Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطياف المشاهير تطوف في "فندق الجزائر"

أصبح تغيير قفل كهربائي صغير يتطلب الاتصال بمصالح الآثار التابعة لوزارة الثقافة حفاظاً على قيمته التاريخية

يرتبط "فندق الجزائر" بحدث هام غيّر مسار الحرب العالمية الثانية (مواقع التواصل الاجتماعي)

 

ملخص

يمنح كل من يزوره أو يقيم فيه شعوراً بالهدوء والسفر في أزمان غابرة بالنظر لقِدمه

لا تزال أروقة وغرف "فندق الجزائر" شاهدة على أحداث تاريخية كثيرة، وتحتفظ بأطياف العديد من الشخصيات التاريخية والسياسية والثقافية والأدبية والفنية، بعد أن كان قبلَة لعلية القوم والطبقات البورجوازية الأوروبية والأميركية، إضافة إلى الملوك والرؤساء وكبار القادة العسكريين من مختلف دول العالم.

الزائر للفندق يستقبله ديكور من العهد العثماني مع خليط من فن العمارة الحديث ليخلق تجانساً دقيقاً وسط حدائق استوائية، وموقع استراتيجي متميز يمنح إطلالة على الجزائر العاصمة، وبالولوج إلى قاعة الاستقبال تواجهه لوحات فسيفسائية من الزليج الجزائري وصوراً للمشاهير من نزلاء هذا الفندق.

 

أيزنهاور

ولعل أهم ما يثير الانتباه في الطابق الأول للفندق، وجود غرفة تحمل رقم 1101 سعر تأجيرها الأعلى مقارنة ببقية الغرف، ويبلغ 40 ألف دينار (295 دولاراً) والسبب هو الجنرال الأميركي دوايت أيزنهاور، قائد قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، الذي أقام في هذه الغرفة من نوفمبر (تشرين الثاني) 1942 إلى ديسمبر (كانون الأول) 1943، أي 13 شهراً، وهو الرجل الذي سيصبح رئيساً للولايات المتحدة بين 1953 و1961.

ويبدو أن كتابة "أقام اللواء دوايت أيزنهاور، القائد العام للقوات الحليفة في أفريقيا الشمالية مقره في هذه الغرفة، من نوفمبر 1942 إلى ديسمبر 1943"، عند مدخل الغرفة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية كانت سبباً في رفع القائمين على الفندق سعر تأجير هذه الغرفة.

ويرتبط الفندق الذي كان يسمى "القديس جورج" بحدث هام غيّر مسار الحرب العالمية الثانية، حين حوّل الحلفاء الفندق إلى مقر لعقد اجتماع قيادة أركانهم في قاعة "السفراء"، حيث كانوا يخطّطون لكيفية الإطاحة بالنازيين في أفريقيا، إذ نزل الحلفاء في الجزائر وشمال أفريقيا لتنفيذ "عملية الشعلة"، التي بدأت في الثامن من نوفمبر 1942 وانتهت في 11 نوفمبر 1942.

 

كما شهدت القاعة نفسها التوقيع على معاهدة انضمام الولايات المتحدة لقوات الحلفاء بتاريخ 10 نوفمبر 1942، وذلك بين الحاكم العسكري للجزائر آنذاك الأميرال داغلو والجنرال الأميركي بارك وين كلارك، وذلك بعد يومين بعد عملية إنزال "الشعلة".

وحضر المؤتمر كذلك المارشال البريطاني ميتلاند ويلسون، والجنرال الأميركي مارك وين كلارك، الذي وصل إلى الجزائر في أكتوبر (تشرين الأول) 1942 سراً بغرض التنسيق مع قادة المقاومة الفرنسية، تمهيداً لما عرف باسم "عملية الشعلة". كما حضر المؤتمر العقيد وود ورد ستومبرك، وعدد كبير من الضباط الرفيعي المستوى الذين كانوا يقيمون بالفندق.

وتزامنت فترة إقامة قيادة أركان دول الحلفاء، بزيارة إلى الفندق قام بها ملك بريطانيا جورج السادس خلال جولته لتفقّد قوات الحلفاء في الجزائر، وتكررت زيارته ثلاث مرات لحث القوات البريطانية والأميركية والفرنسية على الإطاحة بهتلر في هذه المنطقة من العالم. كما نزل في الفندق رئيس الوزراء البريطاني ذائع الصيت ونستون تشرشل، لتفقّد قوات الحلفاء ولعقد اجتماعات مع قادة الأركان.

كما اجتمع قادة قوات الحلفاء برئاسة الجنرال الأميركي دوايت ديفيد أيزنهاور للاتفاق حول موعد إنزال النورماندي، في منتصف ليلة الخامس من يونيو (حزيران) 1944، أكبر عملية إنزال برمائية في التاريخ شاركت فيها وحدات جوية وبرية مشتركة وقادها أيزنهاور.

