Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يدفع العالم ثمن التغاضي عن الحوثي قرب باب المندب؟

تحركات دولية مرتقبة في شأن التطورات الجديدة في البحر الأحمر قد تشمل "عمليات عسكرية"

سفينة "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها الحوثيون في البحر الأحمر (أ ف ب)

يواصل الحوثيون إحداث جملة من التطورات المتلاحقة على سواحل البحر الأحمر تنبئ في حال استمرارها عن متغيرات قد تفرض واقعاً جديداً في واحد من أهم الممرات المائية الذي تشاطئه دول عدة مؤثرة في المنطقة. 

وعلى مدى الأيام الماضية، كانت السواحل الغربية اليمنية شاهدة على سلسلة من المستجدات التي دفعت بعدد من الدول إلى تحذير سفنها المارة عبر البحر الأحمر باتخاذ الحيطة من تطورها نتيجة انتشار فرق القرصنة الحوثية، كان آخرها ما أعلنه مسؤول دفاعي أميركي بإسقاط بحرية بلاده طائرة مسيرة قادمة من منطقة تسيطر عليها جماعة الحوثي الأربعاء.

وبالنظر إلى سلسلة الأحداث في تلك المياه، فهذه هي المرة السادسة التي تطلق فيها البحرية الأميركية النار على طائرات مسيرة في جنوب البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في إطار الهجمات وعمليات القرصنة الحوثية على السفن التجارية في مياه الشرق الأوسط. 

وقبالة هذا التصعيد، أفادت تقارير صحفية إسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو والولايات المتحدة تدرسان تشكيل قوة عمليات خاصة في البحر الأحمر، رداً على الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي.

وفي هذا الشأن، توجهت الحكومة الإسرائيلية لدول بينها بريطانيا واليابان لتشكيل قوة عمليات خاصة للعمل بالبحر الأحمر "في إطار تحالف متعدد الجنسيات في باب المندب".

في السياق نفسه، نقلت الإذاعة الإسرائيلية حدوث انفجارين الأربعاء فوق البحر الأحمر قرب مدينة إيلات.

إثبات عداء أميركا وإسرائيل

ومع توقعات أن تشهد التحركات الدولية ممارسة مزيد من الضغوط على الحوثي للقبول بتهدئة والعودة لمسار الحلول السياسية للأزمة اليمنية، لا يستبعد المحلل العسكري عبدالعزيز الهداشي، تنفيذ إسرائيل هجمات عسكرية ضد الحوثي ستشكل له ما وصفه بـ"انتصار معنوي ظل يبحث عنه منذ فترة طويلة وذلك لشرعنة الانقلاب ومنحه شعبية ترفع أسهمه".

كما سيقدم وفقاً للهداشي رسالة "تثبت قتاله لأميركا وإسرائيل انتصاراً للشعار الإيراني الذي يرفعه"، ويعتبر دخوله في حرب مباشرة مع إسرائيل "أمنية يتمنى الحوثي تحقيقها ما لم تكن الضربات مؤثرة وموجعة تعمل على شل قدراته العسكرية". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في قراءة للتطورات للجماعة المدعومة من إيران، يوضح أن "الأحداث الأخيرة كشفت عن أن الحوثي يتحرك من باب المندب إلى المياه الدولية لدول الجوار بكل حرية بعد أن أزعج العالم بأنه محاصر". ويرى أن هذا "يثبت زيفه بالحصار ومزايدته للتكسب والهرب من الالتزامات التي عليه تجاه الشعب اليمني المحتقن والغاضب في المناطق الخاضعة لسيطرته".

ويعتقد الهداشي أن "للدول العظمى مصلحة في بقاء مناطق مضطربة والدليل منعهم تحرير الحديدة في عام 2017 بحجة الخشية من الآثار الإنسانية، فيما كشف التراجع عن هذا الخيار (سيطرة الشرعية على مدينة الحديدة ومينائها) أنه خطأ استراتيجي سبب كل هذه المشكلات".

بناء على ذلك يتوقع "عدم تحرك المجتمع الدولي ضد الحوثي عسكرياً إلا بشكل محدود عبر ضربات تحذيرية مثلاً، لكنه سيتحرك فوراً في حال تأثر التجارة العالمية في المياه الدولية بالبحر الأحمر واستهداف ناقلات النفط أو نشر الألغام البحرية في الطرق الدولية".

وتواصلت العمليات الحوثية الأربعاء، بعد أن كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة آمبري البريطانية للأمن البحري عن واقعة تتعلق بما يشتبه أن تكون طائرة مسيرة غرب ميناء الحديدة في اليمن.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت أكثر من مرة منذ بداية الحرب في غزة، تنفيذ هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع إسرائيلية، لكن جيش الأخيرة لم يعلن تأثيراً فعلياً لها.

وسبق لزعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي أن قال إن قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل، وقد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ومطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي توعد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع عبر حسابه على منصة "إكس" بأن الجماعة "ستواصل استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات حتى يتوقف الهجوم على غزة".

تحذير دولي

وعلى رغم من محدودية الأثر العسكري الذي تتركه الهجمات الحوثية التي لا يصل غالبيتها إلى الأراضي الإسرائيلية ضمن ما اعتبره مراقبون مساع حوثية حثيثة للمزايدة والتكسب الداخلي والدولي خدمة لمشروعها الخاص المدعوم من إيران، إلا أن الجماعة تواصل إصدار بيانات شن الهجمات من دون أن تكشف عن حجم الضرر الفعلي الذي ألحقته بإسرائيل كما تدعي بشكل شبه يومي بغض النظر عن السفن التجارية المارة.

وقال الجيش الأميركي يوم الأحد إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في جنوب البحر الأحمر، ومع ذلك حذرت الهيئة البريطانية السفن كافة التي تعبر المياه المنطقة بتوخي الحذر.

وأعلن الحوثيون يوم الأحد الماضي مسؤوليتهم عن شن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة وقالت الجماعة إن الهجمات جاءت "استجابة للتضامن مع الشعب الفلسطيني".

ماذا في جعبة ليندر كينغ

وفي مسعى إلى احتواء التهديدات الحوثية المتنامية، بدأ المبعوث الأميركي تيم ليندر كينغ جولة إلى الخليج "وسط الهجمات الإيرانية وهجمات الحوثيين على الشحن الدولي مما يهدد نحو عامين من التقدم المشترك باتجاه إنهاء الحرب في اليمن"، بحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية.

وهي مهمة عدها مراقبون خطوة لإطفاء حرائق الحوثي في المنطقة بانتهاج حلول دبلوماسية قد تدفعه مجدداً نحو خيارات السلام، وسيطرحها كما هو متوقع كورقة ضغط بـ "المزيد من الشروط التي لا تنتهي"، وفقاً للحكومة الشرعية اليمنية.

و ذكرت الخارجية الأميركية أن "واشنطن تعمل مع شركاء بحريين رئيسين لتأمين ممر آمن للشحن العالمي، فيما يعمل ليندر كينغ مع الأمم المتحدة والسعودية والإمارات وعُمان والشركاء الدوليين الآخرين لدعم حل الصراع في اليمن في أقرب وقت ممكن".

والتقى لندر كينغ عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي (رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب باستعادة الدولة الجنوبية)، وبحسب ما نشره الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي فقد "جرى خلال اللقاء بحث أخطار التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وسلوك القرصنة الذي تمارسه الميليشيات المدعومة من إيران ضد السفن التجارية المارة في الخط الملاحي الدولي، وآليات مواجهة التصعيد الحوثي وسبل توسيع التعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب".

ووسط أحاديث عن  الخيارات العسكرية المطروحة فهناك قوات "ألوية العمالقة" الموالية للانتقالي التي يعتبرها بعضهم قريبة من الدخول في المواجهات العسكرية مع الحوثيين واستعادة السواحل الغربية اليمنية التي سبق وسيطرت على أجزاء واسعة منها في عام 2018 قبل انسحابها، بحسب اتفاق ستوكهولم في العام ذاته، وهو الاتفاق الذي قضى بانسحابها وتشكيل فرق مراقبة أممية لم يتقيد به الحوثيون بحسب اتهام الحكومة.

المزيد من متابعات