على الرغم من الشق التجاري والصناعي والتسويقي في معرض دمشق الدولي، كانت لافتة هذا العام مشاركة المخترعين، الأمر الذي لاقى اهتماماً ملحوظاً بالطاقة البديلة.
المخترع السوري المهندس منذر البوش، أحد المشاركين ضمن جناح المخترعين في الدورة 61 من معرض دمشق الدولي، بعد تصنيعه سيارة صديقة للبيئة تعمل على الطاقة الشمسية، استفاد من الطاقة البديلة في بلدٍ يعاني من أزمات وعقوبات اقتصادية متلاحقة، تركت أثرها على الاقتصاد السوري مع تناقص وسائل الطاقة من النفط والغاز.
العربة الشمسية
استرعت العربة الشمسية انتباه زوار المعرض، وهي حاجة ملحة في بلد يعاني نقصاً في موارده، إذ اعتمد المخترع السوري، وهو رئيس مركز "تأهيل المبدعين والمخترعين الشباب" في مدينته حلب، في تصنيع عربته على ألواح الطاقة الشمسية والكهرباء المنزلية كي تعمل.
ولا يخفي صانع العربة الحاصل على عدد من براءات الاختراعات وصلت إلى 12 اختراعاً، أن "هذه العربة التي تسير على 3 عجلات لا تشكل إبداعاً جديداً أو اختراعاً لأنها ليست فكرة وليدة، بل على العكس هي معروفة لدى كل دول العالم"، ويضيف "هناك تجارب كبيرة في دول العالم صوب الطاقة البديلة، لكنها بالتأكيد الأولى من نوعها في سوريا مع إنتاج عربة صديقة للبيئة، والأهم إيجاد حلول بسيطة وسهلة في متناول يد السوريين لحل أزمات الطاقة المتوالية، والتي بلغت ذروتها الشتاء الماضي مع توقف التوريدات النفطية".
الميزات الفنية
ويشرح المبدع السوري الميزات الفنية التي أخذت شكل العربة الشهيرة لدى المصريين والمعروفة بـ"توك توك"، وتيمناً بالاختراع السابق أطلق منتج العربة اسم "توك شهبا" على عربته الشمسية.
ولدى صاحب هذا الإنجاز الرغبة من تضافر العمل الجماعي وخصوصاً الحكومي، لإنتاج هذا العمل على أوسع نطاق، والبدء بالاعتماد على الطاقة البديلة.
وتحدث البوش عن ميزات العربة ووزنها الإجمالي البالغ 500 كيلوغرام، فوزنها فارغة يبلغ 300 كيلو ويمكنها أن تحمل 200 كيلو، أي 3 أشخاص.
كذلك، يعمل "التوك توك السوري" مدة أربع ساعات متواصلة، وتعيد المركبة شحن نفسها من حرارة الشمس أو الكهرباء المنزلية، وتعمل بقوة ثلاثة أحصنة، أي بحدود 2250 واطاً، وتتضمن عداد سرعة إلكتروني، وتسير أيضاً للخلف والأمام بالسرعة نفسها.
وقد صنعت هذه العربة بشكل كامل من المعدن والكهرباء (الفيبر كلاس).
أصدقاء البيئة
وفي السياق ذاته، تتمتع هذه العربة بميزات توازي أهميتها، منها توفير الطاقة النفطية وتخفيف نسبة التلوث كونها صديقة للبيئة، إذ هي مصممة بشكل يمكّن ذوي الاحتياجات الخاصة من قيادتها.
كما حرص صانعها على أن يكون شكلها الخارجي يناسب الأماكن السياحية مثل الحدائق، بلا مخلفات ولا ضجيج، فهي تسير بشكل انسيابي.
وفي غضون ذلك، يعمل مركز تأهيل المبدعين في الورشة الواقعة في عاصمة الشمال السوري، مدينة حلب، على استقطاب الأفكار المبدعة كافة. وفي هذا الشأن يقول البوش "أية فكرة قابلة للتطبيق الصناعي وفيها الجدوى الاقتصادية وفيها صفة ابتكارية، نقوم بتصنيعها هنا للتأكد قبل تقديمها لدى دائرة البراءات في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك".
أحلام بديلة
يحلم المخترع السوري أن يرى عمله الضوء وبشكل واسع النطاق، وهو يؤكد أن أحلامه بالتحول إلى الطاقة البديلة لا تتوقف، وهو الأمر الذي أخذ منه الكثير من الوقت والجهد والمال مع ظروف وإمكانيات ضعيفة.
وفي السياق ذاته، بدت بوادر توجه صوب الاعتماد على الطاقة البديلة بشكل واسع، إذ قامت إحدى الشركات بتثبيت مروحة كبيرة الحجم لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح في ريف حمص الغربي، مع تجارب أخرى لتكون وسائل بديلة للسوريين وسط الحصار.