ملخص
زار الملك تشارلز برفقة زوجته كاميلا مقبرة جنود في نيروبي لتكريم الأفارقة الذين ماتوا من أجل بريطانيا العظمى خلال الحربين العالميتين
غادر الملك البريطاني تشارلز الثالث، العاصمة الكينية نيروبي اليوم الخميس متوجهاً إلى مدينة مومباسا الساحلية (جنوب) حيث سيزور محمية طبيعية ويلتقي ممثلين دينيين.
وكان العاهل البريطاني قدم في اليوم الثاني من زيارته إلى كينيا أمس الأربعاء، تحية إلى المحاربين القدامى الكينيين، غداة إدانته بالانتهاكات الاستعمارية التي ارتكبتها بريطانيا في هذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، دون أن يقدم الاعتذار الرسمي الذي كان يطالبه به البعض.
ونددت منظمة "اللجنة الكينية لحقوق الإنسان" غير الحكومية بغياب طلب الصفح، بعدما طالبت الملك تشارلز بتقديم "اعتذار علني غير مشروط ولا لبس فيه".
وقال مارتن مافينجينا المسؤول عن القضايا القانونية في المنظمة لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم يعترف بالمسائل الخطيرة التي أثرناها"، معتبراً أن الخطاب الذي ألقاه الملك "لم يتضمن أي شيء استثنائي".
وقال الملك تشارلز مساء الثلاثاء، "ارتُكبت أعمال عنف شنيعة وغير مبررة ضد الكينيين أثناء خوضهم نضالاً مؤلماً من أجل الاستقلال والسيادة"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي عذر" لتلك الأعمال.
وأضاف "لا شيء من هذا يمكن أن يغير الماضي، ولكن من خلال التطرق إلى تاريخنا بنزاهة وانفتاح، ربما يمكننا إظهار قوة صداقتنا اليوم، وبذلك يمكننا، وآمل في ذلك، الاستمرار في بناء علاقة أوثق للسنوات المقبلة"، دون أن يقدم الاعتذار الرسمي المنشود.
ووضع الملك تشارلز أول من أمس الثلاثاء، إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول في حديقة رُفع منها في ديسمبر (كانون الأول) 1963 علم كينيا المستقلة بدلاً من علم المملكة المتحدة، وحضر مأدبة عشاء رسمية أقامها الرئيس الكيني وليام روتو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مواصلة للجانب التذكاري من رحلته، زار الملك برفقة زوجته كاميلا أمس الأربعاء، مقبرة جنود في العاصمة نيروبي لتكريم الأفارقة الذين ماتوا من أجل بريطانيا العظمى خلال الحربين العالميتين.
ووضع الزوجان إكليلاً من الزهور قبل أن يلتقيا محاربين قدامى كينيين، وبعضهم على كراسي متحركة.
وقال الملك تشارلز لأحدهم خلال احتفال لتوزيع الأوسمة "آمل بأن نتمكن من القيام بشيء مميز لكم".
وروى أحد المحاربين القدامى وهو سامويلي مبوريا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه حصل على وسام خلال الحكم الاستعماري، لكنه تخلص منه خوفاً من "انتقام" من المقاتلين من أجل الاستقلال، وأضاف الرجل العجوز الذي خدم في مصر وإثيوبيا وبورما "كثر لم يكونوا سعداء لأننا شاركنا في الحرب".
من جهته، أشاد روتو بـ "شجاعة تشارلز واستعداده لتسليط الضوء على الحقائق المزعجة" كخطوة أولى لتحقيق "تقدم أبعد من التدابير غير الحاسمة والمبهمة في السنوات الماضية".
واكتفت لندن حتى الآن بالتعبير في عام 2013 عن "الأسف الصادق" للعنف الاستعماري في كينيا.
وبعد سنوات من الإجراءات وافقت لندن في عام 2013 على دفع تعويضات لأكثر من خمسة آلاف كيني من ضحايا قمع ثورة الـ "ماو ماو" ضد القوة الاستعمارية البريطانية الذي خلف أكثر من 10 آلاف قتيل بين عامي 1952 و1960.
وبعد خصم التكاليف القانونية، حصل كل منهم على حوالى 2600 جنيه استرليني (ثلاثة آلاف يورو).
قضايا البيئة
وزار تشارلز الثالث الملتزم منذ فترة طويلة القضايا البيئية، غابة كارورا أمس الأربعاء، وهذه المساحة الخضراء التي تبلغ مساحتها ألف هكتار في العاصمة الكينية، دافعت عنها بشدة أمام التوسع العقاري، صديقته الراحلة وانغاري ماثاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2004 التي عملت على حماية التنوع البيولوجي في كينيا.
وهناك، التقى ابنتها وانجيرا ماثاي وكذلك العداء الكيني المخضرم إليود كيبتشوغي.
كذلك، زار الزوجان مكاناً مخصصاً لصغار الفيلة حيث أطعمت كاميلا بعضها الحليب بزجاجات، وموقعاً يُدمَّر فيه عاج ضبط من صيادين.