Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"جنود الشاحنات" رجال حرب صامدون على أبواب غزة

جولة على معبر رفح تقود "اندبندنت عربية" إلى الحديث مع السائقين الذين رووا تجارب وتضحيات في سبيل إغاثة سكان القطاع

أحمد منصور سائق إحدى الشاحنات المحملة بالمساعدات السعودية (اندبندنت عربية)

لم تكن حدود المعاناة واقفة خلف جدران غزة، بل كانت تمتد إلى سائقي الشاحنات الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية توصيل المساعدات الإغاثية من معبر رفح الحدودي في مصر إلى ساحة الحرب، أمثال عبدالناصر توفيق البالغ من العمر 56 عاماً، الذي حوَّل شاحنته إلى منزل متنقل، تضمن حتى مطبخ إعداد طعامه، استعداداً لكل الظروف.

وفي جولة "اندبندنت عربية" على المعبر الحدودي يقول توفيق الذي أتى من مسكنه في البحر الأحمر وهو يحكي عن سلسلة الإجراءات التي يمر بها سائقو الشاحنات عند عبورهم معبر رفح "بعد دخولنا إلى المعبر ذهبنا إلى العوجة مروراً بالتفتيش ونحن على سلسلة قوافل 200 شاحنة خلف بعض ولا يتم دخول أكثر من ذلك ثم نعود من العوجة إلى رفح مرة أخرى بعد أن يتم تنزيل الحمل، وكل ذلك يكون بتنسيق مع الجيش المصري".

لم تكن تجربة مدحت السائق لإحدى شاحنات المساعدات السعودية مثل عبدالناصر وقد شاهد حادثة فوضى تعرضت له إحدى الشاحنات بعد مرورها معبر رفح قائلاً "عدد من الشاحنات تم اقتحامها فور دخولها غزة، وذلك بسبب رغبة الأشخاص في الحصول على الطعام لأنهم يعانون الجوع الشديد"، لدرجة أدت إلى إصابة أحد السائقين.

شاحنات تحمل المساعدات السعودية

وفيما تعمل الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية كجسر حيوي لتلبية حاجة سكان غزة رغم أخطار الطرق المحفوفة بظروف الحرب وتعقيداتها التي لا تنتهي، يقول أحمد منصور، سائق إحدى الشاحنات المحملة بالمساعدات السعودية والمسؤول عن 43 منها "نحن الآن نحمل الشحنة القادمة من السعودية في ميناء شرق بورسعيد في مصر، وقمنا بتحميل البضاعة في 43 حاوية وبناء عليه تم إرسال 43 سيارة نقل حاويات وبرادات لنقل المساعدات بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري لتسهيل وصولها ومتابعتها في مكان التحميل ومن ثم تحصيل رقم أو دور للدخول إلى المعبر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار المنصور إلى أن جميع الإجراءات وتسلسلها في أيام متعاقبة، تمر سهلة مقارنة بالتحدي الأخير بعد تجاوز المعبر، بخاصة عندما لا يكون هناك اتصال بالهواتف الأرضية أو الإنترنت، نظراً إلى أنها خطوط دولية وتتسبب هذه المشكلة في معاناة كبيرة للسائقين.

 وأضاف "نحن نتحمل هذه المشاق من أجل تخفيف معاناة إخوتنا في فلسطين وتلبية نداءات الدول الشقيقة لمساعدة رجال الأعمال في مصر والدول الأخرى في تقديم المساعدة الإنسانية، ومستمرين في تحمل هذه الصعاب، سواء كانت متعلقة بالمعبر في رفح أو التفتيش الإجباري في إسرائيل، لأننا نؤمن بالقيم الإنسانية ونسعى لتقديم الدعم والمساعدة في قدر استطاعتنا".

تجربة العبور الصعبة

يذكر أن نقل المساعدات من مصر إلى فلسطين كان يستغرق فترة زمنية نحو ثلاثة أيام، ولكن الآن يتطلب نحو 10 أيام، نظراً إلى التعقيدات في إسرائيل.

وأما من الجانب الفلسطيني فأردف السائق أحمد "يتم استقبالنا من قبلهم بشكل جيد وتوجد المنظمات الإنسانية مثل الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني لتقديم المساعدة لنا فور وصولنا بتوفير سيارة فلسطينية تحمل المساعدات ومن ثم نعود إلى مصر".


ويشتكي السائقون من عشوائية في عمليات التفتيش من الجانب الإسرائيلي، تستغرق في بعض الأحيان أياماً عدة، مما يزيد من معاناة السائقين بما يؤدي إلى نفاد الطعام الذي يحملونه بعض الأوقات، في حين يمنعونهم من استخدام الغاز أو دخوله المعبر، وعند نقطة التفتيش في إسرائيل، يتم إبعاد السائقين عن شاحناتهم مما يضطرهم للبقاء في الشارع والنوم فيه، وهذا يشكل مشكلة خاصة في ظروف البرد، وقالوا إنهم أخبروا الحكومة المصرية بذلك، "ونوهنا بعدم الدخول مرة أخرى إذا تم التعامل معنا بهذه الطريقة".

يعتبر السائقون "الجنود المجهولون" في قصة المجهود العربي الضخم لإغاثة غزة، نظير ما يواجهون من تحديات لوجيستية وأمنية ومخاطر مشابهة لعمل الجنود في الميدان، ويجسدون معنى أوسع للتضحية، فهم يشكلون الأمل لعديد من الأشخاص في غزة

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير