Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكايات العالقين في غزة على معبر رفح

هناك حاجة إنسانية ملحة لإعادة فتحها وتسهيل العبور من القطاع

ملخص

في منطقة قريبة من معبر رفح ينتظر المغادرون فتح المنفذ الوحيد للرحيل عن مدينة الموت

تتشبث كرسينيا بجواز سفرها السويدي، وبجانبها حقيبة صغيرة، وتنتظر، بفارغ الصبر، قراراً سياسياً يسمح لها بالمرور من معبر رفح المدمر جزئياً ومغادرة قطاع غزة، للنجاة من وابل الصواريخ التي تسقط بشكل كثيف على مختلف أرجاء القطاع.

كرسينيا مواطنة سويدية متزوجة من رجل فلسطيني، ووصلت مدينة غزة لزيارة عائلة زوجها، وهذه المرة الأولى التي تدخل فيها القطاع، ولسوء حظها بدأت المواجهات قبل أن تتمكن من مغادرة غزة.

 

حرب للمرة الأولى

احتجزت السيدة السويدية في غزة، بعد أن فرضت إسرائيل على القطاع إغلاقاً مطبقاً شمل كل المنافذ الحدودية، بما فيها معبر رفح الذي يربط غزة مع مصر، ولم تتمكن من المغادرة، وعلى بعد أكثر من 50 متراً عن منفذ رفح، تنتظر كرسينيا نجاح المساعي لإتاحة الفرصة لمغادرة الرعايا الأجانب وحملة جوازات السفر الأجنبية من القطاع، وهي تتواجد في منطقة غير آمنة تصلها باستمرار قذائف الدبابات والمدفعية الإسرائيلية.

مع ساعات الصباح الأولى، وصلت كرسينيا قرب المعبر على أمل مغادرة غزة، ووصلت إلى المكان بعد أن تلقت إشعاراً من سفارة بلادها تؤكد فيه ضرورة تجهيز حقائب السفر، لكنها لليوم الـ11 على التوالي تفشل في السفر من غزة، ولا تزال تعيش أجواء الحرب للمرة الأولى في حياتها.

الأمان مفقود

تقول "الأمان هنا مفقود، كل ثانية أسمع أصوات الانفجارات وأشاهد الدمار والدماء تسيل في كل مكان، تسبب هذا التوتر في انهيار أعصابي وفقدان السيطرة على حالتي النفسية، لم أعش هذه الحالة قبل ذلك". وتضيف "يعيش الأطفال والنساء بهدوء مطلق، لكن في غزة، الموت يقترب من الصغار كل لحظة، كل مقومات الحياة معدومة، والخوف يسيطر على قلبي وشاهدت الرعب هذا في ملامح سكان القطاع".

 

وتحاول كرسينيا الخروج من القطاع لتنقذ نفسها، لكنها، في الوقت نفسه، تصلي لأجل الأطفال وسكان القطاع من أجل نجاتهم، وتؤكد أن مجتمع غزة يستحق حياة أفضل من القنابل والصواريخ وانعدام الأمن وندرة الطعام.

ولأكثر من 10 ساعات مكثت في أرض قاحلة لا بشر فيها ولا مباني، تنتظر أن يفتح معبر رفح، وسمعت أصوات الانفجارات الضخمة، وتطايرت عليها شظايا الصواريخ الإسرائيلية، وتشير إلى أنها نجت بأعجوبة.

الأجانب خائفون

ومع حلول الظلام تغادر كرسينيا معبر رفح إلى منطقة قريبة، وتعود في اليوم التالي، إذ تحصل على تأكيد من سفارة بلادها بضرورة التواجد هناك، وأن المساعي السياسية قد تنجح في أي لحظة للسماح لهم بالمغادرة، وهذه حالها منذ 11 يوماً.

وإلى جانب كرسينيا هناك أكثر من 500 فرد من الأجانب بعضهم يحمل الجنسية الأميركية والبريطانية والبلجيكية والتركية، ووصلوا غزة قبل اندلاع الحرب، وجميعهم عالقون في القطاع ينتظرون الأمل في إعادة فتح المنفذ الوحيد، ويعبّر هؤلاء الأجانب عن خوفهم من آلة الدمار، ويخشون أن تطاولهم القنابل التي تسقطها الطائرات الحربية الإسرائيلية التي باتت لا تفرق بين المدنيين والأهداف العسكرية.

خارج الخدمة

في الواقع، قصفت إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني وأخرجته عن الخدمة، وتسببت الغارات بدمار كبير وأحدثت حفراً عميقة تمنع دخول السيارات وحتى الأفراد، وبسبب هذا القصف تدمرت أجهزة الحاسوب التي تسجل عليها بيانات المسافرين، كما انقطع الإنترنت بشكل كامل عن المنفذ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإلى جانب منع الأجانب وحملة جوازات السفر الأجنبية، تمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية التي تحتاجها غزة، وحتى إن سمحت بذلك، فالطريق من المعبر إلى القطاع باتت غير صالحة لنقل شاحنات الإغاثة الضرورية لإنقاذ سكان غزة من مجاعة وكوارث صحية.

ويقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني سلامة معروف "ما زالت إسرائيل تخترق قواعد القانون الدولي الإنساني، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية والوقود إلى غزة، ما يتسبب بكارثة إنسانية بالغة القسوة طاولت مختلف القطاعات الخدماتية للمواطنين وفي مقدمها المنظومة الصحية".

حاجة إنسانية ملحة

يضيف معروف "خلال ساعات اليوم، ستتوقف الكهرباء بشكل كامل عن المستشفيات وتخرج عن خدمة المصابين والجرحى والمرضى، هناك حاجة إنسانية ملحة لإعادة تشغيل المعبر في كلا الاتجاهين بشكل اعتيادي لتسهيل إدخال المساعدات والوقود ونقل الجرحى وتأمين حاجات القطاع الضرورية"، وبحسب معروف، فإنه من غير المنطقي أن يسمح بخروج الأجانب من غزة فقط، ولا يسمح بإدخال الوقود والمياه الصالحة للشرب والمساعدات الإنسانية والإغاثية، فالأولوية، بحسب اتفاقية جنيف وقواعد القانون الدولي الإنساني، تستدعي ضمان حماية المدنيين وتوفير الرعاية الصحية للجرحى، ويشير إلى أن المطلوب عودة الحياة إلى معبر رفح، وإدخال المستلزمات الطبية والإسعافية والمواد الإغاثية وتأمين مرور شاحنات الوقود، إضافة إلى السماح بخروج الجرحى من غزة إلى مستشفيات العالم لإجراء عمليات طبية هم بحاجة لها.

وفي معبر رفح من الجانب المصري، فإن شاحنات الإغاثة الضرورية التي تشمل الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمساعدات الطبية والإغاثية تقف بالقرب من البوابة التي تصل إلى القطاع، لكنها ممنوعة من الدخول، إذ تهدد إسرائيل بقصف أي شاحنة تمرّ من هناك.

ويقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "هذا التغيير الذي سعت له حماس، وهذه الحرب التي نخوضها، قواعدها قاسية، لقد فرض الحصار المطبق على غزة بأمر عسكري، ونسعى في الوقت نفسه لخلق مساحة إنسانية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات