Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شعرت بالحرج كبريطاني في الخارج هذا الصيف... لكن ما  كان ينتظرني في الوطن أسوأ بكثير

يبدو أن حياتي مجرد "عقبة في الطريق،" لابد من تجاوزها لتنفيذ بريكست من دون صفقة

شارع ويستمنستر في قلب العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)

بعد فترة وجيزة من التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كتبت عن شعوري بالحرج قليلا للسفر إلى الخارج كبريطاني، في أعقاب تلك المشاعر القومية الغاضبة التي أفرزها مشروع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. كانت الردود التي جاءت عبر تويتر متوقعة.  وأدركت أنني عزفت على الأوتار الصحيحة حين تلقيت سؤالاً من  امرأة استغربت كيف أنني تجرأت على كتابة مثل ذلك المقال، وشكّكت في وطنيتي.  ولاحظت أن تلك المرأة استخدمت كصورة رمزية على حسابها نموذجا لجروف دوفر البيضاء مغطاة برسومات حمراء شنيعة. كم هي وطنية، إذن!

منذئذ  اخذ ذلك الغضب القومي يتحول إلى حمض مَعِدي هيدروكلوريكي مع سقوط القناع عن الوجه القبيح لمشروع بريكست. وأدى افتضاح الأكاذيب التي رددها بوريس جونسون وزملاؤه خلال الحملة إلى تصاعد مستمر لدوامة التزييف البشع للحقائق.

ورافق هذا التصعيد إسكات الأصوات التي سعت إلى فضح الأكاذيب، وفي بعض الأحيان حدث ما هو أسوأ من ذلك. ولربما وجد الأصوليون الدينيون بمختلف شرائحهم،  أن من المفيد لهم اتبّاع قواعد اللعب نفسها التي انتهجها رواد البريكست.

ولدينا حالياً في رئاسة الوزراء "جونيوايز مهرج رعب البريكست" (شاهد الشريط الإعلاني لفيلم It Chapter Two على يوتيوب) . هل هذا محرج؟ بل أمر مخزٍ تماماً. رحت أتساءل عما إذا كنت قادرا على النجاة بسرعة من المكان الذي بقينا نختبئ فيه بعيدا في ريف بريتون. وهل يمكنك أن تلومني إذا لم تكن من النوع الذي يضع صورة عريضة على حسابه في تويتر؟

هناك كل ما يبرر الشعور بالحرج إزاء بريطانيا في ظل ما يجري. كُتب الكثير عن شخصية جونسون أو عن افتقاره للشخصية، وكيف تؤثر على الطريقة التي يتعامل بها مع وظيفته. ولمعرفة ذلك قد لا يكون المرء بحاجة إلى أكثر من العودة إلى ما قالته له صديقته كاري سيموندز ، حسبما تردد،  في منزلها خلال فضيحة الخلاف بينهما في خضم حملة انتخابات زعامة حزب المحافظين. وورد أن بعضهم سمع سيموندز تقول له  "أنت لا تهتم بأي شيء لأنك مدلل. أنت لا تهتم بالمال ولا بأي شيء." تنبأت تلك العبارات بما رأيناه لاحقا، وهو يعكس نهج "جونيوايز" للدبلوماسية الذي اشتمل على الصياح وتقديم المطالب ثم الانفجار غضبا عندما لا تلقى طلباته الاستجابة.

أحدث مثال على هذا هو انسحاب المملكة المتحدة من معظم اجتماعات الاتحاد الأوروبي في أعقاب الرد الفاتر من دونالد توسك على رسالة جونسون الأخيرة. إنه يجعل بريطانيا تبدو وكأنها طفل صغير في حاجة إلى الإحالة إلى وحدة لمعالجة السلوك.

كان من المستحيل الهروب تمامًا من تدفق الأخبار غير السارة من بلدي، حتى في جزء من العالم حيث خدمة النطاق العريض للإنترنت أسوأ من خدمة الغرفة الواحدة في منزلي. كنت أحمقا عندما أخذت هاتفي المحمول معي ، لاننا نحصل كما تعلمون على خدمة تجوال رخيصة عبر الاتحاد الأوروبي. والجانب السلبي لذلك هو أن آبل نيوز يروج للعناوين التي تضمّ تفاصيل أحدث التهديدات أو نوبات غضب.

لكن في النهاية لم أرَ حاجة إلى الاختباء. هل شعرت بالحرج؟ لا. غضب؟ نعم ، في الواقع كنت غاضبا جدا. ومع ذلك، باعتباري أحد مرضى السكري ممن يعتمدون على الأنسولين، فأنا واحد من أولئك الذين رفضهم جونسون ومايكل غوف، الواثق من نفسه ، بوصفهم "عقبة في الطريق". إنني بحاجة إلى الأدوية المنقذة للحياة التي يهدد  غوف،"وزير بريكست من دون صفقة" هذا بحرماني منها.

هناك تلميحات إلى أن معارضي الخروج من دون صفقة، والتي لا يتمتع رئيس الوزراء بأي تفويض ديمقراطي لتنفيذه،  قد استسلموا وبدأوا في الرضوخ لما هو حتمي. إنني أجد هذا غير قابل للتفسير ومثير للغضب أيضا. إنهم بحاجة إلى الاستيقاظ. فالأشخاص الذين يعانون مثلي ستتعرض حياتهم للخطر بلا مبرر بسبب الفوضى التي تثيرها رئيس الوزراء وأصدقائه.

© The Independent

المزيد من آراء