Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحليق مسيرة على علو منخفض وانفجارها فوق سفينة قرب سواحل اليمن

هجوم بمسيرة يخلف حريقاً على سفينة تابعة لإسرائيل قبالة الهند والمزيد من ناقلات النفط تغير مساراتها بسبب هجمات الحوثيين

شن المتمردون الحوثيون أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية في البحر الأحمر (أ ف ب)

 قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم السبت إن تقارير متعددة وردت عن تحليق مسيرة على ارتفاع منخفض فوق سفينة قبالة سواحل اليمن، قبل أن تنفجر على بعد 1.5 ميل بحري من السفينة.
وذكر بيان أن السلطات تحقق في الحادث الذي وقع على بعد حوالي 50 ميلاً بحرياً غربي الحديدة باليمن، مضيفاً أنه ينصح السفن بتوخي الحذر عند العبور.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية اليوم السبت عن قائد في الحرس الثوري قوله إن البحر المتوسط ​​قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب "جرائم" في غزة، من دون أن يوضح كيف سيحدث ذلك.

وتدعم إيران حركة "حماس" في مواجهة إسرائيل وتتهم الولايات المتحدة بدعم ما تصفها بالجرائم الإسرائيلية في غزة حيث أدى القصف المستمر منذ أسابيع إلى مقتل آلاف الفلسطينيين ونزوح معظم سكان القطاع.

ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي، قوله "سيتعين عليهم قريباً انتظار إغلاق البحر المتوسط ​​ومضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى".

قالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري اليوم السبت إن سفينة تجارية تابعة لإسرائيل صدمتها طائرة مسيرة قبالة الساحل الغربي للهند ما أدى إلى نشوب حريق.

وأضافت أنه تم إخماد الحريق الذي اندلع على متن السفينة، وهي ناقلة منتجات كيماوية وترفع العلم الليبيري، من دون وقوع إصابات بين أفراد الطاقم. وأشارت إلى أن الحادث وقع على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي فيرافال بالهند.

وقالت الشركة على موقعها الإلكتروني "تم الإبلاغ أيضاً عن بعض الأضرار الهيكلية ووصول بعض الماء إلى متن السفينة. والسفينة تابعة لإسرائيل وتوقفت آخر مرة بالسعودية وكانت متجهة إلى الهند في ذلك الوقت".

وذكرت أن البحرية الهندية تتعامل مع الموقف. ولم ترد البحرية على الفور على طلب من "رويترز" للتعليق.

وفي وقت سابق اتهمت الولايات المتحدة الجمعة إيران بالضلوع الوثيق في الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون من اليمن على سفن تجارية تعبر البحر الأحمر، مصعدة من لهجتها حيال طهران في الوقت الذي تدرس فيه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تشمل استخداماً محتملاً للقوة.

ونشر البيت الأبيض معلومات استخباراتية أميركية في ظل مواصلة الحوثيين المرتبطين بإيران هجماتهم على السفن "نصرة للشعب الفلسطيني" وسط الحرب المحتدمة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

وقال البيت الأبيض إن طهران زودت الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ إضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.

وصرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان "نعلم أن إيران ضالعة بشدة في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر". أضافت "ليس لدينا أي سبب للاعتقاد أن إيران تحاول ثني الحوثيين عن هذا السلوك المتهور".

وشن الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية بما في ذلك العاصمة صنعاء، أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية، وفقاً لـ"البنتاغون".

استعراض القوة

ومع تعطل حركة المرور التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة أخيراً تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.

وفي استعراض للقوة، دخلت حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس دوايت دي أيزنهاور" خليج عدن، مع ورود سلسلة من التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس توجيه ضربات عسكرية في حال استمرت الهجمات ضد السفن.

وكان زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي قد هدد بعد إعلان واشنطن تشكيل تحالف باستهداف "المصالح" الأميركية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده.

وقال البيت الأبيض إن الأجهزة الأميركية توصلت عبر تحليل بصري إلى خصائص متطابقة تقريباً بين الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز KAS-04 وتلك التي أطلقها الحوثيون، إضافة إلى خصائص متماثلة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ الحوثيين.

وأضاف البيت الأبيض أن الحوثيين يعتمدون أيضاً على أنظمة مراقبة توفرها إيران في البحر.

وأكدت واتسون أن "الدعم الإيراني للحوثيين قوي ويشمل تسليم معدات عسكرية متطورة ومساعدة استخباراتية ومساعدات مالية وتدريباً"، وأن طهران فوضت "القرارات العملياتية إلى الحوثيين".

وعلى رغم النتائج التي قدمها البيت الأبيض، كانت هناك شكوك بين بعض صناع القرار في الولايات المتحدة ودول حليفة حول ما إذا كان الحوثيون يتصرفون بناءً على تعليمات من إيران.

وأشار دبلوماسي من دولة حليفة لواشنطن يتابع ما يجري في المنطقة إلى أن "حزب الله" اللبناني الذي تربطه علاقات أوثق مع إيران كان بالمقارنة مضبوطاً في وجه التحذيرات الأميركية واستعراض الولايات المتحدة قوتها البحرية في شرق المتوسط.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته "من بين وكلاء إيران في المنطقة يملك الحوثيون أضعف رابط مع طهران. ومن الصعب أن نرى كيف تخدم الهجمات مصالحهم أو مصالح إيران".

وحافظت إدارة بايدن في البداية على لهجة هادئة حيال هجمات الحوثيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى رغبتها في الحفاظ على السلام الهش في اليمن.

وحافظ الحوثيون والحكومة المدعومة من السعودية على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة منذ أبريل (نيسان) 2022، مما أدى إلى وقف حرب مدمرة تسببت في أزمة إنسانية في اليمن الذي بات معظم سكانه يعتمدون على المساعدات.

عقلية "البارانويا"

وفي بحث نشر حديثاً، قال مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الحوثيين يتشاركون عقلية "البارانويا" التي يتمتع بها رجال الدين الحاكمون في إيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب أن على الولايات المتحدة أن تفكر في الحوثيين كنوع من كوريا الشمالية، "لاعب منعزل وعدواني ومسلح جيداً ومعاد للولايات المتحدة ويتمركز في موقع جغرافي رئيس".

وتدعم القيادة الدينية في إيران علناً حركة "حماس" التي هاجم مسلحوها إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مما أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى الحصيلة الإسرائيلية.

وقال مسؤولون أميركيون إنه ليس لديهم أي دليل على أن طهران كانت على علم مسبق بالهجوم أو خططت له بشكل مباشر.

وتعهدت إسرائيل تدمير "حماس"، وخلفت عملياتها العسكرية في غزة حتى الآن 20057 قتيلاً، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة صادرة عن السلطات في القطاع الذي تحكمه "حماس".

تغيير المسار

أظهرت بيانات تتبع السفن أن سفينتين في الأقل تنقلان النفط أو المنتجات النفطية بين ساحل الخليج الأميركي والهند غيرتا مسارهما من البحر الأحمر الجمعة، في وقت يستعد فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للمساعدة في حماية السفن من هجمات ميليشيات الحوثي في اليمن.

وهاجم المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين يقولون إنهم يدعمون الفلسطينيين الذين تحاصرهم إسرائيل في قطاع غزة، السفن التجارية بطائرات مسيرة وصواريخ، مما أجبر شركات الشحن على تغيير مسارها واتخاذ مسارات أطول حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.

ووفقاً لبيانات تتبع السفن من شركة "أل أس أي جي" فإن الناقلة "إيجورجيس" التي تستأجرها شركة "بي بي" البريطانية لنقل زيت الغاز الفراغي من جامناجار الهندية إلى تكساس الجمعة، كانت تبحر على طول الساحل الشرقي لأفريقيا نحو رأس الرجاء الصالح.

وكانت "بي بي" تنقل شحنات زيت الغاز الفراغي في العادة عبر البحر الأحمر. ويضيف المسار الجديد تسعة أيام إلى الرحلة بين الهند وساحل الخليج الأميركي، وزيت الغاز الفراغي هو مادة خام مكررة تستخدم لإنتاج البنزين والديزل.

وامتنع متحدث باسم شركة "بي بي" عن التعقيب، لكنه أشار إلى بيان سابق في شأن قرار الشركة بإعادة توجيه السفن. وقالت الشركة الثلاثاء إنها ستتجنب البحر الأحمر وستوجه السفن حول رأس الرجاء الصالح.

كما أظهرت بيانات شركة "أل أس أي جي" إلى أن الناقلة "سونانجول كابيندا" التي تستأجرها شركة "إكوينور" وتنقل النفط الخام من تكساس إلى الهند، استدارت 180 درجة في عرض البحر الأحمر أول من أمس الخميس وكانت تبحر عبر قناة السويس باتجاه البحر المتوسط.

وقالت الولايات المتحدة إن التحالف البحري الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي يضم 20 دولة، ومع ذلك، لم يؤكد البعض مشاركتهم، بينما قال آخرون إن عمليات حماية الملاحة في البحر الأحمر ستكون جزءاً من الاتفاقات البحرية القائمة، وقد تسبب الافتقار إلى التفاصيل العملية لشركات الشحن في حدوث ارتباك لأولئك الذين ما زالوا يتجنبون المنطقة.

وقال متحدث باسم "إكوينور" الثلاثاء "أوقفنا موقتاً أيضاً الأنشطة الجديدة التي تتضمن العبور عبر المنطقة". أضاف أن السفن الموجودة حالياً في المنطقة يتم إعادة توجيهها أو إيقافها موقتاً.

ودفعت هجمات الحوثيين شركات الشحن إلى تغيير مساراتها، مما تسبب في اكتظاظ عديد من الموانئ الأفريقية بعدد السفن التي تدخل مياهها.

وقال المحلل في شركة فورتيكسا لبيانات الطاقة جاي مارو "علاوات أخطار الحرب للناقلات التي تسافر عبر البحر الأحمر ارتفعت خلال الآونة الأخيرة، مما يجعل الطريق الأطول (رأس الرجاء الصالح) أقل كلفة بالنسبة إلى المستأجرين".

ووفقاً لبيانات شركة "أل أس أي جي" غيرت عديد من الناقلات التي تغادر موانئ شرق السويس متجهة إلى وجهات غير أميركية مسارها أو عدلت مسارها لتجنب البحر الأحمر. وتشمل الناقلات الأخرى التي تم تغيير مسارها "باو أوليمبوس" التي تستأجرها شركة "إكوينور". وغادرت الناقلة ساحل الخليج الأميركي في الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) وغيرت مسارها أثناء عبور المحيط الأطلسي إلى السويس وانعطفت 90 درجة وحددت وجهتها إلى ديربان في جنوب أفريقيا.

وفي الوقت نفسه قامت الناقلة "ألمي جلوب" التي تستأجرها شركة "بي بي" بتغيير اتجاهها في البحر المتوسط. وكانت السفينة متجهة إلى السويس حتى الخميس ثم غيرت وجهتها إلى لاس بالماس في إسبانيا.

المزيد من متابعات