Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستغل طهران انشغال العالم بحرب غزة لدخول الساحل الأفريقي؟

الرابط المشترك بين إيران والنيجر هو العقوبات التي يسعى الطرفان إلى الالتفاف عليها

تحرك إيران صوب النيجر كان لافتاً من حيث التوقيت (أ ف ب)

 

ملخص

قد تجد إيران في النيجر سوقاً مهمة لترويج أسلحتها مثل الطائرات المسيرة وغيرها، أما النيجر فلها ثروات هائلة من يورانيوم وغيره يمكن أن يشكل سلاحاً قوياً بيدها

يعكس ترحيب إيران بما وصفته بـ"صمود الشعب النيجري في وجه الهيمنة الغربية" في أعقاب الانقلاب الذي نفذه الحرس الرئاسي ضد الرئيس محمد بازوم "محاولات تقوم بها طهران لتكريس نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي مستغلة انشغال القوى العالمية بالتصعيد في غزة بين حركة (حماس) والجيش الإسرائيلي"، بحسب متخصصين في الشأن العسكري.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده "مستعدة للتعاون مع المجلس العسكري الحاكم في نيامي"، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية المعين من قبل الانقلابيين في النيجر بكاري ياو سانغاري، لافتاً إلى أن "طهران ترحب بمقاومة الشعب النيجري لسياسات الهيمنة الأوروبية".

وجاء حديث رئيسي في إشارة إلى ضغوط قوية واجهتها النيجر بعد الانقلاب الذي تم تنفيذه يوم 26 يوليو (تموز) الماضي، حيث حاولت فرنسا بشتى السبل إعادة حليفها الموثوق بازوم إلى السلطة، فيما لوحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي ينظر إليها على أنها امتداد للنفوذ الفرنسي، بتدخل عسكري ضد الانقلابيين، لكن كل هذه الجهود لم يكتب لها النجاح في إخضاع الانقلابيين.

تكريس نفوذ

في الواقع، التحركات الإيرانية في القارة السمراء التي تئن تحت وطأة أزماتها الأمنية والاقتصادية، لا تهدأ، إذ سبق أن زار إبراهيم رئيسي في يوليو الماضي كلاً من كينيا وزيمبابوي وأوغندا، وذلك في وقت يزداد فيه العداء الشعبي والرسمي لفرنسا التي كانت لها اليد الطولى لسنوات في هذه القارة.

وطرد المجلس العسكري في النيجر القوات الفرنسية التي بدأت باريس بإجلائها في اتجاه نجامينا في محطة أولى، ثم إلى فرنسا، التي تضرر نفوذها بشدة في الساحل الأفريقي بعد فشل عملية "برخان" العسكرية التي أطلقتها البلاد ضد الإرهابيين في هذه المنطقة عام 2013.

وقال المحلل السياسي النيجري سليم نوحو إن "توقيت تحرك إيران صوب النيجر كان لافتاً، حيث بالفعل لا أحد يهتم بالوضع هنا أو في الساحل بخضم حرب غزة، صحيح أن زيارة سانغاري مبرمجة مسبقاً، لكن الإصرار على إجرائها في هذا التوقيت يعكس محاولة من الجانبين – إيران والنيجر – لتحقيق تقارب قوي".

وأردف نوحو في حديث لـ"اندبندنت عربية" أن "الطرفين يعانيان أزمة وضغوطاً أوروبية ودولية قوية تتجسد في عقوبات وعزلة، لذلك يسعيان إلى التنفيس عن بلديهما، قد تجد إيران في النيجر سوقاً مهمة لترويج أسلحتها مثل الطائرات المسيرة وغيرها، أما النيجر فلها ثروات هائلة هي الأخرى من يورانيوم وغيره يمكن أن يشكل سلاحاً قوياً بيدها". وتابع "أما المنطقة ككل، فإيران تدرك أنها باتت ساحة للتنافس على النفوذ بين قوى دولية مثل الولايات المتحدة وروسيا. هناك مساعٍ لملء الفراغ الذي ستتركه فرنسا، وإيران ستسعى إلى استغلال تقاربها مع موسكو لتكريس هي الأخرى نفوذ لها، ولها أدوات بإمكانها أن تستغلها في محاولة التوسع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استغلال للفجوة مع الغرب

وتزخر النيجر بثروات مهمة بالفعل على غرار اليورانيوم الذي كثيراً ما استغلته شركات فرنسية لسنوات، وهو أمر قد يغري إيران الباحثة عن ملاذات أخرى بعيدة من رادارات العقوبات الغربية والأممية.

ولم يوقع بعد أية اتفاقات أو غيرها خلال زيارة سانغاري إلى طهران، لكن حديث المسؤولين الإيرانيين يشي بأن المرحلة المقبلة قد تشهد حضوراً قوياً لطهران في النيجر والساحل الأفريقي، خصوصاً أن إيران سعت منذ سنوات إلى ترسيخ نفوذ لها في المنطقة.

وقال المتخصص في الشؤون الدولية نزار مقني إن "كل منطقة يخرج منها الغرب تكون مجال توسع لمناوئيه، وهذا ما تحاول إيران القيام به اليوم في النيجر، فمن المعلوم أن النيجر، كما بوركينا فاسو ومالي، قد تذهب في فلك روسيا التي قد تكون بديلاً لفرنسا، خصوصاً على المستوى الاقتصادي، وحتى العسكري والأمني".

واعتبر مقني في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" أن "إيران تريد الاستثمار في الفجوة بين دول الساحل والصحراء وفرنسا، وتريد موطئ قدم من الناحية الاقتصادية، وقد تدفع باستثمارات، لا سيما أنها تحتاج إلى فك العزلة الدولية حولها في ظل العقوبات المفروضة من الغرب والأمم المتحدة، وخصوصاً حول صناعتها النفطية والتكنولوجيا النووية التي تسعى إلى تطويرها، من ثم كل طريق للتعاون مع أية دولة يعد منفذاً استراتيجياً بالنسبة لها، سواء مع النيجر اليوم، أو غيرها".

والرابط المشترك بين النيجر وإيران هو العقوبات التي يسعى الطرفان إلى الالتفاف عليها، لا سيما أن كلفتها قد تكون باهظة، سواء على مستوى الاستقرار أو غيره في دولتين تعانيان بالفعل أزمات اقتصادية.

وقال نزار مقني إن "السلطات الحاكمة في نيامي تتعرض لحالة من الخنق اليوم من قبل فرنسا وبقية القوى الغربية، فيما تمسك الولايات المتحدة الأميركية العصا من المنتصف، وهو أمر تحاول إيران أن تستغله لصالحها، خصوصاً أن طهران لديها نفوذ أصلاً في أفريقيا، سواء كان نفوذاً مباشراً أو عبر أذرعها مثل (حزب الله) الذي له امتدادات في أفريقيا الغربية مثل غينيا وسيراليون والكوت ديفوار، وهناك استغلال لوجود المكون الشيعي في هذه الدول".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير