Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب إسرائيل في غزة بدأت بمواجهات ووصلت لاغتيالات

تل أبيب انتقلت لمرحلة ثالثة من استراتيجية القتال وهي تصفية قادة "حماس" ونشرت قائمة بالمطلوبين داخلياً وخارجياً

إسرائيل دخلت المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

اغتيال العاروري بداية المرحلة الثالثة في حرب غزة... إليكم تفاصيل أكثر

رداً على سؤال حول إذا كان القضاء على مسؤولين كبار في حركة "حماس" مثل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية لا يزال هدفاً لإسرائيل، أجاب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بقوله "إنهم يعيشون في الوقت الضائع".

أدلى غالانت بهذا التصريح المقتضب الذي يحمل في طياته تهديداً مباشراً لجميع قيادات حركة "حماس"، ورسائل عن شكل المرحلة التالية للحرب، بعد عملية اغتيال نائب رئيس الفصيل السياسي صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

تصفية علنية

وبعد ساعات قليلة من ذلك الحديث نشرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أسماء ثمانية قادة من حركة "حماس" داخل قطاع غزة وخارجه، وضعتهم تل أبيب على لائحة الاغتيال، وقالت إن جهاز الاستخبارات "الموساد" يستعد لتنفيذ مهام خاصة للقضاء عليهم.

بعد ذلك توالت تصريحات قادة إسرائيل عن تنفيذ مزيد من الاغتيالات، وأبرزها حديث رئيس "الموساد" ديفيد برنيع الذي تعهد بالوصول إلى جميع قادة الحركة، ورئيس "الشاباك" رونين بار الذي قال "سنفعل ذلك بكل مكان في الضفة الغربية وغزة وتركيا وقطر".

وثمة فرق واضح بين "الموساد" و"الشاباك" على رغم أن كليهما جهاز استخبارات إسرائيلي يتبع مباشرة رئيس الحكومة، إلا أن الأول مخصص لتنفيذ مهام خاصة خارج الحدود، فيما الثاني يهتم بمحاربة الفصائل الفلسطينية والسعي إلى إحباط عملياتها.

المرحلة الثالثة

على أية حال، فإن تهديدات قادة إسرائيل في تصفية هيكلية حركة "حماس" والمعلومات التي نشرتها "كان" لم تأت بمعزل عما يدور في ساحة المعركة بين الطرفين على أرض قطاع غزة، إذ يستعد جيش تل أبيب بقرار من المؤسسة الأمنية وضغط من الولايات المتحدة الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب.

وتتمثل المرحلة الجديدة التي يطلق عليها المرحلة الثالثة من الحرب في تنفيذ إسرائيل ضربات جوية محددة ومركزة مبنية على معلومات استخباراتية هدفها تصفية هيكلية "حماس" والقضاء على عناصرها ومخازن أسلحتها، مع اللجوء في حال الضرورة القصوى إلى القوات البرية، وهذا باختصار يعني العودة للاغتيالات.

بصورة أوضح، أوكل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المهمة إلى رئيس "الموساد" رونين بار، وطلب منه تشكيل وحدة خاصة للقضاء على قادة "حماس" برئاسته، إذ قال "حدد لنا مجلس الوزراء هدفاً يتمثل في القضاء على زعماء (حماس) وسننفذ عديداً من الضربات ضد قادة الحركة".

استراتيجيات الحرب

يعتقد المراقبون العسكريون أن إسرائيل تسعى إلى تدمير هيكلية حركة "حماس" والتخلص من قياداتها، وأن هذه الخطة هي امتداد للحرب في غزة وما يطلق عليه المرحلة الثالثة، وهي مقترح أميركي سبق تنفيذه في العراق وسوريا.

يقول الباحث العسكري سعدي الأغا "يتطور الصراع بشكل ملحوظ، ويتجه نحو الاستهدافات والاغتيالات، وهذا أمر عسكري يتبع عندما يفشل طرف في ميدان القتال فيلجأ إلى طرق أخرى منها التصفية".