 

مشاهير

ومن كبار النزلاء الذين تتصدر صورهم جدران الفندق، الزعيم الأفريقي السابق نيلسون مانديلا، والرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر، والثائر إرنستو تشي غيفارا، ونجم التلفزيون في أيامه الأولى تشارلي تشابلن، وملك اليونان جورج الثاني، وملك بريطانيا جورج الخامس، واللورد سان جورج رئيس البعثة البريطانية في الجزائر، والبارون دي روتشيلد، والسياسية والكاتبة والأديبة الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار، والأديب الفرنسي أندريه جيد، والروائي الفرنسي مارسيل بانيول، والأديب والمفكر الفرنسي هنري دي مونتيرلان، والأديب البريطاني روديارد كيبلينغ وآخرون.

وأقام في فندق الجزائر المطرب فريد الأطرش، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والشحرورة صباح، وعملاقة الطرب اللبناني فيروز، وسيّدة الطرب وردة الجزائرية، والفنانة داليدا، والفنانة الذائعة الصيت جوزفين بايكر، والمخرجة يمينة بن غيغي، والممثل جون كلود بريالي، والممثل جون غابان، والممثلة الفرنسية ميراي دارك، والمخرج السينمائي الفرنسي والشاعر والروائي والكاتب المسرحي النحات والرسام المتعدد جان كوكتو، والكاتب الفرنسي جان غيونو، والممثل الشهير فريديرك ديفنتال، والممثلة الفرنسية الحاصلة على جائزة "الأوسكار" جولييت بينوش، ونزل فيه الفنان والكوميدي المغربي جاد المالح، ونجم التلفزيون الفرنسي باتريك بوافر دارفور، وإيريك كونتونا وهو لاعب سابق مشهور في فريق "مانشيستر".

 

تاريخ

ولا تزال آثار قديمة كثيرة قائمة في موقع الفندق تدل على هذه الحقبة العثمانية، إذ يعود تاريخ بناء الفندق إلى عام 1514، حيث تم تشييده على أنقاض قصر عربي عثماني قديم، كان مقراً لبعض الدايات العثمانيين الذين حكموا الجزائر. وكان يحمل اسم "الداي بالاس" ثم أصبح اسمه "سانت جورج" أو "القديس جورج" بعد أن أصبح مقراً لرئيس البعثة البريطانية اللورد سان جورج، وتمت تسمية المقر على اسمه ثم تم تحويله عام 1889 إلى فندق مع الاحتفاظ بالاسم نفسه.

واشترى القصر بيار أوغاست غيوشان الإنجليزي، المهندس الرئيس لمدينة الجزائر، فحوّله ابنه جورج أوغاست إلى مدرسة داخلية للإناث، خاصة بعائلات طبقة البرجوازيين، والمعمرين. وخلال الحرب العالمية الأولى، حولته عائلة غيوشان إلى قصر لاستقبال أصدقاء ومدعوين الطبقة البرجوازية المقيمة بالجزائر، في جو الرفاهية التي ألفها هؤلاء، كالشعراء والمخترعين والمؤلفين والروائيين وغيرهم من مشاهير الفن والثقافة القادمين من أوروبا، وتحول القصر إلى مركز ترفيهي للعائلات الأوروبية البرجوازية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في عام 1927، رمّم الحفيد الصغير جاك أوغيست القصر وحوله إلى فندق من 180 غرفة، ويضم الفندق جناحين، جزء عربي - عثماني وجزء أوروبي، ويمنح كل من يزوره أو يقيم فيه شعوراً بالهدوء والسفر في أزمان غابرة بالنظر لقِدمه، وأصبح تغيير قفل كهربائي صغير يتطلب الاتصال بمصالح الآثار التابعة لوزارة الثقافة حفاظاً على القيمة التاريخية للفندق.

وبعد استقلال الجزائر في 1962، حوّلت السلطات اسم الفندق من "القديس جورج" إلى "فندق الجزائر"، وبقي يطلق عليه هذا الاسم لغاية 1982 عندما تم غلقه عام 1978 حتى 1982 لإنجاز عمليات توسيع وتهيئة على المقاس الدولي للفندقة الفاخرة. وتم توسيع قدرة استيعابه من 180 إلى 296 غرفة مع الحفاظ على النمط العمراني المميز للفندق، وأعيد فتحه بتاريخ 1983 تحت اسم جديد هو "فندق الجزائر ـ سان جورج سابقاً"، وأصبح يضم 296 غرفة في ديكور أصيل وخمس قاعات هي صالون البهجة، وصالون القصبة، صالون السفراء، صالون الرايس، وصالون الجنينة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات