Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يتدرب على خريطة العملية البرية وبنك الأهداف في غزة

أبلغ نتنياهو عائلات الأسرى أنهم لا يملكون أي معلومات عن أي رهينة لدى "حماس" ووعدهم ببذل الجهود لإعادتهم سالمين

ملخص

العملية البرية ستكون صعبة وعميقة إذ لم يسبق أن استعد الجيش الإسرائيلي لحرب داخل مناطق مدمرة إنما مناطق فارغة ووعرة، لذلك يتطلب الأمر بضعة أيام من التدريبات

بعد أكثر من أسبوع على أسرهم وفي أعقاب محادثة فيديو أجراها الرئيس الأميركي جون بايدن مع عائلاتهم، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يلتقي بهم وسط تحركات وتظاهرات لذوي المخطوفين ونصب خيمة احتجاج أمام مبنى وزارة الدفاع.

وأبلغ نتنياهو العائلات أن إسرائيل لا تملك أي معلومات دقيقة عن أي أسير لدى "حماس" ووعدهم بأن تبذل تل أبيب قصارى جهدها لإعادتهم سالمين.

وتطرق وزراء وأعضاء في الكابينت إلى مسألة الأسرى في أعقاب اجتماع الكابينت الذي عرض أمام الوزراء تقييماً للوضع الأمني على جبهتي غزة ولبنان، وصادق على الخطط العملياتية التي وضعت للحرب على القطاع براً وبحراً، غير أن الكابينت شهد خلافات حول الموقف والتقييم للجبهة الشمالية، وإذا ما ترد إسرائيل على هجمات لبنان بما يفتح هذه الجبهة في موازاة غزة، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق هدف الحرب على القطاع.

وبرز الخلاف داخل الكابينت بين رأي يرى أن "حزب الله" لن يتدخل، ورأي آخر يعتبر أنه كلما اشتد الهجوم على غزة ستتزايد احتمالات انضمام الحزب إلى القتال وتدهور الوضع إلى حرب شاملة، وألمح أكثر من مسؤول ومصدر إيراني عن احتمال دخوله الحرب.

وبحسب تقرير إسرائيلي، فإن حجم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة متعلق بصورة مباشرة بما يحدث عند الحدود الشمالية، فكلما تصاعدت العمليات الإسرائيلية في غزة، يرجح أن تتصاعد عمليات "حزب الله"، وفي هذه الحال تتضاعف احتمالات التدهور وفقدان السيطرة بين القوات الأمنية والعسكرية وحتى الجبهة الداخلية.

وخلافاً لما يراه بعضهم من خطر دخول إيران إلى ساحة الحرب، ترجح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن طهران ليست معنية في الوقت الحالي بتدهور الوضع وهدر قدرات "حزب الله"، وبحسب التقديرات الأمنية سيعمل "حزب الله" على إظهار خطط له وتنفيذها ليفاجئ الجيش الإسرائيلي، على رغم أن الوضع الحالي بعيد من تحقيق ذلك.

وهذه التوقعات كانت مطروحة حتى ساعات بعد ظهر اليوم الأحد، حين كثف "حزب الله" من إطلاق الصواريخ باتجاه نهاريا، وهذه المرة الأولى التي تطلق صفارة الإنذار فيها، وفي شلومي وبلدات واسعة من الشمال أدت صواريخ إلى مقتل شاب من فلسطينيي 48 كان يعمل في المنطقة الشمالية.

وقد تعدلت تقديرات الإسرائيليين حول الجبهة الشمالية بحيث تعاظم القلق من انضمام تلك الجبهة إلى الحرب أكثر من أي وقت مضى.

حزام أمان في غزة

وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي مشاركة أكثر من 400 ألف جندي احتياط في الحرب على غزة التي سيشنها براً وبحراً وجواً، ارتفعت أصوات عسكريين وسياسيين داعية إلى الشروع في العملية البرية، وأصدر الجيش بياناً في هذا الشأن قال فيه إنه بات مستعداً لتنفيذ عملية كبيرة وواسعة في غزة، ويتدرب الجنود على دراسة الخريطة التي تضعها إسرائيل لعمليتها البرية وبنك الأهداف هناك.

