الدولي.

ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى قبل أيام، ظلت توقعات السوق في شأن أسعار الطاقة في نطاق معقول، بخاصة مع ضعف الطلب العالمي نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض النشاط الصناعي، وأيضاً زيادة الإنتاج من الدول خارج تحالف "أوبك+"، ولكن المخاوف الآن تعود بقوة بعد قصف الحوثيين واحتمالات أن تمتد عرقلة الشحن البحري للنفط أوسع من الوضع الحالي.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز