أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو ستدرّب قواتها على تنفيذ "ضربة نووية هائلة" ردا على ضربة معادية محتملة، وذلك بعد مناورات تخللها إطلاق صواريخ بالستية اليوم الأربعاء.
وقال شويغو متوجها الى الرئيس فلاديمير بوتين الذي أشرف على هذه المناورات "يتم تحت قيادتكم... تنظيم مناورة تدريب سيتم خلالها التدرب على مهام شنّ ضربة نووية هائلة من قبل القوات الهجومية الاستراتيجية، ردا على ضربة نووية معادية"، وفق ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس.
معركة الشتاء
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إن أوكرانيا سترد على روسيا هذا الشتاء، ولن تكون في موقع دفاعي وحسب إذا شنت موسكو حملة جوية تهدف إلى إخراج شبكة الكهرباء الوطنية عن الخدمة.
وتخشى أوكرانيا من أن روسيا تخطط لتفجير البنية التحتية الرئيسة للطاقة لإضعاف معنويات الأوكرانيين.
وواجه ملايين الأوكرانيين حالات انقطاع كهرباء على نطاق واسع وقطع إمدادات مرافق أخرى خلال الشتاء الماضي، حينما هاجمت روسيا منشآت الطاقة بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وكتب زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام" للتراسل، "نستعد لهجوم قد يشنه الإرهابيون على البنية التحتية للطاقة، ولن ندافع عن أنفسنا وحسب هذا العام بل سنرد أيضاً".
وذكر زيلينسكي في بيانه أن أفعال موسكو تبين أنها تدرك امتلاك أوكرانيا عتاداً أفضل في الوقت الحالي للرد على الهجمات الروسية، مضيفاً "يدرك العدو هذا جيداً، ففي البداية نقلوا أسطولهم من شبه جزيرة القرم والآن ينقلون طيرانهم بعيداً من حدودنا".
إلغاء معاهدة حظر التجارب النووية
وافق مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، اليوم الأربعاء، على إلغاء المصادقة على معاهدة حظر التجارب النووية، على خلفية الصراع في أوكرانيا والأزمة مع الغرب.
وقد وافق أعضاء المجلس على القانون بالإجماع بـ156 صوتاً مما يمهد الطريق لتوقيعه من قبل الرئيس فلاديمير بوتين، وهو أمر لا شك فيه لأنه هو الذي يقف وراء هذه الخطوة.
وأكد بيان نشر على الموقع الإلكتروني لمجلس الاتحاد قبيل التصويت أن هذا القانون "يهدف إلى استعادة التكافؤ في مجال مراقبة الأسلحة النووية".
وكان مجلس النواب الروسي (الدوما) تبنى القانون، الأسبوع الماضي. ودعا رئيسه فياتشيسلاف فولودين إلى "الرد على الموقف البغيض للولايات المتحدة تجاه التزاماتها في شأن الحفاظ على الأمن العالمي".
وأعلن بوتين في بداية أكتوبر (تشرين الأول) أن بلاده قد تلغي مصادقته على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية رداً على الولايات المتحدة التي لم تبرم النص إطلاقاً.
وأضاف "لست مستعداً للقول ما إذا كان ينبغي علينا استئناف التجارب أم لا"، مشيداً بتطوير صواريخ جديدة عالية القوة يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.
منذ بدء النزاع في أوكرانيا فبراير (شباط) 2022، تبنى الرئيس الروسي عدداً من المواقف المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية، ونشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس أقرب حليف له، صيف 2023.
وعلقت روسيا في فبراير الماضي مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائية تربط بين موسكو وواشنطن.
وفتح التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في 1996 لكنها لم تدخل حيز التنفيذ قط لأنه لم يتم التصديق عليها -وهي خطوة ضرورية لدخولها حيز التنفيذ- من قبل عدد كاف من الدول، من أصل 44 بلداً يمتلك منشآت نووية عند وضعها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الوضع الميداني
ميدانياً قال مسؤولون أوكرانيون، إن القوات الروسية قصفت مدينة أفدييفكا بشرق أوكرانيا، أمس الثلاثاء، لكن الخسائر الفادحة أجبرتها على التحول إلى الهجمات الجوية والاعتماد على التقدم البري بشكل أقل.
ونتيجة لعدم تمكن روسيا من الزحف نحو كييف في الأيام الأولى من هجومها الذي بدأ في فبراير (شباط) العام الماضي، ركزت قواتها على التقدم في منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا.
وبدأت أوكرانيا في يونيو (حزيران) هجوماً مضاداً، واستولت على قرى في الشرق والجنوب، لكن بوتيرة أبطأ بكثير من التقدم السريع عبر الشمال الشرقي قبل عام.
وتركز روسيا في الوقت الحالي على مدينة أفدييفكا الأوكرانية المعروفة بمصنع فحم الكوك الضخم، الذي أصبح علامة مميزة لـ"المقاومة الأوكرانية".
وقال أولكسندر شتوبون المتحدث باسم مجموعة القوات الجنوبية في أوكرانيا للتلفزيون الوطني "أسقط العدو نحو 40 قنبلة موجهة في ليلتين. لكن عدد الهجمات البرية انخفض إلى نصف ما كان عليه أمس واليوم السابق".
وأضاف "هذا ليس مفاجئاً، إذ تكبد العدو خلال الأيام الخمسة خسائر بشرية تشمل نحو 2400 قتيل وجريح في منطقة دونيتسك".
وأضاف أن معظم الضحايا سقطوا بالقرب من أفدييفكا وبلدة مارينكا القريبة التي تتنازع روسيا وأوكرانيا السيطرة عليها منذ فترة طويلة.
وقال فيتالي باراباش رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، إن البلدة تتعرض لهجمات مدفعية وجوية متواصلة.
وأضح للتلفزيون الأوكراني "العدو يحاول باستمرار تطويق المدينة ويرسل قوات جديدة من الشمال والجنوب... وعلى مدى يومين، كانوا يعملون في الغالب في مجموعات صغيرة، في محاولة لإيجاد ثغرات في دفاعنا، ولكن دون جدوى. خط الدفاع صامد".
واستولت روسيا على أفدييفكا لفترة وجيزة في 2014، عندما استولى الانفصاليون المدعومين من موسكو على أجزاء كبيرة من شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها وعززت حمايتها.
كما تهاجم القوات الروسية كوبيانسك، وهي بلدة استولت عليها القوات الروسية في البداية بعد الهجوم لكن أوكرانيا استعادتها في العام الماضي في شمال شرقي البلاد.
وقال أوليه سينيهوب حاكم منطقة خاركيف، إن مدنيين قتلا في قصف مدفعي على قرية قرب كوبيانسك.
ولم تذكر روسيا أي معلومات تخص القتال في أفدييفكا هذا الأسبوع، لكنها أشارت إلى نجاح الضربات المدفعية والجوية بالقرب من باخموت، وهي بلدة تقع إلى الشمال الشرقي استولت عليها القوات الروسية في مايو (أيار) بعد معارك لأشهر.