ووفق ما تبين من الخطة العسكرية، فإن تل أبيب لن تعود للحدود الحالية، بل ستقيم حزام أمان لمسافة لم تُحدد بعد لضمان أمن الحدود الإسرائيلية، في وقت تحدث أكثر من مسؤول أمني وعسكري عن أن أحد أهداف العملية هو السيطرة على المنطقة الواسعة لغزة والقضاء على كل عنصر لـ"حماس" ومن دون تحقيق ذلك لن تعلن إسرائيل انتهاء الحرب.

وفي لقائه مع الجنود قال رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، "في حربنا على غزة سندخل ونصل إلى كل مخرب، وستواجهنا حرب قاسية وصعبة وطويلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الموافقة على الخطط العملياتية

ووافقت المؤسستان العسكرية والسياسية على مختلف الخطط العملياتية التي وضعت للحرب على غزة، وذكر مسؤول عسكري أن الجيش يعمل على تنفيذ "عملية منظمة لرفع كفاءة القوات المقاتلة، إلى جانب عملية لتزويده بأسرع ما يمكن بالمعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة، وسيقوم الجيش بشراء أسلحة عدة لسد النقص الموجود. وكذلك وافق الكابينت الحربي على الخطط العملياتية للحرب على غزة فيما قام بتعيين رئيس أركان الجيش السابق غادي أيزنكوت، عضو كابينت الحرب الحالي، مسؤولاً عن الجبهة الشمالية، ليشرف على جميع خطط وعمليات الحرب ضد حزب الله".

تعاظم التحديات

وبحسب مسؤول عسكري، فإن العملية البرية ستكون صعبة وعميقة إذ لم يسبق أن استعد الجيش لحرب داخل مناطق مدمرة إنما مناطق فارغة ووعرة، لذلك يتطلب الأمر بضعة أيام من التدريبات، وأضاف أنه "سيتم تنفيذ العملية البرية بناء على سلسلة من الاعتبارات العملياتية، بما في ذلك إخلاء السكان واستنفاد العمليات الجوية وجاهزية القوات العسكرية، مع الأخذ في الاعتبار التوتر القائم والمتأرجح بين العملية البرية على غزة وضرورة الاستعداد والتأهب على الجبهة الشمالية أيضاً".

وقالت الوزيرة يفعات شاشا، عضو الكابينت، إن "الحرب التي نخوضها على غزة لا تقتصر على صعوبة العملية البرية فحسب، فمع تصعيد التوتر في الجبهة الشمالية أصبح التحدي أمامنا أكبر، ليس هذا فحسب بل هناك تحضيرات ليست سهلة لحماية الجبهة الداخلية وضمان أمن السكان، وهذا ليس أمراً سهلاً، خصوصاً إذا اتسعت الحرب ووصلت إلى الجبهة الداخلية".

العملية البرية ستستمر أسابيع وربما أشهراً

وفي أعقاب القصف المستمر على بلدات الشمال، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هجري في ساعة متقدمة من ليل اليوم إن "الجيش مستعد أيضاً لخوض الحرب على الجبهة الشمالية ونحن بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة لضمان مصالح إسرائيل، وفي المقابل سنعمل من خلال خطتنا لحرب غزة على تحقيق هدفها الأساسي وهو القضاء نهائياً على حماس".

ووسط غضب الشارع حيال ملف الأسرى، تطرق إلى هذه المسألة، موضحاً أن الجيش يساعد في الوصول إلى معرفة مكان وجود الأسرى والمخطوفين، ويضع ملفهم على رأس اولوياته، وسنبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم".

من جهته رجح الخبير العسكري يوآف ليمور أن تستمر الحرب على غزة أسابيع وربما أشهراً، وقال "واضح أن العملية البرية قريبة، ووفق ما شاهدنا من حجم تجنيد الاحتياط والاستعدادات المسبقة، يبدو أن الجيش يخطط للعمل في البر من دون قيود بهدف إلحاق أضرار كبيرة بحماس". "ومع ذلك"، أضاف ليمور "أعربت جهات مختلفة عن تخوفها من أن يكون التأخر في الخروج إلى المعركة البرية يضيق المهلة الزمنية التي تتمتع فيها إسرائيل بشرعية دولية للرد على ما حصل السبت".

المزيد من متابعات