وأضاف الأغا "إسرائيل تدخل اليوم مرحلة جديدة بعد تنفيذ عمليات اغتيال العاروري، عنوانها الاغتيالات، وهذه المرحلة منعطف خطر تريد من خلالها التخلص من قيادات (حماس) وتعتقد أنها تجفف البنية التحتية الاقتصادية والسياسية للحركة في الخارج، على غرار ما تروج أنها تفعله في غزة بتفكيك هيكلية الجناح العسكري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح الباحث العسكري أن عمليات الاغتيال لن تقتصر خارج حدود غزة، بل ستكون أيضاً داخل القطاع، لافتاً إلى أن هذه العلميات تشعر إسرائيل بالنصر، وتدفعها إلى تخفيف حدة القتال على أرض الميدان وهو أمر قد نشهده في الأسابيع المقبلة.

في هذا السياق يرى المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور أن بلاده ستذهب بصورة أكبر في منحى استهداف قادة "حماس"، وهذا يمثل "تغييراً في استراتيجيات الحرب خلال الفترة المقبلة، ويسهم في بدء عملية إعادة بناء الثقة في قدرة الدولة على الوفاء بعقدها مع الشعب اليهودي".

قائمة الاغتيالات

تنسجم تلك القراءة العسكرية مع حديث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي يقول "العملية العسكرية في غزة تستهدف تفكيك قدرات (حماس) وتصفية قيادتها، ونحن نعمل على ملاحقة القادة الميدانيين للحركة ونقضي عليهم على الأرض وتحت الأرض، بمساندة جهاز الأمن العام قمنا بتصفية 10 منهم تصل رتبهم العسكرية إلى مستوى قائد كتيبة أو لواء".

بحسب "كان" فإن أول اسم على قائمة الاغتيالات هو إسماعيل هنية الذي يترأس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ويتنقل بين تركيا وقطر منذ منفاه الاختياري عام 2019، والثاني هو خالد مشعل الملقب بـ"المنفي"، زعيم الحركة في الخارج، ومعارض شرس لعملية السلام مع إسرائيل.

أما الاسم الثالث فهو موسى أبو مرزوق، الذي يشغل عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ويتمتع بقبول واضح في المجتمع الدولي لاعتداله، والرابع هو يحيى السنوار، رئيس الحركة في غزة وأحد المخططين الرئيسين لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

فيما الاسم الخامس هو محمد دياب المصري الملقب بـ"الضيف" و"ابن الموت" الذي يشغل القائد الأعلى لكتائب "القسام"، والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، والسادس هو مروان عيسى الملقب بـ"رجل الظل"، اليد اليمنى للضيف، وفي إسرائيل يقولون إن الحرب النفسية مع "حماس" لن تنتهي ما دام على قيد الحياة.

والسابع هو عزالدين حداد، قائد لواء غزة في كتائب "القسام"، وهو الآن هدف رئيس للاغتيال، والثامن هو محمد شبانة الذي يشغل قائد لواء رفح.

تماسك "حماس"

"حماس" لا تبدو مكترثة لعمليات الاغتيال، وبحسب المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" طاهر النونو فإن التهديدات الإسرائيلية باستهداف قادة الحركة في الداخل والخارج لا تخيف أحداً وتعكس المأزق الذي تعيشه حكومة نتنياهو.

يضيف النونو "تمثل التهديدات الإسرائيلية انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول الشقيقة التي يوجد بها قادتنا، إسرائيل تسعى إلى المساس المباشر بأمن دول المنطقة، هذا شيء يستدعي ملاحقة تل أبيب ومحاسبتها على تطاولها وغرورها".

ويؤكد النونو أن عمليات الاغتيال لن تفلح في كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني أو النيل من استمرار المعارك في غزة، بل تثبت أن إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافها العدوانية في القطاع.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير