اشتدّت مساء الجمعة 30 أغسطس (آب) 2019، قوّة الإعصار "دوريان" المتوجه صوب ولايتي بهاماس وفلوريدا الأميركيتين، ليُصبح "بالغ الخطورة".
وحض رئيس الوزراء في باهاماس هوبرت مينيس، سكان الأرخبيل في المحيط الأطلسي المقيمين في مسار الإعصار القوي جداً، على توخي السلامة.
وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير ومقره ميامي إنّه "من المتوقع أن يصل دوريان إلى باهاماس الأحد الأوّل من سبتمبر (أيلول) 2019، وإلى فلوريدا مساء الاثنين أو الثلاثاء الثالث من سبتمبر، مضيفاً "اشتدت قوته ليصبح إعصاراً بالغ الخطورة من الفئة الرابعة".
خطر على الأرواح
ووفق المركز، من المرجح أن "تصحب الإعصار رياح تبلغ سرعتها حوالى 220 كلم في الساعة، وأن تشتد العاصفة الماطرة وتمتد بشكل يهدد الأرواح، في أجزاء من شمال غربي باهاماس، حيث صدر تحذير من إعصار".
في هذا السياق، قال مينيس خلال مؤتمر صحافي، إن "العاصفة تشكل خطراً على الأرواح، والمواطنون الذين يرفضون إخلاء منازلهم يعرّضون حياتهم لخطر كبير جداً... لا تعرّضوا حياتكم وحياة أحبائكم لخطر يمكن تجنّبه". وأضاف "لا تتصرفوا بحماقة، محاولين تحدي هذا الإعصار... عدم الإجلاء قد يكلّفكم حياتكم".
حدث كبير
وفيما لا يزال مسار العاصفة غير مؤكد، لم تصدر بعد أوامر لأهالي سواحل فلوريدا بالإجلاء، لكنهم مع ذلك استعدّوا بتخزين المواد الغذائية والماء وسلع أخرى، وتهيّأوا لمغادرة منازلهم.
وأعلن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس حال الطوارئ في كل مقاطعات الولاية الـ67، داعياً ملايين السكّان إلى الاستعداد للعاصفة التي قال إنّها يُمكن أن تتحوّل إلى حدثٍ كبير".
وأضاف "نتوقع هطول أمطار غزيرة جداً وندعو جميع سكان فلوريدا إلى تخزين الطعام والأدوية والماء لمدّة تكفي سبعة أيام".
سيصبح وحشاً
وقال الحرس الوطني في فلوريدا إنّه وضع حوالى ألفين من عناصره في حال تأهّب، كما سيضع ألفين آخرين في الساعات القليلة المقبلة.
من جهته، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ دوريان "ربّما يصبح وحشاً بكل ما للكلمة من معنى"، علماً أنه ألغى زيارة إلى بولندا ليشرف على التحضيرات للتصدي للعاصفة.
وأضاف "كل التقديرات تشير إلى أنه سيضرب بقوة كبيرة، وبعض الترجيحات توحي أنه سيكون بحجم أندرو"، الإعصار من الفئة الخامسة الذي أودى بحياة 65 شخصاً عام 1992.
كما أعلن ترمب حال الطوارئ في فلوريدا، ما يسمح بتقديم مساعدة فيدرالية، دعماً لجهود الولاية والجهود المحلية.
وحذر ترمب من أن تكون جورجيا أيضاً ضمن مسار الإعصار، ومن الممكن أن تتضرر بدرجة كبيرة جداً.
آثار كارثية
بدورها، أعلنت ولاية جورجيا الواقعة في الجنوب الشرقي، والتي قد تكون في مسار العاصفة، حال الطوارئ في 12 مقاطعة.
وقال الحاكم براين كيمب إن الإعصار "قادر على إلحاق آثار كارثية بالمواطنين" في كل أنحاء المنطقة الساحلية الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة".
كذلك، طالب خفر السواحل الأميركي بأن "تضع السفن التجارية العابرة للمحيط خطة لمغادرة المرافئ جنوب فلوريدا"، في حين أعلنت المدارس تعليق الدراسة حتى يوم الثلاثاء.
أما مطار أورلاندو الدولي، فذكر أنه سيوقف الرحلات التجارية "من باب الاحتياط"، في وقت أوضحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنها ستنقل منصة إطلاق صاروخ متحركة ضخمة إلى مبنى لجمع العربات، لحمايتها من العاصفة.