Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

8 عوامل دفعت إسرائيل إلى سحب جزء من قواتها في غزة

جاء سحب الألوية الخمسة قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة

ملخص

تؤكد إسرائيل أن قواتها خرجت بعد تفكيك البنية التحتية لـ"حماس" في شمال غزة وبعد أن تمكنت من تحقيق أهدافها هناك

في خطوة لم تكن مفاجئة قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إجراء تخفيض إضافي لقواته البرية المشاركة في عملية التوغل داخل قطاع غزة، وذلك بناءً على ثمانية عوامل دفعت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الموافقة على ذلك.

في البداية لا بد من الإشارة إلى أن قرار حكومة تل أبيب سحب خمسة ألوية من ميدان القتال في غزة كان يشمل فقط القوات البرية الموجودة في الجزء الشمالي من القطاع، فيما لا تزال القوات الإسرائيلية بأعدادها القصوى تستكمل عملياتها في جنوب القطاع.

وهذا الإجراء ليس الأول من نوعه، وإنما سبقه في الـ21 من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي سحب لواء "غولاني" من المنطقة نفسها، لكن لماذا تخفض إسرائيل عدد قواتها المشاركة في الحرب على القطاع؟

العامل الأول: السيطرة العملياتية على الشمال

في الواقع تشن إسرائيل منذ الـ27 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هجوماً برياً مكثفاً في الجزء الشمالي للقطاع، وبعد 65 يوماً من حملتها العسكرية على الأرض تمكنت من دخول جميع مناطق تلك البقعة.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فقد تمكنوا من السيطرة العملياتية على جميع مناطق الشمال. ويقول "خرجت القوات بعد تفكيك البنية التحتية لحماس في شمال غزة، وبعد أن تمكنت من تحقيق أهدافها هناك".

وتعقيباً على ذلك يقول أستاذ العلوم العسكرية عائد فؤاد شاهين "بما أن نتنياهو أعلن أنه لا يريد إعادة احتلال قطاع غزة، فلا ضرورة عسكرية لوجود قواته في المناطق بعد تنفيذ المهام المطلوبة، الرؤية القتالية تستوجب سحب الجنود للحفاظ عليهم من أي كمائن قد تكون نصبت لهم".

ويضيف "بقاء الجنود من دون مهام أمر غير منطقي عسكرياً، وما الفائدة من وجودهم ما دامت إسرائيل تؤكد أنها تسيطر عملياتياً هناك، فكرة السيطرة تؤدي الغرض ويمكن تحييد أي ضرر من الجو بأقل عدد من القوات، وإذا لزم الأمر لتوغل بري محدود فالأمر ليس صعباً".

العامل الثاني: إعادة التموضع

في الحقيقة، تزامن سحب ألوية الجيش الخمسة من غزة مع تراجع القوات البرية في شمال القطاع، وإعادة تموضعها في المنطقة العازلة الجديدة التي خلقتها على مساحة من أرض غزة، وتؤكد شهادات مواطنين لم ينزحوا أن الآليات العسكرية عادت أدراجها ولم يتبق جنود في تلك المنطقة.

وكان مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للسياسة الخارجية أوفير فولك، قال إنه "عندما ننتهي من القتال يجب أن تبقى قواتنا داخل منطقة عازلة في غزة"، وبما أن الجيش أنهى مهمته فقد عاد للحدود التي خلقها.

ويوضح شاهين أن إعادة التموضع في المنطقة العازلة تكمل الخطوة الأولى وهي السيطرة العملياتية، لذا فإن أعداد القوات البرية على الحدود لا يفترض أن تكون بمئات الآلاف، وحرس الحدود عادة ما يكون في نقاط معينة فقط، مشيراً إلى أن إعادة التموضع تستدعي سحب القوات من داخل القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العامل الثالث: الانتقال للمرحلة الثالثة

منذ أسابيع، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس استعداد بلاده لتغيير شكل القتال في غزة. وقال "سنواصل العمليات العسكرية لكن ضمن المرحلة الثالثة"، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن الجيش يستعد إلى إنهاء المناورة البرية في القطاع.

