ملخص
إقلاع ناجح من فلوريدا لصاروخ جديد يحمل مركبة هبوط أميركية على القمر
تعرّضت مركبة الهبوط على القمر التابعة لشركة أميركية خاصة والتي حملها إلى الفضاء صاروخ أقلع في وقت سابق اليوم الإثنين، لما وصفته شركة "أستروبوتيك" المصنّعة بأنه "خلل ما" خلال رحلتها، مؤكدة أنها تعمل "في الوقت الحقيقي" على حل المشكلة.
وأوضحت الشركة أن "خللاً ما طرأ للأسف ومنع أستروبوتيك من تحقيق توجيه مستقر قبالة الشمس".
وتوضح معلومات توفرها الشركة أن مركبة الهبوط، وهي الأولى تابعة لجهة أميركية تحاول الهبوط على القمر منذ أكثر من 50 عاماً، مزوّدة ألواحاً شمسية ينبغي توجيهها نحو الشمس "من أجل توفير أقصى قدر من الإنتاج الكهربائي". وتُستخدَم الكهرباء المولَدة "لشحن البطاريات وإبقاء وظائف مركبة الهبوط وحمولتها قابلة للتشغيل"، وفق ما تشرح الوثائق نفسها.
وانطلقت المركبة قبيل فجر الاثنين من كاب كانافيرال في فلوريدا محمولة على صاروخ "فولكن سينتور" من مجموعة "يو أل إي" التي تضم مجموعتَي "بوينغ" و"لوكهيد مارتن" العملاقتين، في أول رحلة له.
وبدأ تشغيل المركبة المسماة "بيريغرين" بعد انفصالها وتم التواصل معها بنجاح. وأوضحت "أستروبوتيك" أن "بيريغرين أصبحت في وضعية تشغيل كاملة بعد تفعيل نظام الدفع، مشيرةً إلى أن المشكلة ظهرت لاحقاً.
وأكدت الشركة أن "الفرق (الفنية) تعالج المشكلة في الوقت الحقيقي تبعاً لتطور الوضع"، لافتة إلى أن "المزيد من المعلومات ستُعلَن عند الحصول على البيانات وتحليلها".
وأطلق الصاروخ "فولكن سينتور" ليقوم بأول رحلة له من كاب كانافيرال عند الساعة 02.18 بالتوقيت المحلي (07.18 بتوقيت غرينتش) اليوم الإثنين من مركز كينيدي للفضاء.
وصفّق العاملون في القاعدة وهتفوا فرحاً عند انفصال منصة الإطلاق والمركبة الفضائية القمرية بعد نحو 48 دقيقة من دون وقوع أي حادث، وهو ما يُعد محطة رئيسية للشركة.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "يو أل إي" توني برونو عبر شبكة البث التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إنه "متحمس"، لكنه أضاف "إنها نتيجة سنوات من العمل الشاق وحتى الآن كانت مهمة العودة إلى القمر رائعة".
أما مدير التخطيط الاستراتيجي في "يو أل إي" إريك موندا، فلاحظ أنه إقلاع "لا تشوبه شائبة"، مضيفاً "كان جيداً جداً، خرجت لمشاهدته".
وطوّرت مركبة الهبوط التي تحمل اسم Peregrine شركة "أستروبوتيك" الناشئة، بدعم من "ناسا" التي كلفت هذه الشركة نقل معدات علمية إلى القمر في عقد بلغت قيمته 108 ملايين دولار.
ويفترض أن يدشن هذا الإطلاق سلسلة مهمات مدعومة من وكالة الفضاء الأميركية التي ترغب في الاعتماد جزئياً على القطاع الخاص لتحقيق طموحاتها بشأن القمر، وإذا تمكّنت شركة "أستروبوتيك" من الهبوط على سطح القمر كما هو مخطط في 23 فبراير (شباط) المقبل، قد تصبح أول شركة خاصة تحقق هذا الإنجاز.
في السنوات الماضية، حاولت شركات إسرائيلية ويابانية الهبوط على سطح القمر، لكن هذه المهمات انتهت بحوادث.
وقال جون ثورنتون رئيس "أستروبوتيك" في مؤتمر صحافي الجمعة إن "قيادة عودة أميركا إلى سطح القمر، للمرة الأولى منذ أبولو، هو شرف عظيم"، لكنه أكد أنه يدرك صعوبة المهمة وأخطار الفشل.
وبعد انفصال Peregrine عن الصاروخ يُفترض أن تبدأ "أستروبوتيك" تشغيل "فولكن سينتور" ومحاولة إقامة اتصال، إذا سار كل شيء على ما يرام، فستواصل المركبة بعد ذلك طريقها إلى القمر، وفور وصوله إلى المدار القمري، سينتظر المسبار حتى تصبح ظروف الإضاءة مناسبة لمحاولة الهبوط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقع موقع الهبوط المستهدف على الجانب المرئي من القمر قرب القباب الغامضة التي شكلتها الحمم البركانية، لكن العلماء يجدون صعوبة في تفسيرها، وبفضل الأدوات المرسلة، ستدرس "ناسا" هناك تكوين السطح وكذلك الإشعاعات.
وأثارت هذه المهمة الجدل أيضاً لأنها تحمل رماد عدد من المتوفين، من بينهم مؤلف مسلسل وسلسلة أفلام "ستار تريك" جين رودنبري وزوجته، وهي شراكة مع شركة "سيليستيس" المتخصصة في "الرحلات الفضائية التذكارية"، لكن إرسال هذا الرماد إلى القمر، أثار غضب قبيلة نافاهو الأميركية الأصلية التي استهجنت "تدنيس مكان مقدس".
وأكد مارك بيلر، نائب رئيس مجموعة "يو أل إي" أن فولكان سينتور الذي يجري تطويره منذ حوالى 10 سنوات، يمثل "مستقبل الشركة".
ويُفترض أن يتيح "فولكن سينتور" الذي يبلغ طوله 60 متراً لشركة "يو أل إي" الاستعاضة عن صاروخيها "أطلس 5" و"دلتا 4"، ومنافسة "سبايس إكس" في توفير خدمات إطلاق بأسعار معقولة.
وتأمل "يو أل إي" التي تعتزم تنفيذ ست عمليات إطلاق لصاروخ "فولكن سينتور" هذه السنة، استعادة محركاته بعد كل رحلة لزيادة ربحية نشاطاتها.
ومع أن "ناسا" لا تتولى هذه الرحلة بنفسها، فإنها تمثل خطوة كبيرة للوكالة التي تسعى إلى توفير ظروف تتيح قيام اقتصاد قمري.
ووقّعت الوكالة عقداً مع شركات عدة، من بينها "أستروبوتيك"، لإرسال تجهيزات علمية إلى القمر، ويوفر البرنامج نفسه المسمّى "سي أل بي أس" تمويلاً بالغ الأهمية للشركات.
ووقّعت الوكالة في إطار البرنامج نفسه المسمّى "سي أل بي أس" عقداً أيضاً مع شركة أميركية أخرى هي "إنتويتيف ماشينز" أسندت إليها بموجبه خدمات مماثلة، ويتوقع أن تقلع مركبة الهبوط التابعة لهذه الشركة بواسطة صاروخ "فالكون 9" تابع لشركة "سبايس إكس" منتصف فبراير المقبل.
وأوضح المسؤول الكبير في "ناسا" جويل كيرنز أن هذه الاستراتيجية الجديدة يُفترض أن تتيح لـ "ناسا" رحلات "بوتيرة وسرعة أكبر وبسعر أرخص".
ومن المفترض أن تتيح هذه المهمات التي تدرس البيئة القمرية الاستعداد لعودة رواد الفضاء إلى القمر، وهو ما تخطط له "ناسا" من خلال برنامجها أرتيميس.
ولم تنجح سوى الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق والصين والهند حتى اليوم في إنزال مركبات على سطح القمر.
ومن المقرر أيضاً أن تحاول وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) إنزال مركبة على سطح القمر بعد أسبوعين، أما روسيا فأخفقت في محاولة مماثلة خلال الصيف الفائت.