والمرحلة الثالثة هي مقترح أميركي يتمثل في إنهاء زخم الحرب والتحول إلى الغارات الجوية التي تعتمد على معلومات استخباراتية، وذلك بهدف حفاظ إسرائيل على الدعم الدولي لها.

ويؤكد شاهين أن هذا الشكل من القتال لا يستدعي جنوداً في الميدان، ويمكن تنفيذه بعدد محدود من القوات، وهذا عامل مرتبط أيضاً بالعوامل السابقة التي يكمل بعضها بعضاً.

العامل الرابع: ضغوط الولايات المتحدة

منذ فترة طويلة تمارس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً على إسرائيل لتخفيف حدة الحرب وتنصحها بذلك، وجاء سحب الألوية الإسرائيلية قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة، الذي سيعمل على دراسة خطط اليوم التالي للحرب مع القيادة الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء.

وتضغط أميركا على إسرائيل لسحب حاملة الطائرات "جيرالد فورد" من البحر الأبيض المتوسط. ويقول المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل "هي رسالة أن الغطاء السياسي والعسكري الذي وفرته إدارة بايدن لإسرائيل في حربها ضد غزة قد قارب على الانتهاء".

ويرى هارئيل أن بلاده فهمت الأمر وسحبت عناصرها من شمال غزة، وعليها تنفيذ مزيد من تخفيض القوات في الجنوب لحد أن تصل إلى صفر جنود داخل القطاع، حتى يستمر الغطاء الأميركي لإسرائيل.

العامل الخامس: تحرك دولي واسع

ويتزامن الضغط الأميركي على إسرائيل مع تغير واضح في المواقف الدولية، وبرز ذلك بشكل واضح في قرار مجلس الأمن الأخير الذي نص على ضرورة إلزام إسرائيل زيادة تدفق المساعدات الإنسانية والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة.

وأيضاً في قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي وافقت فيه غالبية الدول الأعضاء على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنفيذ مزيد من الهدن الإنسانية.

ويقول الباحث في الشؤون السياسية حسام الدجني "تدرك إسرائيل أنه يجب عليها وقف الحرب على غزة، فلا مزيد من الدعم الدولي الذي تغير لصالح القضية الفلسطينية، لكن إسرائيل تذهب إلى ذلك تدريجاً من طريق سحب الجنود".

العامل السادس: ملف في الجنائية الدولية

وربما استشعرت إسرائيل الخطر في تغير الموقف الدولي، لا سيما بعد الدعوى غير المسبوقة لجنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، وباتت ترغب في تخفيف الضغط العسكري.

ويضيف الدجني "خوفاً من دعوات دولية أخرى سحبت إسرائيل قواتها من شمال غزة وهذا تحرك جيد قد يجبر تل أبيب على وقف الحرب، فإذا قامت دولة ثانية وثالثة برفع ملفات إلى محكمة الجنايات الدولية فإن فريق الدفاع عن الجيش سيكون عاجزاً عن تبرير الموقف".

العامل السابع: مساعي التوصل إلى اتفاق

بشكل كبير يتحرك الوسطاء لمناقشة اليوم التالي للحرب، وهو أمر بات يتضح بطريقة ما في العاصمة المصرية القاهرة، ولذلك يرى أبراش أن سحب الجنود بادرة حسن نية لدفع المفاوضات التي هدفها إبرام صفقات تبادل أسرى قدماً.

ويشير إلى أن الفصائل الفلسطينية طلبت انسحاب الجيش من قطاع غزة، لكن إسرائيل لا تريد أن تظهر كأنها استجابت لذلك الشرط، فسحبت جنودها بأمر حكومي من نتنياهو وفريقه وليس رضوخاً للشروط، ويؤكد أن هذه الخطوة تسهل المفاوضات وتسرعها.

العامل الثامن: الخسائر الاقتصادية

كما تكبدت إسرائيل خسائر مالية كبيرة بسبب الحرب، وأعلن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن عودة الجنود ستسهم في حل الأزمة. وقال "سيعود الجنود إلى عائلاتهم ووظائفهم، سيمنح ذلك راحة كبيرة للاقتصاد".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير